بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، وتشجيعاً للمواهب الجديدة، أقام المسرحيون السوريون أمسية قصصية للكاتب الروسي الشاب أنطون تشيخوف والتي جاءت تحت إشراف عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، وكانت فرصة ذهبية لتشيخوف أن يتتلمذ على يد أستاذ ضليع في فن القصة، وتكفي تلك القصص التي نُسجت حوله لتزود كل والرواية والسيرة الشعبية، ومن المؤكد أن الغيرة باتت تأكل الكثيرين من هواة الكتابة والمبتدئين وتحديداً الروس منهم أمثال (غوغول) (غوركي)... وربما انتشرت الغيرة إلى أوروبا أيضاً، وأكاد ألمح (ميلان كونديرا) وهو يتميز غيظاً ويتآكله الحسد، أكاد أقرأ مونولوجه الداخلي وصراعه العميق مع رغباته وهو يعضّ أصابعه ندماً على تلك الفرصة التي منحها العميد لتشيخوف وحده دون أن يكون لكونديرا فيها نصيب.. بدءاً من الآن لن يظل يشيخوف مغموراً بعد أن تعلّم على يد المشرف كيف يصاغ عنوان القصة على مبدأ أن (المكتوب باين من عنوانه) خاصةً حينما اختار المشرف ذلك العنوان العبقري، المدهش، وغير المسبوق وهو (أعداء النجاح) ولكم أن تتخيّلوا وقع هذا العنوان على أولئك الفاشلين الحاقدين الغيورين، الحسودين من أمثال صادق جلال العظم الذي دفعته الغيرة ليس لنقد شخص بل لنقد فكر بأكمله، أو أحمد فؤاد نجم الذي قضى حياته عدواً للنجاحات المتتالية للسياسة المصرية وحكمت عليه تلك السياسة بأنه عدو للنجاح.. ولنا أن نتخيّل الكثير والكثير من قصص معاداة النجاح..
أخيراً حظي تشيخوف بفرصة عمره على يد مشرفه، ومن الآن فصاعداً سيبدأ اسمه في الظهور، وكل الظن أنه لن يتوقف عند الكتابة بل سيسعى جاهداً للفوز بدور في مسلسل (باب الحارة) لأنه الطريق الوحيد إلى العالمية، ولذلك عليه أن يجهز نفسه من الآن للالتحاق بقسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعليه أيضاً أن يسحب كل مؤلفاته من السوق ليعيد صياغة عناوينها من جديد...
في الواقع لسنا بحاجة ماسة لذكاء أنطون تشيخوف وقدرته الفائقة على السخرية والتهكم، فمسرحنا اليوم هو السخرية ذاتها مصاغةً في واقع، وإذا كانت السخرية تقوم على إبراز العيوب وتضخيمها والتقاط المفارقات والمتناقضات واللعب عليها، فإن مسرحنا اليوم يفعل ذلك تلقائياً وليس بحاجة لمن يبرز مفارقاته ومتناقضاته، ولعل المفارقة الأكثر نصوعاً هي عدم إدراك مسرحنا لواقعه ذاك، لفشله الذريع في الوصول إلى الحدود الدنيا للحالة الإبداعية واتهامه الآخرين بالفشل، تماماً كما يفعل المجنون حينما يضحك من العقلاء لأنهم مجانين من وجهة نظره وليس ثمة قوة في العالم يمكن أن تقنعه بغير ذلك.
كنا نتوقع في احتفال اليوم العالمي للمسرح أن يضم استعراضات لركوب الخيل، واستعراضات في السباحة، و(رالي) للسيارات على اعتبار أنها مواد جديدة أدرجت في منهاج قسم التمثيل ولكن نظراً لظروف أنطون تشيخوف الصحية، وأيضاً نظراً لضيق المساحة في مسرح الحمرا، فقد انصبت الاحتفالية على أعداء النجاح الذين هم نحن (النقاقين)، السلبيين المترصدين للخطأ دون أن نرى الجمال..
أرجو أن يجيبني السيد تشيخوف عن سؤال هام: ألا يعدّ النجاح في النقد نجاحاً أيضاً؟, أم أن تشيخوف (أفندي) لا يرى إلا نجاحه في الكتابة القصصية أما ما يكتبه الآخرون فهو فشل ذريع؟!, أليس أعداء أعداء النجاح هم أيضاً أعداء نجاح الآخرين؟!..
أخيراً حظي تشيخوف بفرصة عمره على يد مشرفه، ومن الآن فصاعداً سيبدأ اسمه في الظهور، وكل الظن أنه لن يتوقف عند الكتابة بل سيسعى جاهداً للفوز بدور في مسلسل (باب الحارة) لأنه الطريق الوحيد إلى العالمية، ولذلك عليه أن يجهز نفسه من الآن للالتحاق بقسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وعليه أيضاً أن يسحب كل مؤلفاته من السوق ليعيد صياغة عناوينها من جديد...
في الواقع لسنا بحاجة ماسة لذكاء أنطون تشيخوف وقدرته الفائقة على السخرية والتهكم، فمسرحنا اليوم هو السخرية ذاتها مصاغةً في واقع، وإذا كانت السخرية تقوم على إبراز العيوب وتضخيمها والتقاط المفارقات والمتناقضات واللعب عليها، فإن مسرحنا اليوم يفعل ذلك تلقائياً وليس بحاجة لمن يبرز مفارقاته ومتناقضاته، ولعل المفارقة الأكثر نصوعاً هي عدم إدراك مسرحنا لواقعه ذاك، لفشله الذريع في الوصول إلى الحدود الدنيا للحالة الإبداعية واتهامه الآخرين بالفشل، تماماً كما يفعل المجنون حينما يضحك من العقلاء لأنهم مجانين من وجهة نظره وليس ثمة قوة في العالم يمكن أن تقنعه بغير ذلك.
كنا نتوقع في احتفال اليوم العالمي للمسرح أن يضم استعراضات لركوب الخيل، واستعراضات في السباحة، و(رالي) للسيارات على اعتبار أنها مواد جديدة أدرجت في منهاج قسم التمثيل ولكن نظراً لظروف أنطون تشيخوف الصحية، وأيضاً نظراً لضيق المساحة في مسرح الحمرا، فقد انصبت الاحتفالية على أعداء النجاح الذين هم نحن (النقاقين)، السلبيين المترصدين للخطأ دون أن نرى الجمال..
أرجو أن يجيبني السيد تشيخوف عن سؤال هام: ألا يعدّ النجاح في النقد نجاحاً أيضاً؟, أم أن تشيخوف (أفندي) لا يرى إلا نجاحه في الكتابة القصصية أما ما يكتبه الآخرون فهو فشل ذريع؟!, أليس أعداء أعداء النجاح هم أيضاً أعداء نجاح الآخرين؟!..
الإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي
» غزوان قهوجي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي
» مختبر فضا المسرحي
الأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي
» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي
» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي
» مقالة جميلة عن مولانا
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي
» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي
» أم سامي
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب
» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب
» حكايا طريفة
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب
» السر بشهر العسل
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب
» عندما يتفلسف الحمار
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب
» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب
» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب
» شو كان لازم يعمل ؟
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب