صورة من صور المسرحية، وقد قالوا عنها منذ أقدم العصور بأنها تعالج موضوعات الجدل والبسط. ولهذا السبب تستعمل فيها شخصيات أكثر إتضاحا، وهذه آراء ممكن تتبعها من زمن أسطو في كتابة الشعر ، حتى القرن الثامن عشر .
والمأساة من أشرف صور المسرحية الرئيسية ، فهي المأساة بكل تأكيد ، هذا إن لم تكن أقدمها أيضا ، وهي أشرفها طر لأنها ساهمت أكثر من أي صوره مسرحية أخرى في هدف الإنسان المتمدن وأكثر أهدافة تباتا : ألا وهو محاولته الدائبة لفهم نفسه وفهم العالم الذي يعيش فيه - أي فهم الحياة . ومن ثم كان من المناسب أن نشرع في بحث المأساة قبل غيرها من الصور المسرحية .
وقد شغلت المأساة اهتمام من كتبوا في المسرحية أكثر من غيرها من الصور الأخرى لأنها أسمى هذه الصور ، غير أن تعريفات هؤلاء الكتاب ومناقشاتهم تبلل الدارس الحديث ، والمبدي في دراسة المسرحية أكثر مما تساعده ، ولهذه البلبلة سببان هما :
- أن الحقب التاريخية المختلفة مفاهيم مختلفة لهذه الصورة ، وقد أكد نقاد هذه العصور جوانب مختلفة من المأساة : فكتب أر سطو في القرن الرابع قبل الميلاد وفي ذهنه المسرحيات التي كتبت في زمنه . حيث يقول " المأساة اذن ، محاكاة لفعل جدي وكامل وذي طول معين . لغتها موشاة بكل زخرفة فنية ، والأنواع المختلفة منها توجد في ألا جزاء المنفصلة من المسرحية . وعلى شكل عمل وليست علي شكل قصة، وهي تقوم عن طريق الشفقة والخوف والتطهير المناسب لهاتين العاطفتين " .
- وعدم معرفة الدارس لهذه المسرحيات ، فهو ليجد وسيله ليحكم بها علي سداد هذه التعريفات ولما كانت الحالة على هذ المنوال فقد نشأت رغبة شديدة في استظهار أي تعريف مقترح ثم محاولة تطبيقه علي المسرحيات دون أن يكون لدي الدارس خبرة مسرحية واسعة .
ولعل الخاصية التي يحتمل أن يقرنها الرجل العادي بالمأساة ، هي النهاية التعيسة ، وهي غالبا ما تكون موت البطل في المسرحية ، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن معظم المآسي تنتهي بنهاية تعيسة ،ولكن نستطيع أن ندرك ذلك دون الحاجة إلى معرفة عدد كبير من المسرحيات ، أن النهاية التعيسة نادرا ما تعبر عن أهم مميزات الصورة المسرحية
من خصائص المأساة :
1. تعالج موضوعات جدية ، ففيها صراع هام بين شخصية أو مجموعة شخصيات وبين قوة ما عظيمة . وذلك مثل مسرحية " أوديب ملكا " لسوفوكليس . ومسرحية "هاملت " لشكسبير .ومسرحية " الأشباح" لإبسن .
2. تحاول أن تحسس المشاهد بقيمتها وأهميتها العالمية، بحيث تجعل المشاهد لايرى بضعة أحداث في الفرد ، بل يرى عملا تجاوز أهمية حياة رجل واحد أو حتى حياة جيل واحد . مثل مسرحية سوفوكليس التي تصور تنفيذ ذلك القدر المحتوم مازلت تخاطب المفكرين في يومنا هذا باللغة العالمية نفسها التي كانت تخاطب المفكرين منذ مايربو على ألفي سنة . وكذلك مسرحية مارلو "دكتور فاوست"
3. الكاتب المسرحي يجب أن يكون أمين ، وعليه أن يعرض الحياة على جمهوره كما يراها في الواقع ، لأنه يعالج المواضيع بجديه ويعطي المسرح مغزى عالميا فهو بهذا ينشد شيئا أبعد من مجرد التسلية ، لذا تصبح الأمانة في مثل هذه الظروف أدني ما يمكن أن يطلبه الجمهور . وجميع المآسي صادقة .
لمحة تاريخية عن المأساة :
أولا: المأساة الإغريقية : المأساة فن قديم فالإغريق هم أول من طور هذا الفن . ودورهم لم يكن مقتصر على إبداع هذا الصورة المسرحية و أنما وصلوا بهذه الصورة إلي مستو عالي من الكمال .حتى أن المأساة الإغريقية مازالت تعتبر مقياسا للجودة . وقد وجدت هذه المآسي الإغريقية في اثينا مابين الفترة (500 _ 400 ) قبل الميلاد وهي الفترة التي كانت فيها أثينا في عصرها الذهبي . فالمأساة عندهم كانت دينا في أصلها وغايتها ، وكانت الدولة تخرجها للشعب بأسره .فهي التي تمول هذه المآسي التي كانت تعتبر جزء من الاحتفالات الدينية والسياسية ، وتتم تحت رعاية الدولة .
ومن الأفكار الأساسية في المأساة الإغريقية مفهوم أثم الكبير وعقابه الحتمي الذي كان يرد إلي الإله نمسيس الذي ينسي دور الآلهة في نجاحه فتبطر معيشته لازدهارها أمدا طويلا . وهناك فكرة دينية منتشرة في المآسي وهي الطريق المحفوف بالمهالك الذي يسلكه الرجل غير متزن أو الرجل الذي يهمل نتيجة لمشارب وأهواء شخصية أمور معينة من نشاط واهتمام يتجلى بها الرجل المتزن .
نماذج من المآسي الإغريقية :
مسرحية (أجا ممون) لاسخيلوس ومسرحية (هيبولت ) ليوريبيديس ، ومسرحية ( انتيجوني ) لسوفوكيس وغيرها من المسرحيات الإغريقية
أشهر رواد المآسي الإغريقية:
اسخيلوس وسوفوكليس ويوريبيد س.
أما المأساة في فترة العصور الوسطى لم تكتب أي مآسي حقيقية إلا النزر اليسير من الملاهي الحقيقية ، وكانت المسرحيات لملمة مسرحية حيث المناظر المحزنة والمناظر المضحكة تمزج كيفما اتفق وبأدنى حد من التفكير في الوحدة المسرحية لكن بالرغم من ذلك وجدة مسرحيات جادة تكشف عن معالجة قوية للمواقف والشخصيات والأشجان والقلق.
وقد ظهرت الكنائس كأهم مؤسسة بالنسبة للمسرحية ، تمس شئون كل رجل وامرأة بشكل لا تحلم أي مؤسسة في زماننا بأن تفعله ، حيث كانت تعرض مسرحية ومسرحيتين معا في أيام معينه ، ثم ظهر بعد ذلك نقابات الحرف التي صارت تعرض المسرحيات دفعة واحدة في احتفال خاص تتخذ له الاستعدادات قبل عدة أسابيع ، ويكون يوم أجازه في المدينة .أما المآسي في العصر الحديث يقصد به ما كتب من مسرحيات منذ ظهور هنيرك إبسن أي المسرحيات التي كتبت منذ عام 1880م حتى يومنا هذا . فالمسرحيات الحديثة متأثرة بنوع وطراز التمثيل الذي كتب لهما .
وهناك العديد من الابتكارات التي ظهرت على المسرح الجديد ولعل من أهمها هو الضوء الكهربائي ، وقد أثرت هذه الابتكارات في تطور العرض التمثيلي الحديث
والمأساة من أشرف صور المسرحية الرئيسية ، فهي المأساة بكل تأكيد ، هذا إن لم تكن أقدمها أيضا ، وهي أشرفها طر لأنها ساهمت أكثر من أي صوره مسرحية أخرى في هدف الإنسان المتمدن وأكثر أهدافة تباتا : ألا وهو محاولته الدائبة لفهم نفسه وفهم العالم الذي يعيش فيه - أي فهم الحياة . ومن ثم كان من المناسب أن نشرع في بحث المأساة قبل غيرها من الصور المسرحية .
وقد شغلت المأساة اهتمام من كتبوا في المسرحية أكثر من غيرها من الصور الأخرى لأنها أسمى هذه الصور ، غير أن تعريفات هؤلاء الكتاب ومناقشاتهم تبلل الدارس الحديث ، والمبدي في دراسة المسرحية أكثر مما تساعده ، ولهذه البلبلة سببان هما :
- أن الحقب التاريخية المختلفة مفاهيم مختلفة لهذه الصورة ، وقد أكد نقاد هذه العصور جوانب مختلفة من المأساة : فكتب أر سطو في القرن الرابع قبل الميلاد وفي ذهنه المسرحيات التي كتبت في زمنه . حيث يقول " المأساة اذن ، محاكاة لفعل جدي وكامل وذي طول معين . لغتها موشاة بكل زخرفة فنية ، والأنواع المختلفة منها توجد في ألا جزاء المنفصلة من المسرحية . وعلى شكل عمل وليست علي شكل قصة، وهي تقوم عن طريق الشفقة والخوف والتطهير المناسب لهاتين العاطفتين " .
- وعدم معرفة الدارس لهذه المسرحيات ، فهو ليجد وسيله ليحكم بها علي سداد هذه التعريفات ولما كانت الحالة على هذ المنوال فقد نشأت رغبة شديدة في استظهار أي تعريف مقترح ثم محاولة تطبيقه علي المسرحيات دون أن يكون لدي الدارس خبرة مسرحية واسعة .
ولعل الخاصية التي يحتمل أن يقرنها الرجل العادي بالمأساة ، هي النهاية التعيسة ، وهي غالبا ما تكون موت البطل في المسرحية ، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن معظم المآسي تنتهي بنهاية تعيسة ،ولكن نستطيع أن ندرك ذلك دون الحاجة إلى معرفة عدد كبير من المسرحيات ، أن النهاية التعيسة نادرا ما تعبر عن أهم مميزات الصورة المسرحية
من خصائص المأساة :
1. تعالج موضوعات جدية ، ففيها صراع هام بين شخصية أو مجموعة شخصيات وبين قوة ما عظيمة . وذلك مثل مسرحية " أوديب ملكا " لسوفوكليس . ومسرحية "هاملت " لشكسبير .ومسرحية " الأشباح" لإبسن .
2. تحاول أن تحسس المشاهد بقيمتها وأهميتها العالمية، بحيث تجعل المشاهد لايرى بضعة أحداث في الفرد ، بل يرى عملا تجاوز أهمية حياة رجل واحد أو حتى حياة جيل واحد . مثل مسرحية سوفوكليس التي تصور تنفيذ ذلك القدر المحتوم مازلت تخاطب المفكرين في يومنا هذا باللغة العالمية نفسها التي كانت تخاطب المفكرين منذ مايربو على ألفي سنة . وكذلك مسرحية مارلو "دكتور فاوست"
3. الكاتب المسرحي يجب أن يكون أمين ، وعليه أن يعرض الحياة على جمهوره كما يراها في الواقع ، لأنه يعالج المواضيع بجديه ويعطي المسرح مغزى عالميا فهو بهذا ينشد شيئا أبعد من مجرد التسلية ، لذا تصبح الأمانة في مثل هذه الظروف أدني ما يمكن أن يطلبه الجمهور . وجميع المآسي صادقة .
لمحة تاريخية عن المأساة :
أولا: المأساة الإغريقية : المأساة فن قديم فالإغريق هم أول من طور هذا الفن . ودورهم لم يكن مقتصر على إبداع هذا الصورة المسرحية و أنما وصلوا بهذه الصورة إلي مستو عالي من الكمال .حتى أن المأساة الإغريقية مازالت تعتبر مقياسا للجودة . وقد وجدت هذه المآسي الإغريقية في اثينا مابين الفترة (500 _ 400 ) قبل الميلاد وهي الفترة التي كانت فيها أثينا في عصرها الذهبي . فالمأساة عندهم كانت دينا في أصلها وغايتها ، وكانت الدولة تخرجها للشعب بأسره .فهي التي تمول هذه المآسي التي كانت تعتبر جزء من الاحتفالات الدينية والسياسية ، وتتم تحت رعاية الدولة .
ومن الأفكار الأساسية في المأساة الإغريقية مفهوم أثم الكبير وعقابه الحتمي الذي كان يرد إلي الإله نمسيس الذي ينسي دور الآلهة في نجاحه فتبطر معيشته لازدهارها أمدا طويلا . وهناك فكرة دينية منتشرة في المآسي وهي الطريق المحفوف بالمهالك الذي يسلكه الرجل غير متزن أو الرجل الذي يهمل نتيجة لمشارب وأهواء شخصية أمور معينة من نشاط واهتمام يتجلى بها الرجل المتزن .
نماذج من المآسي الإغريقية :
مسرحية (أجا ممون) لاسخيلوس ومسرحية (هيبولت ) ليوريبيديس ، ومسرحية ( انتيجوني ) لسوفوكيس وغيرها من المسرحيات الإغريقية
أشهر رواد المآسي الإغريقية:
اسخيلوس وسوفوكليس ويوريبيد س.
أما المأساة في فترة العصور الوسطى لم تكتب أي مآسي حقيقية إلا النزر اليسير من الملاهي الحقيقية ، وكانت المسرحيات لملمة مسرحية حيث المناظر المحزنة والمناظر المضحكة تمزج كيفما اتفق وبأدنى حد من التفكير في الوحدة المسرحية لكن بالرغم من ذلك وجدة مسرحيات جادة تكشف عن معالجة قوية للمواقف والشخصيات والأشجان والقلق.
وقد ظهرت الكنائس كأهم مؤسسة بالنسبة للمسرحية ، تمس شئون كل رجل وامرأة بشكل لا تحلم أي مؤسسة في زماننا بأن تفعله ، حيث كانت تعرض مسرحية ومسرحيتين معا في أيام معينه ، ثم ظهر بعد ذلك نقابات الحرف التي صارت تعرض المسرحيات دفعة واحدة في احتفال خاص تتخذ له الاستعدادات قبل عدة أسابيع ، ويكون يوم أجازه في المدينة .أما المآسي في العصر الحديث يقصد به ما كتب من مسرحيات منذ ظهور هنيرك إبسن أي المسرحيات التي كتبت منذ عام 1880م حتى يومنا هذا . فالمسرحيات الحديثة متأثرة بنوع وطراز التمثيل الذي كتب لهما .
وهناك العديد من الابتكارات التي ظهرت على المسرح الجديد ولعل من أهمها هو الضوء الكهربائي ، وقد أثرت هذه الابتكارات في تطور العرض التمثيلي الحديث
الإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي
» غزوان قهوجي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي
» مختبر فضا المسرحي
الأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي
» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي
» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي
» مقالة جميلة عن مولانا
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي
» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي
» أم سامي
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب
» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب
» حكايا طريفة
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب
» السر بشهر العسل
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب
» عندما يتفلسف الحمار
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب
» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب
» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب
» شو كان لازم يعمل ؟
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب