فرقة فضا المسرحية

فضا للفنون المسرحية ترحب بكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

فرقة فضا المسرحية

فضا للفنون المسرحية ترحب بكم

فرقة فضا المسرحية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فرقة فضا للفنون المسرحية

 تشارك الفرقة في فعاليات مهرجان طائر الفينيق المسرحي السادس بمدينة طرطوس في الفترة من 26 الى 31 آب 2014 من خلالالعرض المسرحي ( حلم ليلة حرب ) تأليف وإخراج غزوان قهوجيnbsp;


دخول

لقد نسيت كلمة السر

المواضيع الأخيرة

» الممثلة ربى طعمة
الشجرة رقم 13 Emptyالإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي

» غزوان قهوجي
الشجرة رقم 13 Emptyالإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي

» مختبر فضا المسرحي
الشجرة رقم 13 Emptyالأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي

» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الشجرة رقم 13 Emptyالجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي

» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الشجرة رقم 13 Emptyالجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي

» مقالة جميلة عن مولانا
الشجرة رقم 13 Emptyالجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي

» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الشجرة رقم 13 Emptyالجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي

» أم سامي
الشجرة رقم 13 Emptyالإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب

» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الشجرة رقم 13 Emptyالإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب

» حكايا طريفة
الشجرة رقم 13 Emptyالإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب

» السر بشهر العسل
الشجرة رقم 13 Emptyالإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب

» عندما يتفلسف الحمار‎
الشجرة رقم 13 Emptyالإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب

» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الشجرة رقم 13 Emptyالثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب

» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة‎
الشجرة رقم 13 Emptyالإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب

» شو كان لازم يعمل ؟
الشجرة رقم 13 Emptyالإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى


2 مشترك

    الشجرة رقم 13

    Rasha
    Rasha
    مشرفة دراسات مسرحية


    عدد المساهمات : 322
    نقاط : 10748
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010
    العمر : 31

    الشجرة رقم 13 Empty الشجرة رقم 13

    مُساهمة من طرف Rasha الأربعاء يونيو 30, 2010 2:42 am



    الشجرة رقم 13 Picture
    الشجرة رقم 13

    Le 13 e ARBRE par A.Gide


    تمثيلية كتبها : إبراهيم كامل أحمد

    " مأخوذة عن مسرحية للكاتب الفرنسي اندريه جيد الحائز على جائزة نوبل "


    اندريه جيد (1869 – 1951) مؤلف فرنسي وأحد قادة الفكر الفرنسي التحرري . . أثار جدلاً حوله لاعتناقة الشيوعية ثم تنصله منها . . في رواياته الرئيسية يعرض نماذج لأشخاص يبحثون عن طبيعتهم الخاصة التي قد تتعارض مع مفاهيم أخلاقية سائدة. وقد اشتهر أيضاً بيومياته (1889 – 1949) . . منح جائزة نوبل في الأداب 1947م.


    ملخص :
    تدور التمثيلية حول التحليل النفسي واللاشعور وما يحويه من رغبات مكبوته أشبه بالوحوش الحبيسة المتحفزة للإنطلاق إن فتح الباب . . فالكونتيسة الرقيقة المشاعر المحبة للمعرفة تستقبل في قصرها ابن أخيها . . " أرمان " وضيفيه أحدهما عالم بالأديان واللغات القديمة والآخر طبيب نفسى . . ومع استمرار هطول الأمطار تمضى الكونتيسة الوقت في الحديث مع الضيفين . . وبعد عشرة أيام يكتشف القسيس وهو أحد المدعوين رسماً محفوراً بمدية في لحاء شجرة شبيه برسوم ما قبل التاريخ العارية . . يصر القسيس على التحقيق في الموضوع لمعرفة الفاعل . . في النهاية تكتشف الكونتيسة أن قبضة الوعى تراخت للحظات عن لاشعورها فانطلق أحد الوحوش الحبيسة المكبوتة وحفر ذلك الرسم الفاضح في لحاء شجرة الدردار التي يزيد عمرها على المائة عام بعد أن عانت من الكبت طويلاً.


    الشخصيات


    ·
    الكونتيسة : نبيلة ثرية . . رقيقة المشاعر . . شغوفة بتثقيف نفسها . . لديها فضول نحو النظريات الحديثة والآراء الطريقة . . لا تحب المأسى ولا حتى القراءة عنها.
    · الفيكونت : ابن الكونتيسة . . لا يبالي بالعلم والثقافة . . يعيش الحياة النمطية للنبلاء مآدب وحفلات راقصة . . صيدِ في أراضى العائلة الشاسعة . . لعب ورق وشرب للخمر . . يقدر أمه الكونتيسة ويثق في صواب حكمها على الأمور . . وإن كانت نظرته لباقي النساء متدنية.
    · أرمان : ابن أخى الكونتيسة . . سليط اللسان . . ساخر . . لا يوجه اهتمامه لشيئ . . لا يقرأ ولا حتى الصحف . . محب لعمته الكونتيسة . . لا يأبه للدين . . علماني النزعة . . واع بأنه إنسان.
    · القس : صديق لعائلة الكونتيسة . . راعي الكنيسة . . متزمت . . يرفض النظريات والآراء الحديثة ويعدها تجديفاً وفوضى فكرية . . شره ويدرك أن الشره رذيلة . . يستمتع بما لرجل الدين من سلطان على الناس.
    · العالم : صديق أرمان . . خبير بالأديان واللغات القديمة . . مولع بالحديث عنها . . معتاد على مخالطة علية القوم ومناقشة أفكاره معهم . . يقابل الهجوم على أفكاره بسخرية هادئة مهذبة.
    · الطبيب النفسى : صديق أرمان . . على دراية واسعة بالتحليل النفسي . . يؤمن بنظرية اللاشعور وما يحويه من مكبوتات يسميها (الوحوش) . . مهذب . . يراعى شعور الآخرين وآداب اللياقة.
    · البستاني : حارس الحديقة . . ماهر في مهنته . . يعشق الزرع والأشجار . . شديد الإيمان بالوراثة وليس عن تفكر . . لا يحترم أرباب الفكر الحديث ويعتقد أنهم بلا عقيدة.
    · جوزفين : عانس . . ثرية . . تدعى التحرر والتقدمية . . لديها حسن الفكاهة . . تقترب من سن الأربعين . . نحيلة تسمى نحلها حرصاً . . تحلم بصيد زوج محترم . . تستر فقر جمالها بالمرح والحديث الشيق والأناقة.
    · فيليب : نبيل مقامر . . رحالة أضاع معظم ثروته . . لديه ما يكاد يكفيه . . يحاول تصيد زوجة ثرية . . مغامراته النسائية معروفة ولا يخجل من الحديث عنها متباهياً . . شاعر يتميز بالرقة . . يتذوق النكتة ويحب الضحك.
    · أنطوانيت : جميلة . . تحررية في فكرها . . تنادى بحرية المرأة . . مثقفة على إلمام بما يجرى حولها في الثقافة والسياسة . . تؤمن بزواج الحب . . جريئة ولكن دون إسفاف . . تهوى المعارضة ليظل الحديث دائراً.
    · لويز : متوسطة الجمال . . مثقفة ومطلعة على مجريات الأمور . . محافظة . . هادئة . . يدور كلامها حول محور الدين والإيمان . . تؤمن بالزواج الصالح و لا تؤمن بالحب قبل الزواج.
    · رئيس الخدم : جاك . . يحب الكلام . . لابد أن يقول شيئاً ليظهر حبه للثقافة والفن أمام سادته.


    المسمع الرابع


    ( صباح يوم جديد . . ولا تزال الأمطار تهطل بغزارة وُيسمع صوت سقوطها من خلف الجدار الزجاجي لقاعة الجلوس حيث تجلس الكونتيسة وابن أخيها أرمان وعالم الأديان )


    الكونتيسة : ياله من صباح رائع جميل (ثم بتحسر) لكن لازالت الأمطار تسقط دون توقف (موجهة حديثها إلي العالم) ومن المؤسف أن ذلك يحول دون خروج ضيفنا العزيز السيد العالم معنا للصيد والتنزه في جنبات الحديقة.

