هي التي راودته بعينيها الخضراوين، وغلقت قلبه بالحب معتقا، دونما أية نظرة سوى اختلاسة كان يتحينها إذا ما هبت رياح المواقع بما تشتهي السفن.
وهو الذي عثر عليها هكذا بينما كان منشغلا يبحث عن صياغة يعيد بها ترتيب بيته الداخلي. قال لها ذات ليلة بعد أن أوقف سيارته قرب جدار مقبرة حيث الظلام وحيث السكون:
ـ "ما بين أصابع أحلامي.. فلتت صورة،،،
كانت دنياي تحن بأن تسري فيها روح الكلمات،،،
وتخرج من مصباح علاء الدين، وتنطق باسم الحب بأن الموعد آت،،،
يا حبي الغامض حتى ذاك الحين، خذيني بالأحضان وبالقبلات،،،
خذيني نزرع قبل حلول قيامتنا،،، لحظات".
عبثا أخذ يكيل القبلات تلو التنهدات إلى صورتها، وينفس عن الصبح الذي لما ينبلج حتى ينهي هذا الليل البهيم. زخات ضبابية غطت ملامح وجهها النحيل، الصارخ أناقة من أثر المكياج الذي أعدته لخطبتها، حتى رفع وجهه عن المقود، ومن ثم مزق الصورة إربا إربا، ورماها في أقرب برميل مر عليه.
يطيب للرجل أحيانا أن يمرغ مشاعره الصادقة بممارسات غير راشدة على أن تفضح رجولته دموعُ الاعتراف والخيبة؟! كيف لا،، وهي التي أشعلت مواويل الحنين في قلبه الجاف والمتصحر نتيجة عوامل التعرية أو التربية التي كانت تقتضي أن تكون العلاقة بين الذكر والأنثى تنافرية لا تجاذبية، حتى تكتمل الدورة في فلك الزواج، فإما تتوقف العلاقة عند منعطف التنافر إلا في أوقات الحرث، وإما تتحول إلى المنعطف الآخر ليعودا قطبين من جديد يحلقان على طبيعتهما الفطرية.
فهو لا ينسى أبدا لحظة سلمته رسالة تدين فيها نفسها بأنها وقعت في حبال حبه ولات حين مناص، كانت لحظة أشبه بتلك الساعة الجنونية التي يحتاجها الإحساس حين يلزه الإعياء، فلا يقيم وزنا لسيوف القبيلة، فيترك الحبل على الغارب، وإن أودى به إلى مهاوي الهوى!!
لاشك أنه تفاجأ حينها، إلا أنه أدرك المغزى مسبقا، فتقبلها منها بقبول حسن دون أن يسألها. ولما جن عليه الليل أخذ يمحص في اكتشافه الأول، وكأن تلك الرسالة كتيب الدليل الذي يأتي عادة مع الأجهزة الجديدة.
نحن قد نحتاج في بعض الأحايين إلى دليل للتعامل مع نفسيات أشخاص ما، إما لصعوبة تضاريسها، فيكون التعامل حينها مصنوعا، وإما لدفع أو قتل سورة الشك التي قد تنتاب يقيننا فيكون التعامل حينها مطبوعا.
"إلى وجدي،،،
لست شاعرة يا سيدي، ولكن شئ نزل على صدري الليلة الماضية عندما قررت أن أكتب لك، وكأنه كان شبهة وحي شيطان،،، لا أدري؟
اعذرني يا حبيي إن كنت أنا المبادرة في زمن يقتضي منا الاستسلام لعاداتنا وتقاليدنا، فأنا خلقت ضعيفة بحسب التكوين، وضعيفة بحسب التنشئة، فهو ضعف إلى ضعف، بعكس الآية عند الذكر فهو ضعف إلى قوة!!
حينما تشرق الشمس كل صباح جديد، تتجدد في داخلي حمى السهر، فلا تنطفئ إلا برؤية محياك، أو أتخيل أحيانا أنك تنسرب إلى فراش قلبي لتمنحه شيئا من عطفك. وأحيانا أتمادى في خيالاتي وأقرأ شكل مستقبلنا،،، كيف سيجمعنا القدر ذات ومضة على كف الاعتراف، وكيف ستحضنني، وربما تقبلني،، هل ستفعلها حقا مثلما نرى في الأفلام. فكيف لي أن أقاوم كل ذلك وأكثر.
لست وحدي في هذه المعركة الاستثنائية، (فولادة) فعلتها وأطلقت عرضها المغري لتعطي قبلتها لمن (يشتريها) أو حتى يشتهيها، أو تلك التي هامت بالشوارع تصيح: هل من سبيل إلى،،، (نصر بن حجاج)!!، لكني أخشى أن أعلنها على الملأ بكل صراحة، لخشيتي من العواقب، أو لكل مجانية، فللسر قدسيته لا ينبغي أن نهتكها بحيث تلوكها الألسن وتمجها الأذن.
إذن أحببتك وانتهى الأمر،،، فأنا أستطيع أن أرى ذلك محفورا على جبينك كل مرة تسمح فيه خيبتنا بالالتقاء، ومنذ النظرة الأولى التي انقدحت على أتونها شرارة الصهيل، قرأت في عينيك أن أمامنا مسافة من المستحيل لا سبيل فيها إلا للمغامرة والعبور، فهل تؤمن بأن النساء وحدهن يجدن قراءة العيون؟
هل تذكر قبل يومين فقط ـ هما اللحظة الحاسمة التي اتخذت قراري للمضي قدما في مناورة جريئةـ يوم أن أمسكت بيديك النحيلتين على حين غفلة من الدهر، وحاولت أن أشم عطرك بحركة خاطفة، كي لا تمطرنا العيون بوابل الملامة والحسد!!
لا تلمني على تلك الجرأة فهي تعبير رؤياي التي حلمت بها مسبقا بكل تفاصيلها التي لم تتحقق إلا جزئيا، فهل تكون علاقتنا لقطة عابرة في أضغاث أحلام!!
وهو الذي عثر عليها هكذا بينما كان منشغلا يبحث عن صياغة يعيد بها ترتيب بيته الداخلي. قال لها ذات ليلة بعد أن أوقف سيارته قرب جدار مقبرة حيث الظلام وحيث السكون:
ـ "ما بين أصابع أحلامي.. فلتت صورة،،،
كانت دنياي تحن بأن تسري فيها روح الكلمات،،،
وتخرج من مصباح علاء الدين، وتنطق باسم الحب بأن الموعد آت،،،
يا حبي الغامض حتى ذاك الحين، خذيني بالأحضان وبالقبلات،،،
خذيني نزرع قبل حلول قيامتنا،،، لحظات".
عبثا أخذ يكيل القبلات تلو التنهدات إلى صورتها، وينفس عن الصبح الذي لما ينبلج حتى ينهي هذا الليل البهيم. زخات ضبابية غطت ملامح وجهها النحيل، الصارخ أناقة من أثر المكياج الذي أعدته لخطبتها، حتى رفع وجهه عن المقود، ومن ثم مزق الصورة إربا إربا، ورماها في أقرب برميل مر عليه.
يطيب للرجل أحيانا أن يمرغ مشاعره الصادقة بممارسات غير راشدة على أن تفضح رجولته دموعُ الاعتراف والخيبة؟! كيف لا،، وهي التي أشعلت مواويل الحنين في قلبه الجاف والمتصحر نتيجة عوامل التعرية أو التربية التي كانت تقتضي أن تكون العلاقة بين الذكر والأنثى تنافرية لا تجاذبية، حتى تكتمل الدورة في فلك الزواج، فإما تتوقف العلاقة عند منعطف التنافر إلا في أوقات الحرث، وإما تتحول إلى المنعطف الآخر ليعودا قطبين من جديد يحلقان على طبيعتهما الفطرية.
فهو لا ينسى أبدا لحظة سلمته رسالة تدين فيها نفسها بأنها وقعت في حبال حبه ولات حين مناص، كانت لحظة أشبه بتلك الساعة الجنونية التي يحتاجها الإحساس حين يلزه الإعياء، فلا يقيم وزنا لسيوف القبيلة، فيترك الحبل على الغارب، وإن أودى به إلى مهاوي الهوى!!
