لن يستطيع أي عنوان رنان من قبيل ( ضمان الجودة) أو ( ماركة مسجلة) أو حتى (مطابق للمواصفات القياسية ) أن يعيد للمسرحيين ثقتهم بأقلام نقادهم ...لكن لماذا؟
نشرت صحيفة تشرين الموقرة في عددها الصادر بتاريخ 17/3/2010 مقالاً لم أستطع تسميته مقالاً نقدياً بعنوان( في مسرحية العاصفة والكمان سندويشة واحدة أنعشت عرضاً ميتاً ) بقلم الأستاذ سمير المحمود.
هذا المقال جاء ضمن سلسلة من المقالات التي تناولت عدداً من العروض المسرحية التي قدمت على خشبة مسرح القباني ضمن فعاليات مهرجان شبيبة دمشق المسرحي الثالث والعشرون (دورة الفنان الراحل عدنان بركات )
باختصار بدأت القصة عندما انتقلت عروض هذا المهرجان إلى خشبة مسرح احترافي وللمرة الأولى والسبب بوضوح هو تفوق العديد من عروض الهواة على بعض عروض موسم المسرح القومي وأحياناً على عروض المعهد العالي للفنون المسرحية في السنوات القليلة الفائتة وذلك بشهادة نتائج معظم مهرجاناتنا المحلية , لكن للتفوق وجوه أخرى فها هم هؤلاء الهواة يصطدمون بأقلام لاترحم بحجة أنها أقلام سخرت كل مدادها لدعم المسرح وجمهوره .
رضع هؤلاء المسرحيون الشباب كلمة (أزمة مسرح و أزمة نص وأزمة جمهور) مع حليب إبداعهم وحينما غدا مهرجانهم في دورته ال23 شاباً فوجئوا بالأزمة المرعبة إذ لا أزمة في شيء بقدر أزمة جسر التواصل بين نتاجهم الإبداعي وجمهورهم المتعطش ,هذا الجسر مقطوع منذ زمن ولا يحمل وزر قطعه سوى الإعلام وثم الإعلام والنقد البناء أحد أسسه لكن لا حياة لمن تنادي....
بالعودة إلى الموضوع الأساس فقد كانت جريدتكم الموقرة سباقة لتغطية فعاليات مهرجاننا المتواضع وليتها لم تفعل ! فمع كل مقال نشر نقداً في أحد هذه العروض كنت أقرأ بين سطوره دموع شبابنا الذي صعد إلى الخشبة ربما للمرة الأولى وأقرأ إشارات من الاستفهام والتعجب على وجوه مخرجينا الذين أفسدت فرحتهم بلقاء الجمهور بعد صبر طال والكل قد أجمع على جملة ( شتمتنا الصحف)
من الصعب التصديق أن مقالاً نقدياً منهجياً قد يفهم من باب التجريح ويصل أحياناً إلى مستوى الشتيمة لماذا؟ لأننا نستغرب استخدام صحفي مرموق لمفردات من قبيل (ساذج- ممل- مقرف!- قاصر-مريض ...الخ) في الحديث عن عمل سلاحه الإبداع وهدفه الجمال وإن لم يوفق.
أتساءل هنا :ألا نستحق كمسرحيين هواة أن نقرأ نقداً بناءً بأقلام نقادٍ متخصصين في النقد المسرحي يعتمدون على دراستهم الأكاديمية وليس على خبرتهم في متابعة وحضور مايعرض من رخيص المسرح التجاري..