    أرمان : (بسخرية) لا داعي للأسف ياعمتي الكونتيسة .. فصديقى العالم ليس بالمحدث اللبق الذي تحلو صحبته في رحلات الصيد ونزهات الحديقة (يضحك بطريقة طفل يغيظ صاحبه) وأرجو ألا تغضبك الحقيقة .. وأنت أدري بي لا أحابي حتى نفسى.

    الكونتيسة : (صائحة) آه منك يا أرمان .. لا تكف أبداً عن العبث (ثم بعتاب رقيق) هل هناك من يضيق بالاستماع إلي سيدي العالم وهو يتحدث عن دراساته الشيقة.. لقد استمتعت كثيراً بالمحاضرة التي ألقاها علىَّ عن الديانة الإغريقية.

    العالم : (برضا) لكم أنا سعيد ياسيدتى الكونتيسة أنك لا تشاطرين ابن أخيك وصديقى اللدود سليط اللسان رأيه فىَّ وفي دراساتى.. وأرمان صديق عزيز حتى بعيوبه (يضحك وهو يرد على معابثة أرمان).

    الكونتيسة : (بلهجة من يقر الواقع) إن أرمان لم يعرف يوماً كيف يوجه اهتمامه إلي شيء أو أن يتعمق في موضوع (ثم بلهجة تأنيب لأرمان) لم لا تتخذ من صديقك العالم قدوة إنه دائماً مشغول الذهن بفكرة ما .. أما أنت فإنك لا تفعل شيئاً مثمراً ولا تقرأ شيئاً حتى الصحف.

    أرمان : (يدافع عن نفسه) ياعمتى الحبيبة هناك أشياء أخرى كثيرة في الدنيا غير الكتب والقراءة تمنحنى المتعة والإثارة (يضحك برقة) ولا تنسى ياعمتى أنك أيضاً لا تقرأين الصحف.

    الكونتيسة : (بتأكيد) لأن الصحف الموجودة لا تنشر سوى المآسى والفضائح .. دلنى ياأرمان على صحيفة واحدة لا تتناول إلا الأحداث السعيدة والآراء السديدة.. وأعدك أن أدوام على قراءتها كل يوم. (بتسليم) لكن للأسف لا توجد هذه الصحيفة.

    العالم : إنى أتفق معك تماماً ياسيدتى الكونتيسة .. فالصحف تتدنى لترضى أذواق العامة.. وتقدم لهم ما يحبون من إثارة ونميمة وفضائح.. فالمهم عدد الأعداد المباعة.

    الكونتيسة : (باستغراب) إنى اتساءل وأعجب ياسيدي العالمَ كيف وأنت الصديق الحميم لأرمان لم تستطع أن تؤثر على هذا الشاب فتحوله عن النهج المستهتر الذى ينهجه في الحياة ويجنح إلى العلم والمعرفة.

    العالم : (بتسليم) إن أرمان غير قابل للتغيير .. حتى صديقى الطبيب النفسى أخفق معه لأن أرمان يأبى دائماً ويرفض بشدة أي تحليل لنفسيته.

    الكونتيسة : (بلهجة تفضح قلقها) الحق ياسيدي العالم أني أنا الأخرى أخشى التحليل النفسى خوفاً من أن اكتشف في نفسى كومة من الخبائث التي أفضل أن أجهلها أو أن أطلع على الوحوش الحبيسة في لاشعورى تتحين الفرصة للإنطلاق كما يقول صديقك الطبيب.. وهو بها خبير.

    أرمان : (وهو يضحك) لا تشغلوا أنفسكم بأمرى فقد ولدت أرمان وسأعيش وأموت أرمان.. أنا أعفيكم من أن تشغلوا بالكم بمحاولة تغييري.. ها...ها.

    (موسيقى)

    المسمع الخامس

    ( قاعة الجلوس في ظهيرة اليوم.. وقد توقفت الأمطار.. يسمع تغريد الطيور من النوافذ المفتوحة على الحديقة مختلطاً بموسيقى تعزف في الحديقة بينما الكونتيسة تجلس مع أرمان وصديقيه العالم والطبيب والقسيس ).


    الكونتيسة : (بسعادة) إني شديدة السرور لتوقف المطر وسعيدة لرؤية ضيوفي الأعزاء يمرحون في الحديقة (موجهة الحديث إلي القسيس بلهجة مداعبة) تفضل سيجارة ياسيدي الأب.. هل تريد أن أشعلها لك.

    القسيس : (بعتاب) شكراً لك ياسيدتى .. تعرفين أنى لا أدخن .. لكن لا بأس بفنجان من القهوة وقطعة من هذه الحلوي اللذيذة.. فإن الطعام والشراب من نعم الله الكثيرة.

    الكونتيسة : (وهي تصب القهوة) كم قطعة من السكر تريد.. قطعة واحدة؟

    القسيس : (بشره) بل ثلاثاً وقطعة من الجاتوه (بخجل) اعترف أني شره وضعيف أمام إغراء الطعام والشراب .. وهذه رذيلة يجب أن أتخلص منها. (بتحسر) لكن ذلك ليس هيناً.

    الكونتيسة : (برفق) هذه رذيلة لا تؤذي أحداً.. فكل واشرب هنيئاً مريئاً.

    القسيس : (بلهجة الواعظ) ولكنها رذيلة كبقية الرذائل ويمكن أن تجمح نتيجة لضعف الإنسان حيالها وعدم كبح جماحها.

    أرمان : (بلهجة ساخرة) لكن صديقي الطبيب المبجل يقول إن كبحها وكبتها كفيل بأن يضاعف خطرها ويجعلها تستفحل في ظلام اللاشعور وتتوحش أكثر.

    الطبيب : (بنبرة أسف) من المؤسف أن كثيراً من الناس يقولون بغير علم إن التحليل النفسي يُولد في النفس غرائز ورذائل أشبه بالوحوش وإنها ما كانت لتوجد لولاه في حين أن مهمة الطبيب النفسى ليست توليد هذه الوحوش وإنما هي السيطرة عليها وترويضها، ووجودها في اللاشعور أمر واقع لا ينكره إلا مكابر يتعامى عن الحق.

    الكونتيسة : (موجهة الحديث إلي القسيس بفزع) طمئن قلبى ياسيدي الأب.. وقل لي إن الله لا يحملنا مسئولية ما في باطننا ويحاسبنا على ما دفناه في أعماق نفوسنا ونسيناه.

    القسيس : (بلهجة مطمئنة) فليطمئن قلبك ياسيدتي.. لكن الخطورة تكمن في أن تخرج إلي النور تلك الوحوش المستكنة (باستنكار) فيما يدعوه الطبيب "اللاشعور" أو "الباطن" وأسميه أنا الجحيم حيث تعربد الأبالسة.

    الطبيب : (مطمئناً الكونتيسة) أزيدك اطمئناناً ياسيدتى.. فعلى عتبة الشعور وهي نقطة التقاء الشعور واللاشعور يقف الرقيب ليمنع تلك الوحوش من الإنطلاق (ثم بتردد) لكن الخطر في أن يغفل الرقيب وتتراخى قبضته على اللاشعور.. هنا تكمن الخطورة.

    العالم : (بهدوء) أعتقد أن الإغريق القدماء كانوا أكثر حكمة منا فقد كانوا ينفسون عن تلك الغرائز ويتطهرون منها من خلال المسرح والاحتفالات الصاخبة المتحررة.

    الطبيب : (مسانداً العالم) قد كان الإغريق ينساقون لوحى عواطفهم.. اما نحن فنكبت ونقاوم عواطفنا وغرائزنا على حساب أنفسنا.. ونحسب أننا تخلصنا منها ولكننا حقيقة الأمر أننا نتناساها.

    الكونتيسة : (بقلق) لا أحسبك تشجع مجتمعنا على أن يكون فيه أمثال أوريست الذى قتل أمه لتآمرها على أبيه وأوديب الذي قتل أباه وتزوج أمه حتى وإن كان لا يعلم.

    العالم : إن أمثال أوديب في أيامنا قد لا يقلون عما كانوا في أيام الإغريق.. فالتعلق بالمحارم سائد في الريف والأحياء الوضيعة من المدن الكبرى. ولم يعد قتل الأم جريمة مستغربة.

    الطبيب : (بتأكيد) ياسادة إن الدراما في هذه الأيام لا تمثل على المسرح وإنما في الأعماق المجهولة من اللاشعور تُعد لتظهر على مسرح الحياة مآسى مروعة وفضائح مخجلة ما هي إلا وصمة عار في جبين الإنسانية.

    (موسيقى)

    المسمع السادس

    "
    قاعة الجلوس.. وبالقرب من أحد أبوابها، وهو يؤدي إلي داخل القصر وخارجه جلست فتاة تعزف لحناً منفرداً على الكمان لحناً شجياً هادئاً يصاحب الحوار الدائر مشكلاً خلفية هادئة له ".


    الكونتيسة : (بصوت يشى برضاها واسترخائها واستمتاعها بما حولها) يوم شتاء دافىء يبشر بالمسرة والفرح.. هذه الشمس الذهبية بدفئها الحاني.. ماذا كنا نفعل من غيرها (ثم بتنهيدة تفضح طرب روحها كمن وضع حملاً ثقيلاً عن كتفه) لك الشكر ياربي .. ومنحتنا أيضاً القمر الفضى الذى يتسلل شعاعه الرقيق إلى نفوسنا فينير ظلماتها الموحشة (ثم بلهجة شاعرية) القمر نديم المحبين.. ينبوع فوار للشاعرية.. وملهم الشعراء.. وكل محب للكلمة والصورة.

    العالم : (يقاطعها بأدب من يود أن يشارك في الحديث ويتكلم هو الآخر) لهذا ياسيدتى الكونتيسة عبدهما القدماء.. وما من شعب إلا قدسهما .. وإن اختلف اسمهما بلغة كل بلد.. إلا أنهما يظلا الشمس والقمر لا يبخلان بالنور والدفء والحنان لنا ولقلوبنا الهشة الرقيقة... التى تحتاج دائماً ليد حنون تهدهدها.

    أرمان : (بلهجة طفل يعابث أقرانه) ترى أيهما أهم الشمس أم القمر؟ (يجيب وهو يضحك بابتهاج حقيقي) لا داعى للحيرة .. فأنا العارف الخبير بهما.. القمر (سكتة) لماذا؟ لأنه يطلع في الليل والدنيا ظلام..هاها.
    ( تتعالى الضحكات متناعمة مع صوت الكمان، وفجأة يسمع صفق باب الدهليز المؤدي إلى قاعة الجلوس وصوت خطوات ثقيلة غاضبة وصوت القسيس يقترب وزعيقه يتعالى بتصاعد ).

    القسيس : (بلهجة خطابية كأنه يعظ جمعاً) هذه فوضى.. هذا عبث .. ياله من كفر صريح وتجديف صارخ (يعلو صوته أكثر) لقد أصبح القصر وحدائقه ملاعباً للشياطين (بتحسر مبالغ فيه) ويلى أكاد أرى رؤوس الأبالسة تطل من وراء كل شجرة لتنقض على أرواحنا لتدنسها.. ومن ذلك اللعين الذى تحالف مع الشيطان ليفعل ما فعل من إثم وخطيئة...؟

    الفيكونت : (بانزعاج ولهجة شبه آمرة) أهدأ ياقداسة الأب.. تمالك نفسك وتفضل بالجلوس وقل لنا بهدوء ماذا حدث وما الذى فجر بركان غضبك إلى هذا الحد.

    القسيس : (وهو يلهث من الغضب) ماذا جرى؟ يالهول ما جرى (بلهجة موحية فيها غمز) لقد اندست بيننا ياسيدي الفيكونت أفاع من أتباع عدو الله اللعين الكذاب تزحف في هدوء وتنفث سمها الزعاف و...

    الفيكونت : (يقاطعه بحدة) قل لي ماذا جرى ياصاحب القداسة فقد أوشك صبرى أن ينفذ وتعبث بي الحيرة وتقلقنى الظنون (ينفخ) ومازلت لا أعرف عما تتكلم.

    القسيس : (بلهجة فيها خنوع) أرجو أن تسامحنى سيدتى الكونتيسة فيما سأقول (بتردد ولكن بلهجة من يستمتع بما يقول) لقد رأيت رسماً عارياً فاضحاً لرجل في حالة نشوة عربيدة محفوراً بمدية في جذع شجرة "الدِلْب" العتيقة (ثم وهو يكاد يولول) والأدهى والأمر ياسيدتي أن حفيدتك (ثم بلهجة متملقة) تلك المخلوقة الرقيقة البريئة والصبية العفيفة سليلة بيت الطهر والمجد كانت تقرأ مسنِدة ظهرها إلى جذع الشجرة..
    (أصوات مختلطة مستنكرة) أوه لا .. هل حدث هذا .. ياله من أمر شنيع .. من يفعل هذا الأمر الفظيع .. هذا هو الجنون بعينه)

    الفيكونت : (بغضب شديد) لا أصدق أحدث هذا في حديقتنا (يزداد غضبه) من الذي واتته الجرأة واستخف بمقامنا العالى.. الويل كل الويل لمن فعل ذلك .. أنا بنفسى الذى سأنزل به العقاب جزاءً لما فعل...

    القسيس : (بفرحة من واتته فرصة أنتظرها طويلاً) أستأذنك ياسيدتى الكونتيسة وياسيدى الفيكونت أن تتركا هذا الأمر لي فأنا به خبير (بثقة) ولابد أن أكشف من فعل ذلك (ثم بلهجة غمز) ذلك المستهتر بالدين والعرف والأخلاق.. الماشى على درب الشيطان.

    (موسيقى)

    المسمع السابع


    " قاعة الجلوس .. وقد بدأ القسيس التحقيق.. صوت جرس يقرعه القسيس ليستدعى رئيس الخدم "

    القسيس : (بصوت يعلو على صوت الجرس) أين رئيس الخدم؟ .. ياجاك.. أين ذلك الغبى الكسول..
    " صوت خطوات مسرعة "

    رئيس الخدم : (بارتباك) أمرك ياقداسة الأب.. اغفر لي تأخرى.. فقد كنت أقوم بخدمة بعض ضيوفنا الكرام و ...

    القسيس : (بغطرسة) كفى .. لا أريد أعذاراً .. هيا أسرع وأحضر لي ذلك الغبي الآخر البستاني الغافل .. فلابد أن عنده ما قد يساعد في التحقيق وكشف الحقيقة.

    رئيس الخدم : (بخضوع) أمر مولاي سآتى به في الحال.
    " صوت خطوات رئيس الخدم خارجاً "

    القسيس : (مخاطباً أرمان وصديقيه) أظن أن السيد أرمان وصديقيه يوافقون على أن ذلك المجرم الأثيم لابد أن يعاقب جزاءً لما فعل.

    أرمان وصديقاه : (بتأكيد) طبعاً .. طبعاً لابد من عقابه فما فعله لا يغتفر وقد أساء إلينا جميعاً.. الطبيب (بصدق) وأساء إلى الطبيعة أيضاً.

    الطبيب : (بأدب وتردد) أنت محق ياسيدي الأب (بتردد أكثر) لكن أخشى أن يكون الأمر مجرد عبث طفل أو أحد المتسللين من المتشردين أو الغجر..

    القسيس : (بحدة وصرامة) كائناً من كان لابد أن يعاقب (يعلو صوته) لابد من وأد الفتنة في مهدها وقطع رأس الأفعى للقضاء عليها.
    " صوت خطوات ثقيلة تقترب "

    البستاني : نعم ياسيدي الأب المقدس (بلهجة تنم عن أصله الريفى) عبدك دائماً في خدمة قداستك (بتذلل) وكل ما أتمناه رضاك عنى والتمتع دائماً ببركتك..

    القسيس : (بتأفف) كفاك ثرثرة أيها الغبي الغافل .. وقل ماذا تعرف عن الرسم الآثم الدنس المحفور على شجرة الدِلْب العتيقة؟

    البستاني : (بثقة وتفاخر بمعلوماته) لا ياسيدي إنها ليست شجرة "دِلْب" إنها شجرة دِرْدَار وهي الشجرة رقم 13 في الحديقة، ويزيد عمرها على المائة عام لقد كنت أجلس تحتها وأنا في العاشرة من عمرى أراقب أبي رحمه الله وهو يعمل...

    القسيس : (بغيظ) صف للسادة ذلك الرسم الشيطاني وأوجز...

    البستاني : (بحيرة وإرتباك) إنه .. إنه رسم لرجل بدائي .. فطرى ذى لحية.. أما الباقي فاعذرني ياسيدي لا أستطيع خاصة في حضرة مولاتي الكونتيسة (باستمتاع) ولكنه عمل فنى جميل...

    أرمان : (بسخرية) إن لك رأياً في الفن (ثم بجدية) ولما لا؟ وأنت تعيش في لوحة فنية حية تضع عليها بعض لمساتك...

    الفيكونت : (بغلظة) ليس هذا وقت الهذر ياأرمان.. تفضل ياسيدي الأب.. استكمل ما بدأت.. فأنا متلهف على معرفة ذلك المجرم الأثيم (يزفر) آه لو يعلم ما سأصنع به.

    القسيس : (بلهجة محقق محنك) هل لديك فكرة أيها البستاني الغبى عمن قد يكون فعل ذلك وكم استغرق من الوقت ليحفر الرسم ومتى حدث ذلك؟

    البستاني : (بتفكر وتأنى) وهل يفعل ذلك إلا إنسان آثم بلا عقيدة.. صحيح هناك بعض الغجر يخيمون في الجوار ولكنى واثق أن أحداً منهم لا يجرؤ على فعل ذلك.. ولابد أن من فعل ذلك فعله عند طلوع الفجر فقد توقف المطر قبل الفجر بساعة واستغرق الأمر ساعة.. هناك شك يراودني .. (بحرج) ولكن .. ولكن..

    القسيس : (بفرح من أوقع بفريسة) اقترب منى أيها الغبى واهمس لي بما لديك من شكوك

    البستاني : (يهمس للقسيس) أظن ياسيدي إنه واحد من صديقى السيد أرمان .. فالضيوف الآخرون جاءوا إلي القصر عشرات المرات ولم يحدث منهم مثل هذا أبداً (ثم بلهجة من يرضى ضميره) أما السيد أرمان.. والحق يقال.. منذ صغره لم يسبق أن فعل سوء بالحديقة أو أتلف شجرة.. أما صديقاه فلست مرتاحاً لهما فهما من أهل المدينة ويبدوان بلا عقيدة و ....

    القسيس : (بارتياح وكشف) هم هم .. نعم هذا ما ذهب إليه ظنى من اللحظة الأولى.

    الكونتيسة : (بإعياء واستجداء) كفى .. كفى .. الصداع يعربد في رأسى .. اصرفوا البستانى سأخرج إلى الهواء الطلق لأتنفس .. أكاد أختنق هنا.. أريد أن املأ صدري بالهواء النقى المحمل بشذا الورود فربما ذهب الصداع اللعين وحلت السكينة بنفسى المعذبة.

    أرمان : (بقلق واهتمام) سأرافقك ياعمتى الحبيبة .. لا بأس عليك وسرعان ما تعودين الوردة اليانعة التي تعودنا عليها.

    (موسيقى)

    المسمع الثامن

    ( قاعة الجلوس حيث يجلس الفيكونت والقسيس والعالم والطبيب)

    القسيس : (بغمز وتهكم موجه للطبيب والعالم) هذا ما عاد علينا من القرن التاسع عشر ونظرياته الجديدة وآرائه الحديثة (بشماتة) لكن كيف نتوقع خيراً ممن لا يوقرون الدين ولا يأبهون للأخلاق ولا يقيمون وزناً للعرف و ...

    العالم : (باستغراب) ماذا تقصد بهذا الكلام ياسيدى الأب؟ وما علاقة القرن التاسع عشر ومعارفه الحديثة ونظرياته الجديدة بما حدث؟

    القسيس : (بمزيد من التهكم) أسأل نفسك فأنت الخبير بالأديان الوثنية والشعائر البدائية والممارسات اللاأخلاقية للوحوش الحبيسة في اللاشعور أو الباطن كما يقول صديقك الطبيب النفسى هو الآخر.

    الطبيب : (بغضب) اسمح لي أيها الأب .. هذا كلام غريب فيه غمز ولمز لا أقبله وتلميحات خبيثة لا داعي لها.. ودعنى أذكرك أن القرون السابقة على القرن التاسع عشر حين كان رجال الدين يجمعون بين علوم الدين وحكم الدنيا شهدت الكثير من الأخطاء والتجاوزات .. وما ذكرى محاكم التفتيش ببعيدة.

    الفيكونت : (بضيق) أيها السادة .. أيها السادة دعونا من التراشق بالألفاظ وتبادل الإهانات.. (ثم بنفاذ صبر) وأنت ياسيدي الأب إن كان لديك إتهام محدد فلتقله لتنهى هذا الموقف الفظيع.. أف لقد تعكر صفوى.

    القسيس : (باندفاع) بصراحة ياسيدي الفيكونت لقد توصلت إلى قناعة بأن أحد هذين الرجلين حفر ذلك الرسم المشين أو ربما اشتركا فيه معاً...

    العالم والطبيب : (بثورة وغضب) هذا جنون مطبق .. هذا سخف لا يحتمل .. كيف تسمح لنفسك بأن تلقى التهم جزافاً وتلوث الأبرياء..
    "صوت خطوات الكونتيسة وأرمان يدخلان القاعة"

    أرمان : (بأسف حقيقى) ما الذى أسمع أيها السادة .. أكاد لا أصدق .. ربما كنت أحلم .. ولكن الصراخ الزاعق اخترق أذاننا من بداية الدهليز.

    الكونتيسة : (بذلة وإنكسار) أيها السادة أنا الذى استحق اللوم كله (بعد سكتة وهي تنهنه) أنا الآثمة التي حفرت ذلك الرسم الفاجر (يعلو تشيجها) رباه ماذا دهاني ففعلت ما فعلت؟

    الجميع : (بدهشة) أوه.. لا .. غير معقول .. أحقاً ما تقولين.. عجب عجب.

    الفيكونت : (بلوعة) أماه ماذا تقولين؟ أواعية أنت لما تقولين؟ إنك تنسبين إلى نفسك والعائلة كلها عملاً مشيناً مخجلاً. (بحرقة) : آه "إنها مصيبة حلت بنا فجأة" .. آه

    القسيس : (بلهجة المنتصر) أرأيت ياسيدي الفيكونت.. هذا نتيجة حتمية للأفكار المسمومة التى ظلا هذان الرجلان ينفثانها .. وقد سبق أن حذرتك ياسيدي منهما منذ البداية.. لم أرتح لهما منذ وقع بصرى عليهما وصح ما توقعته.
    " صوت الكونتيسة وهى لا تزال تنشج بالبكاء "

    الكونتيسة : (بخزى) لا ذنب للرجلين.. لقد فعلت ذلك بمحض إرادتي أنا (وهى تبكي) وحفرت ذلك الرسم بيدى المذنبة هذه .. أو ربما كانت تدفعنى قوة لا تقاوم لم أعد أدرى شيئاً.

    الفيكونت : يا أرمان أنت وصديقاك ضيوف غير مرغوب فيهم.. (بجفاء) ارحلوا عنا لقد أفسدتم متعتنا وجلبتم لنا الشقاء والخزى في عقر دارنا. سحقاً لكم جميعاً.

    أرمان : (بتأثر) سنرحل بأسرع ما يمكن.. ولكن أقول لك إن ما حدث كان سيحدث إن آجلاً أم عاجلاً وبنا أو بدوننا فقد ظلت عمتى المسكينة تحت وطأة الكبت هى وبنات جنسها لسنين عدة.. ولا تنس أبداً أننا بشر ضعاف ولابد أن نرحم ضعف الآخرين.

    الفيكونت : (بغلظة) هيا اغربوا عن وجوهنا.. وكفانا ما جرى منكم.. لا نريد مزيداً من هرائكم.

    أرمان : (بحب ومواساة) وداعاً ياعمتى الحبيبة ولا تحزنى ولا تخجلى فما من إنسان كامل ومن الحماقة ألا نعترف بضعفنا .. ومن الغباء ألا نرحم ضعف غيرنا.

    (موسيقى حزينة للختام)

    غزوان قهوجي
    غزوان قهوجي
    Admin


    عدد المساهمات : 439
    نقاط : 11325
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 03/04/2010
    العمر : 43

    الشجرة رقم 13 Empty رد: الشجرة رقم 13

    مُساهمة من طرف غزوان قهوجي الأربعاء يونيو 30, 2010 6:36 am

    يرجى التنويه على أنها تمثيلية إذاعية
    ملاحظة تم النقل إلى منتدى النصوص

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 5:14 am