وداعاً.. نبيلة النابلسي

ودَّعنا، صباح أمس الثلاثاء، الفنانة الكبيرة «نبيلة النابلسي»، بعد أن قضت بضعة أيام في المستشفى الفرنسي، بسبب مرض عضال كان قد أصابها قبل عامين تسبَّب في انقطاعها عن التمثيل.
حازت الفنانة نبيلة النابلسي العديد من الجوائز في مسيرتها الفنية، وشاركت في العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والإذاعية. درست في المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة.
ومن أهم الأعمال التي شاركت فيها:
في المسرح: لحظة من فضلك- مطلوب مسؤول- الناس اللي تحت- شباب آخر زمن- خيوط العنكبوت.

في السينما: رجال تحت الشمس- العار- وجه آخر للحب- نساء للشتاء- باسمة بين الدموع- شباب في محنة- بنات الحب- دمي ودموعي وابتسامتي- ناجي العلي- أمونة تسكن وحدها- غوار جيمس بوند.
في التلفزيون: الدروب القصيرة- أمنيات صغيرة- حمام القيشاني ج/1-2/- لك ياشام- كهف المغاريب- الفراري- الأرجوحة- أحلام لاتموت- الحلم البرتقالي- اليتيم- بيت العيلة- الفصول الأربعة- قلوب في الميزان- الحور العين- أحقاد خفية.
أسرة «بلدنا» تتقدَّم من أسرة الفقيدة الفنانة نبيلة بأحرّ التعازي، وتدعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمَّدها بواسع رحمته.
يُذكر أنَّ مراسم الدفن ستُقام اليوم الأربعاء في الساعة الـ11 ظهراً، انطلاقاً من المستشفى الفرنسي إلى مثواها الأخير، في مقبرة زين العابدين فئة «د».

أحمد تيناوي : لماذا تموت الأمهات؟

زرتها مرة واحدة إلى بيتها.. لطيفة، نبيلة، طيبة، مضيافة.. أم.. وها أنا أذكر كلمة أم وأشعر بغصّة تملأ عينيّ بالدموع.. من الممكن أن لا أبكي لأني أعرف أنَّ البكاء لا يُعيد ميتاً.. لكني تذكَّرت نبيلة النابلسي في بيتها.. تذكّرتها وهي أم.. أم تعتني بابنها الذي يحتاج إلى رعاية خاصة.. ابنها كان قد أجرى عملية ناجحة، وكانت هي سعيدة بنجاح العملية.. قلبها يخفق حباً ورحمة.. كلّ ما حولها كان يريد أن يقول لنا، انسوا نبيلة النابلسي الفنانة، وتعرَّفوا إليها أمَّاً.. خذوا منها، من ابتسامتها، من رعايتها، ومن حنانها ما تشاؤون، وانشروا في صحفكم ومجلاتكم.. انشروا عن أمهات يملأن المكان بأوكسجين الأمل، وعن أمهات يرتِّبن الحياة وفق قاعدة القلب.. أي قلب لكن أيتها الأمهات.. أيّ قلب لك نبيلة النابسلي.. كنت أتساءل وأنا أشارك العائلة فنجان قهوتها.. كنت أتساءل: لماذا أنا هنا.. ما معنى أن يكون الإنسان فناناً، كاتباً، صحفياً.. أي شيء لا معنى له أمام أن يكون الإنسان أمَّاً.. وكنتِ أمّاً سيدتي.. كنت أمّاً ولا أعرف بعدها عن أيِّ شيء سأكتب في رحيلك.. لكني بكلِّ حزن أتساءل الآن: لماذا تموت الأمهات.. لماذا؟.

يزن أتاسي : النبيلة

بابتسامتها الدافئة وصوتها الحنون، اخترقت كلّ الحواجز، ليعشقها كثيرون، لا ممثلةً وحسب، بل نبيلةً بكلّ المقاييس.
أحببتها كثيراً، نبيلة النابلسيّ، التي كلّما لمحتها على شاشة التلفزيون ابتسمت، لصدقها ورهافة حسّها، ولشعوري بأنّي لطالما عرفتها وكلّمتها وشاطرتها كلّ ما في الحياة، هي الحرّة التي تدرك ماهية الحياة وكلّ ما تنطوي عليه.
ربما هي حريّة نبيلة النابلسي، ما يُطلق العنان لقلوب الآخرين كي تحبّها وتذوب فيها عشقاً.

أنظر إلى صورتها على يسار الصفحة وأنا أكتب هذه السطور..

أعتقد أنّي لو أُجبرت يوماً على اختيارِ أمٍّ بديلةٍ عن أمّي التي أحبّ، لكانت نبيلة النابلسي واحدةً من الخيارات القليلة جداً..
فهي، ودون أيّ شكّ، ومن دون أن أعرفها معرفةً وثيقة، أمٌ حنون..
أشدّ على أيديكم يا أبناء هذه النبيلة، فأنا أدرك وأحسّ، ربما، مَن هي تلك التي ستفتقدون.

أوتدرين يا نبيلة أنّي لطالما رغبت في زيارتك مذ علمت بمرضك؟
إلا أنّي تردَّدت كثيراً، ولم أجرؤ على الاتصال بك، حتى بعد أن وصلني سلامك الذي حمّلتِه لوالدتي تشكرينني على نصٍّ كتبته.
لا أدري اليوم لمَ خفت، وآثرت ألا نلتقي.
ربما هكذا نحنُ، نخاف أن نلتقي من لهم ذاك الأثر الشافي على أرواحنا، من يمتلكوننا بابتسامةٍ ومحبّة.

أرسل إليك قبلةً، ودمعةً وابتسامة.

لم تغادر نبيلة النابلسي لأنّ مرضاً هزمها، أو لأنّ وقتها قد انقضى.. فنبيلة لم تغادر أصلاً..
أغلب الظنِّ أنّ روحها الحرّة والمحبّة الكبيرة التي حملتها، ضاقت ذرعاً بحدود الجسد، وآثرت أن تنطلق جامحةً كي تلفّ الكون كلّه.