متى نتخلص من هذا الأسلوب الرتيب في الكتابة عن عروضنا المسرحية وذلك بأن يختصر لنا كاتب المقال نص وأحداث المسرحية في أسطر بطريقة تقريرية إخبارية ودون سابق إنذار يقفز إلى طعن كل زاوية في العمل من النص إلى التمثيل إلى السينوغرافيا إلى الإخراج كمن يمثل في جثة قتلها منذ أن قرر الكتابة عنها, أين الموضوعية في تناول الإيجابيات والسلبيات على حدٍ سواء دون أن ينوب كاتب المقال وكأن جمهور الصالة انتخبه وحده ليكتب بلسانه دون أدنى حد من الشرعية وهو الاختصاص على أقل تقدير ولحديثي هذا شواهد عدة:
جاء في معرض المقالة المذكورةعنوان: ( الرتابة والتكرار المقرف! والعويل الممل ؟)
نحن ياسيدي ودون أن نضطر للتبرير نتحدث عن مرحلة تاريخية مرت بها مجتمعاتنا امتدت ردحاً من الزمن كان عنوانها الرتابة بحجة التنظيم ..مجتمع بأكمله كان يستيقظ في نفس الساعة وينام في نفس الساعة ويأكل نفس الطعام ويحلم الحلم ذاته بل وينجب أبناءً متطابقين –نحن منهم- من باب الواجب أخمن أنك ياسيدي كنت تعيش في الفلبين حينها..
ثم يعود ناقدنا (السفاح) لينتقد سلوك شخصياتنا في استرجاعها للحظات من طفولتها الخائفة بقوله ( اللعب بطريقة منفرة وهيستيرية ) لاذنب لنا يا سيدي في تخلف ألعاب أطفالنا مقارنة بألعابكم في ( ديزني لاند)
أما عن ( نقلنا الفوتوغرافي للواقع بأسلوب مريض) كما تفضلتم فأنا أوافقكم الرأي تماماً إذ أني وكاتب النص حاقدين تماماً على الجنة الوردية التي يعيشها بيراقراطيو خلف المكاتب ونحن نفترض (تجنياً )وجود الخوف في نفوس شخصياتنا لأننا اعتمدنا في ذلك على شيء من أدب السجون إن كنت قرأت والراحل محمد الماغوط هو ملهمنا ومن هنا أعرج إلى عنوان العرض الذي استغربته ويسرني أن أزف لك خبراً أن علاقة العاصفة بالكمان هي مجموعة من العناوين العريضة لقصائد الماغوط في ديوانه (شرق عدن غرب الله) إن كنت قرأت...وأرجو أن نقارن معاً بين شخصيات عرضنا وشخوص الماغوط التي رسمها في إبداعه والتي غدت تسكن وجدان الإنسان العربي بدون إذنٍ منا ومنك وهي مختلفة تماماً عن ماسميته (شخصية دونكيشوتية) فأنتم في هولندا بين الطواحين تعتقدون أن كل شخصيات العالم الثالث الأدبية تشبه دونكيشوتكم حتى ولو كان يسكن في (الحجر الأسود)ولم ير الطواحين في حياته إلا على شكل مراوح كهربائية في مكاتب المحققين,رجلنا يا سيدي ليس فارساً نبيلاً إنه أنا و أنت إن كنت ركبت (السرافيس) يوماً فيالبلاغة تشبيهكم.
سأحتفظ لنفسي بحق الرد على باقي التفاصيل التي تناولتها جائراً بدون أدنى كياسة وسأترفع عن الرد عنها مكتفياً بإعلامكم بنتائج مهرجاننا المسرحي:
جائزة التمثيل: عثمان جبريل وربى طعمة عن عرض العاصفة والكمان مناصفة مع ممثلي عرض (بلغني)
جائزة الإخراج: غزوان قهوجي مخرج عرض العاصفة والكمان مناصفة مع مخرج عرض (حياة..حوار)
وقد سبق لمجموعتنا أن نالت جائزة أفضل عرض وأفضل ممثل في مهرجان الشباب المسرحي الثالث عن عرضها(المهرج للماغوط) وذلك بمشاركة العديد من الفرق المحترفة
أما لجان تحكيمنا فهم من المتخصصين ولله الحمد...
طبعاً لاذنب للمتلقي العادي في كل ذلك لكن دعونا نتواصل مع متلقينا دون أن يكون للنقد غير البناء دور في ذلك فإن لم نستطع التواصل كمسرحيين ونقاد بموضوعية فلنكتف بالخبر دون أن يكون لأحدٍ منا منة على الآخر.....
والله الموفق
غزوان قهوجي
مخرج مسرحي غير محترف
نشرت صحيفة تشرين الموقرة في عددها الصادر بتاريخ 17/3/2010 مقالاً لم أستطع تسميته مقالاً نقدياً بعنوان( في مسرحية العاصفة والكمان سندويشة واحدة أنعشت عرضاً ميتاً ) بقلم الأستاذ سمير المحمود.