لاشك أنه تفاجأ حينها، إلا أنه أدرك المغزى مسبقا، فتقبلها منها بقبول حسن دون أن يسألها. ولما جن عليه الليل أخذ يمحص في اكتشافه الأول، وكأن تلك الرسالة كتيب الدليل الذي يأتي عادة مع الأجهزة الجديدة.
نحن قد نحتاج في بعض الأحايين إلى دليل للتعامل مع نفسيات أشخاص ما، إما لصعوبة تضاريسها، فيكون التعامل حينها مصنوعا، وإما لدفع أو قتل سورة الشك التي قد تنتاب يقيننا فيكون التعامل حينها مطبوعا.
"إلى وجدي،،،
لست شاعرة يا سيدي، ولكن شئ نزل على صدري الليلة الماضية عندما قررت أن أكتب لك، وكأنه كان شبهة وحي شيطان،،، لا أدري؟
اعذرني يا حبيي إن كنت أنا المبادرة في زمن يقتضي منا الاستسلام لعاداتنا وتقاليدنا، فأنا خلقت ضعيفة بحسب التكوين، وضعيفة بحسب التنشئة، فهو ضعف إلى ضعف، بعكس الآية عند الذكر فهو ضعف إلى قوة!!
حينما تشرق الشمس كل صباح جديد، تتجدد في داخلي حمى السهر، فلا تنطفئ إلا برؤية محياك، أو أتخيل أحيانا أنك تنسرب إلى فراش قلبي لتمنحه شيئا من عطفك. وأحيانا أتمادى في خيالاتي وأقرأ شكل مستقبلنا،،، كيف سيجمعنا القدر ذات ومضة على كف الاعتراف، وكيف ستحضنني، وربما تقبلني،، هل ستفعلها حقا مثلما نرى في الأفلام. فكيف لي أن أقاوم كل ذلك وأكثر.
لست وحدي في هذه المعركة الاستثنائية، (فولادة) فعلتها وأطلقت عرضها المغري لتعطي قبلتها لمن (يشتريها) أو حتى يشتهيها، أو تلك التي هامت بالشوارع تصيح: هل من سبيل إلى،،، (نصر بن حجاج)!!، لكني أخشى أن أعلنها على الملأ بكل صراحة، لخشيتي من العواقب، أو لكل مجانية، فللسر قدسيته لا ينبغي أن نهتكها بحيث تلوكها الألسن وتمجها الأذن.
إذن أحببتك وانتهى الأمر،،، فأنا أستطيع أن أرى ذلك محفورا على جبينك كل مرة تسمح فيه خيبتنا بالالتقاء، ومنذ النظرة الأولى التي انقدحت على أتونها شرارة الصهيل، قرأت في عينيك أن أمامنا مسافة من المستحيل لا سبيل فيها إلا للمغامرة والعبور، فهل تؤمن بأن النساء وحدهن يجدن قراءة العيون؟
هل تذكر قبل يومين فقط ـ هما اللحظة الحاسمة التي اتخذت قراري للمضي قدما في مناورة جريئةـ يوم أن أمسكت بيديك النحيلتين على حين غفلة من الدهر، وحاولت أن أشم عطرك بحركة خاطفة، كي لا تمطرنا العيون بوابل الملامة والحسد!!
لا تلمني على تلك الجرأة فهي تعبير رؤياي التي حلمت بها مسبقا بكل تفاصيلها التي لم تتحقق إلا جزئيا، فهل تكون علاقتنا لقطة عابرة في أضغاث أحلام!!
الإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي
» غزوان قهوجي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي
» مختبر فضا المسرحي
الأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي
» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي
» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي
» مقالة جميلة عن مولانا
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي
» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي
» أم سامي
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب
» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب
» حكايا طريفة
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب
» السر بشهر العسل
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب
» عندما يتفلسف الحمار
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب
» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب
» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب
» شو كان لازم يعمل ؟
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب