صورة طبقي محوري

تنتابني أحياناً أعراض غريبة لمرض ما فأحس بالدوار والغثيان كلما عرفت أن الساعة الثالثة ظهراً قد حانت وأنا لا أزال في أحد شوارع العاصمة وقد أدركني الوقت دون قضاء حاجتي , ترتفع حرارتي لتعلن خطر الأربعين درجة كلما ذكرت أمامي كلمة وحدة مياه أو كوة كهرباء أو مقسم هاتف , كما أن حالة تساقط الشعر تزداد بشكل ملحوظ كلما دار أمامي حديث بين موظفين حكوميين أو أكثر , أشعر بحالة إسهال مفرط كلما مررت أمام صالة مسرح أو سينما أو قرأت إعلاناً طرقياً , وقد شخصت لدي مؤخراً عدة أمراض نادرة منها: (فوبيا شارع النصر) و (دوخة سوق الحميدية ) و (اسبهلال شارع الحمرا) إضافةً إلى اكتئاب خدمي وفصام شخصية سياسي إلا أن الأخطر من ذلك هو أعراض الصرع التي تصيبني فجأة مع خروج زبد كثيف من الفم كلما سمعت عن الحريات أو قانون الأحزاب الجديد......
وبدون سابق إنذار أحس بما هو أكثر خطراً فتجتاحني نوبات شعور وطني حاد فأشعر برغبة عارمة بسماع الأغاني الوطنية القديمة- وقد قضيت ليالٍ في استرجاعها عبر شبكة الانترنت من مواقع سياسية صديقة غير محجوبة- ومرةً وبلا وعي سرقت علماً صغيراً للوطن من إحدى الدوائر الحكومية ووضعته على طاولتي وتأملته بفخر طويلاً حتى رغرغت دمعتي ثم قررت تشجيع المنتخب الوطني ووضعت يدي على صدري عند سماعي النشيد فتسارعت دقات قلبي وقصفت ركبتاي وبحثت على قنوات التلفزيون الأرضية عن مهرجان خطابي ما فأغمي علي عند لقائي ببرنامج (أرضنا الخضراء)
أرغب أحياناً بمعانقة شرطة المرور بشذوذ وأنا أغني (ياصحابي ياهلي يا كيراني أنا عايز آخدكو ف أحضاني )
وأتمنى لو تهطل الأمطار حينها لتغسل مدينتي من ذنوبها فأمشي على جسر فكتوريا وأنام تحت جسر الثورة .........
وفجأة يرتفع سعر المازوت فأعود ليصيبني مرض( البصاق اللاإرادي المتكرر )
هرعت إلى أقرب مشفى حكومي فأعطاني ممرض الإسعاف دواءً حكومياً دردرياً : (إبرة ديكلون !!!!!)

لح اشتري علبه ال علبه ال تنكه حلاوه وجهزهااا