هذا المقال جاء ضمن سلسلة من المقالات التي تناولت عدداً من العروض المسرحية التي قدمت على خشبة مسرح القباني ضمن فعاليات مهرجان شبيبة دمشق المسرحي الثالث والعشرون (دورة الفنان الراحل عدنان بركات )
باختصار بدأت القصة عندما انتقلت عروض هذا المهرجان إلى خشبة مسرح احترافي وللمرة الأولى والسبب بوضوح هو تفوق العديد من عروض الهواة على بعض عروض موسم المسرح القومي وأحياناً على عروض المعهد العالي للفنون المسرحية في السنوات القليلة الفائتة وذلك بشهادة نتائج معظم مهرجاناتنا المحلية , لكن للتفوق وجوه أخرى فها هم هؤلاء الهواة يصطدمون بأقلام لاترحم بحجة أنها أقلام سخرت كل مدادها لدعم المسرح وجمهوره .
رضع هؤلاء المسرحيون الشباب كلمة (أزمة مسرح و أزمة نص وأزمة جمهور) مع حليب إبداعهم وحينما غدا مهرجانهم في دورته ال23 شاباً فوجئوا بالأزمة المرعبة إذ لا أزمة في شيء بقدر أزمة جسر التواصل بين نتاجهم الإبداعي وجمهورهم المتعطش ,هذا الجسر مقطوع منذ زمن ولا يحمل وزر قطعه سوى الإعلام وثم الإعلام والنقد البناء أحد أسسه لكن لا حياة لمن تنادي....
بالعودة إلى الموضوع الأساس فقد كانت جريدتكم الموقرة سباقة لتغطية فعاليات مهرجاننا المتواضع وليتها لم تفعل ! فمع كل مقال نشر نقداً في أحد هذه العروض كنت أقرأ بين سطوره دموع شبابنا الذي صعد إلى الخشبة ربما للمرة الأولى وأقرأ إشارات من الاستفهام والتعجب على وجوه مخرجينا الذين أفسدت فرحتهم بلقاء الجمهور بعد صبر طال والكل قد أجمع على جملة ( شتمتنا الصحف)
من الصعب التصديق أن مقالاً نقدياً منهجياً قد يفهم من باب التجريح ويصل أحياناً إلى مستوى الشتيمة لماذا؟ لأننا نستغرب استخدام صحفي مرموق لمفردات من قبيل (ساذج- ممل- مقرف!- قاصر-مريض ...الخ) في الحديث عن عمل سلاحه الإبداع وهدفه الجمال وإن لم يوفق.
أتساءل هنا :ألا نستحق كمسرحيين هواة أن نقرأ نقداً بناءً بأقلام نقادٍ متخصصين في النقد المسرحي يعتمدون على دراستهم الأكاديمية وليس على خبرتهم في متابعة وحضور مايعرض من رخيص المسرح التجاري..
متى نتخلص من هذا الأسلوب الرتيب في الكتابة عن عروضنا المسرحية وذلك بأن يختصر لنا كاتب المقال نص وأحداث المسرحية في أسطر بطريقة تقريرية إخبارية ودون سابق إنذار يقفز إلى طعن كل زاوية في العمل من النص إلى التمثيل إلى السينوغرافيا إلى الإخراج كمن يمثل في جثة قتلها منذ أن قرر الكتابة عنها, أين الموضوعية في تناول الإيجابيات والسلبيات على حدٍ سواء دون أن ينوب كاتب المقال وكأن جمهور الصالة انتخبه وحده ليكتب بلسانه دون أدنى حد من الشرعية وهو الاختصاص على أقل تقدير ولحديثي هذا شواهد عدة:
جاء في معرض المقالة المذكورةعنوان: ( الرتابة والتكرار المقرف! والعويل الممل ؟)
نحن ياسيدي ودون أن نضطر للتبرير نتحدث عن مرحلة تاريخية مرت بها مجتمعاتنا امتدت ردحاً من الزمن كان عنوانها الرتابة بحجة التنظيم ..مجتمع بأكمله كان يستيقظ في نفس الساعة وينام في نفس الساعة ويأكل نفس الطعام ويحلم الحلم ذاته بل وينجب أبناءً متطابقين –نحن منهم- من باب الواجب أخمن أنك ياسيدي كنت تعيش في الفلبين حينها..
ثم يعود ناقدنا (السفاح) لينتقد سلوك شخصياتنا في استرجاعها للحظات من طفولتها الخائفة بقوله ( اللعب بطريقة منفرة وهيستيرية ) لاذنب لنا يا سيدي في تخلف ألعاب أطفالنا مقارنة بألعابكم في ( ديزني لاند)
أما عن ( نقلنا الفوتوغرافي للواقع بأسلوب مريض) كما تفضلتم فأنا أوافقكم الرأي تماماً إذ أني وكاتب النص حاقدين تماماً على الجنة الوردية التي يعيشها بيراقراطيو خلف المكاتب ونحن نفترض (تجنياً )وجود الخوف في نفوس شخصياتنا لأننا اعتمدنا في ذلك على شيء من أدب السجون إن كنت قرأت والراحل محمد الماغوط هو ملهمنا ومن هنا أعرج إلى عنوان العرض الذي استغربته ويسرني أن أزف لك خبراً أن علاقة العاصفة بالكمان هي مجموعة من العناوين العريضة لقصائد الماغوط في ديوانه (شرق عدن غرب الله) إن كنت قرأت...وأرجو أن نقارن معاً بين شخصيات عرضنا وشخوص الماغوط التي رسمها في إبداعه والتي غدت تسكن وجدان الإنسان العربي بدون إذنٍ منا ومنك وهي مختلفة تماماً عن ماسميته (شخصية دونكيشوتية) فأنتم في هولندا بين الطواحين تعتقدون أن كل شخصيات العالم الثالث الأدبية تشبه دونكيشوتكم حتى ولو كان يسكن في (الحجر الأسود)ولم ير الطواحين في حياته إلا على شكل مراوح كهربائية في مكاتب المحققين,رجلنا يا سيدي ليس فارساً نبيلاً إنه أنا و أنت إن كنت ركبت (السرافيس) يوماً فيالبلاغة تشبيهكم.
سأحتفظ لنفسي بحق الرد على باقي التفاصيل التي تناولتها جائراً بدون أدنى كياسة وسأترفع عن الرد عنها مكتفياً بإعلامكم بنتائج مهرجاننا المسرحي:
جائزة التمثيل: عثمان جبريل وربى طعمة عن عرض العاصفة والكمان مناصفة مع ممثلي عرض (بلغني)
جائزة الإخراج: غزوان قهوجي مخرج عرض العاصفة والكمان مناصفة مع مخرج عرض (حياة..حوار)
وقد سبق لمجموعتنا أن نالت جائزة أفضل عرض وأفضل ممثل في مهرجان الشباب المسرحي الثالث عن عرضها(المهرج للماغوط) وذلك بمشاركة العديد من الفرق المحترفة
أما لجان تحكيمنا فهم من المتخصصين ولله الحمد...
طبعاً لاذنب للمتلقي العادي في كل ذلك لكن دعونا نتواصل مع متلقينا دون أن يكون للنقد غير البناء دور في ذلك فإن لم نستطع التواصل كمسرحيين ونقاد بموضوعية فلنكتف بالخبر دون أن يكون لأحدٍ منا منة على الآخر.....
والله الموفق
غزوان قهوجي
مخرج مسرحي غير محترف
عدل سابقا من قبل غزوان قهوجي في الأحد أبريل 11, 2010 5:06 am عدل 1 مرات
الإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي
» غزوان قهوجي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي
» مختبر فضا المسرحي
الأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي
» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي
» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي
» مقالة جميلة عن مولانا
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي
» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي
» أم سامي
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب
» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب
» حكايا طريفة
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب
» السر بشهر العسل
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب
» عندما يتفلسف الحمار
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب
» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب
» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب
» شو كان لازم يعمل ؟
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب