اختتام مهرجان مصياف المسرحي الثامن

http://www.masyaf4all.info/local/cache-vignettes/L126xH107/arton86-661d6.jpg
خمسة أيام متتالية عاش فيها أهالي مدينة "مصياف" حالة حب للمسرح استمدوها من شعار الدورة الثامنة من مهرجانها المسرحي، فقد أثبت جمهور هذه المدينة العريقة أنهم جديرون باحتضان هذا المهرجان كما توقع منظموه حين أقروا إقامته قبل أشهر من موعده المعتاد.
رئيس فرع نقابة الفنانين في "حماة" الفنان "معمر السعدي" عبر عن إعجابه بمهرجان مصياف وجمهوره فقال: «لا يقاس نجاح المهرجان بمستوى عروضه بقدر ما هو بمستوى جمهوره، وجمهور "مصياف" كان اليوم مميزاً لدرجة أن حضوري اليوم أغناني عن الأيام الخمسة الفائتة، وقد تبين لي من خلالهم أنهم كانوا سعداء بهذا المهرجان وهذا يكفي، وأنا كنت سعيداً جداً بحضوري لأن عرض اليوم كان مميزاً.

الكاتب والناقد المسرحي "جوان جان" أثنى على جهود القائمين على المهرجان وأيضاً على أهالي "مصياف" الداعمين لهم حين قال: «هذا المهرجان بالشكل العام هو مهم على أكثر من صعيد، فهو يقام في منطقة بحاجة فعلاً لهذا النشاط المسرحي، وأيضاً هي متفاعلة معه بمعنى أنه هناك التفاف من الأهالي حول المهرجان من دورته الأولى، ويتجسد ذلك بالمشاركة الكثيفة لشباب المدينة إن كان في التنظيم أو حتى العروض، ومن ناحية أخرى هو يحاول أن ينشط الحركة المسرحية في "مصياف" التي أعتبرها قابلة جداً لينمو فيها فنون عديدة إضافة للفن المسرحي، لذلك أتوقع له التطور وأتمنى له النجاح الدائم».

ضيف "مصياف" هذا اليوم كان الفنان "مصطفى الخاني" الذي أصر على أن يكون بين الجمهور في هذا المسرح المتواضع حجماً، الكبير فعلاً، وقد تحدث عن زيارته فقال: «نحن كفنانين نتلقى دعوات لمهرجانات عالمية عديدة، لكنني أحبذ أن آتي إلى مدينة مثل "مصياف" أكثر لأن مجيئنا يعتبر بمثابة دعم للمهرجان سواء على الصعيد الإعلامي أو حتى لتشجيع الناس لحضور الفعاليات الثقافية بأنواعها».

ويضيف "الخاني" حول ما أعجبه في "مصياف" فقال: «فرقة "صدى" المسرحية أثبتت تطور مستواها من خلال جيل من الشباب الذي تخرج منهم سنوياً مقبولين في المعهد العالي للفنون المسرحية، وقد كان لديهم إصرار أن يستمر المهرجان هذه السنة رغم كل الصعوبات، وربما بالجهود المماثلة تمكنت محافظة "حماة" من تصدر الريادة في مجال المهرجانات المسرحية فلديها ثلاث مهرجانات على مدار العام».

مدير المركز الثقافي العربي في "مصياف" السيد "منذر عطفة" تحدث عن القيمة الثقافية للمهرجان قائلاً: «المهرجان فعل ثقافي وحواري، من خلاله نعمق الحوار بين الفرق المسرحية القادمة من مختلف المحافظات السورية بلغة مسرحية، وهذا يؤكد أهمية المهرجانات كمحطات للحوار بهذه اللغة، ومهرجان "مصياف" حقق خطوات متقدمة بجهود المنظمين عبر دوراته الثمانية إضافة إلى التعاون الأهلي معهم».

وعن مستوى عروض المهرجان قال: «العروض في هذه الدورة كانت متفاوتة بين الوسط والجيد جداً، وهذا شي جيد بالنسبة للظروف التي أقيم بها المهرجان».

خلال حفل الختام تم تقديم مشهد "ريبورتاجي" عن عروض المهرجان، بطريقة مختلفة، حيث قام بعض ممثلي فرقة "صدى" بتمثيل هذا الريبورتاج بشكل حي، والفكرة كانت للمخرج "غزوان قهوجي" وكتابة الأستاذ "سيف حامد" وقد شارك معهم ممثل من فرقة "فضا" القادمة من "دمشق" الممثل "عثمان جبريل" الذي علق على هذا المشهد قائلاً: «كان تضاد الأحرف بين فرقتي "فضا" و"صدى" مشكلاً لمزيج فني مميز ختم به مهرجان "مصياف" الذي أعتز بمشاركتي به، وأطلب من كل المسرحيين الكبار أن يهتموا فعلاً بالمسارح خارج دمشق».

من فرقة "صدى" الممثلة "سلام شحود" والتي شاركت في المشهد الختامي عبرت عن سعادتها بهذه الدورة من المهرجان فقالت:

« أنا أحببت العروض المسرحية التي قدمت، وأعتبر أني استفدت كثيراً من هذه التجربة، فالمهرجان كان مميزاً جداً»

زميلها الممثل "عبد الستار الحرك" أضاف قائلاً:

«لقد لاقينا صعوبة حتى أقمنا المهرجان، لكن إصرارنا مكننا من أنقيم شيئاً جميلاً هذا العام رغم أننا ألغينا عرضنا المقرر لفرقة صدى وهو "عربة حب" لأسباب عدة، لكن مستوى العروض كان جيداً نسبياً وأتمنى أن تكون الدورات القادمة أكثر تنوعاً».

في النهاية لا يسعنا أن نقول إلا أن الورقة الثامنة في شجرة مصياف المسرحية سقطت قبل موعدها في الخريف، لكن برعم الورقة التاسعة بدأ بالنمو ابتداءً من هذا اليوم.

ايام مصياف المسرحية لن تنسى بحلوها وملحها نشكر ادارة المهرجان وادارة فضا التي أقسمت على أن يكون لها بكل عرس قرص متل مشفنا بالختام