المغارات.. بيوت خطاب القديمة
يقال إن بلدة "خطاب" قائمة على عدد كبير من المغارات، هي بالأصل الدور السكنية للأهالي، وبالرغم من مشاهد الطوابق السكنية حالياً، إلا أن المغارات القديمة هي شاهد باقٍ على إحدى مراحل تطور هذه البلدة القديمة.
ليس فقط "خطّاب" بل سكان القرى المجاورة لخطاب كلّهم كانوا يسكنون فيما سبق في المغارات، ومن هذه القرى "أرزة"، "حلفايا"، "المجدل" والعديد من القرى الأخرى.
عائلات "خطاب" جمعيها كانت تسكن في مغارات متشابهة متوضعة على سفح المنحدر الذي تطل فيه على نهر العاصي بطول حوالي /1/ كم.
موقع eSyria زار قرية "خطّاب" والتقى السيد "سالم الطواشي"، المدرّس ومدير مدرسة خطاب الأولى سابقاً بتاريخ 16/4/2009 والذي حدثنا عن هذه المغارات، يقول: «عندما انتقلنا من قرية "عمورين" إلى "خطّاب" سكنّا في مغارة ورثتها والدتي "نهيدة الإبراهيم" عن أمها، وكانت المغارة محفورة بالصخر شأنها شأن جميع المغارات في ذلك الحين، وتنزل إلى المغارة عبر عدة درجات، وما أن تدخل عدة أمتار حتى يأتيك بهو، وفي صدر هذا البهو يوجد الليوان، وكنا نحفظ المونة فيه من مواد غذائية ميبّسة، كما كان يوجد لدينا عنبر خشبي يوضع فيه القمح والطحين، وكان محظوظاً من يمتلك عنبراً، حيث كان يتواجد لدى بقية الناس خلايا توضع فيها مؤونة الطحين والقمح».
ويضيف "الطواشي": «يتفرع من البهو ليوان آخر ومن هذا الليوان يتفرع ليوانان آخران داخل بعضهما البعض، في الداخلي الأخير كان يعتبر بمثابة مخزن
لمؤونة الدواب والبغال والبقر، والبهو الذي قبله كان عبارة عن زريبة للغنم، لا يفصل بين البهو الذي كنّا ننام فيه وبين قسم الدواب سوى عنبر الحبوب، حيث ننام في البهو من الأقسام المختلفة».
ويضيف ممازحاً: «وكنّا لا نشعر بالبرد نتيجة لخوار الأبقار الممزوج بالروائح العطرة».
وعن كيفية حفر المغارة يقول الأستاذ "سالم الطواشي": «كان يوجد في خطاب أشخاص متخصصون في حفر المغارات في الصخر، وكانت أدواتهم بسيطة تقوم على الأزميل والمطرقة والمهدة، كما إنك تجد ضربات أزميلهم واضحة على جدران المغارة التي يحفرونها، وكانوا يضيفون بعض الأشكال داخل المغارة على سبيل الزينة، وتحفر عادة فوق المغارة في القسم المخصص لدواب الأهالي فتحة سقفية كان لها غطاء لكي يرمى منها التبن تجنباً لصعوبات إدخال العلف إلى داخل المغارة عبر مدخلها الأساسي».
تبلغ مساحة المغارة حوالي /150/ متر تقريباً، وتتعلق هذه المساحة بعدد أفراد الأسرة، أما عن باب المغارة فقد كان يغلق بلوح خشبي بسيط أو بعدة قطع من الخشب تفصل بينها فسحات فارغة، ويقفل هذا الباب بقفل خشبي، ومفتاحه يدعى "السكرّة" وهذا القفل لا يفتح إلى بمفتاحه المخصص وهو عبارة عن قطعة خشبية يوجد برأسها عدد
من المسامير التي تقوم برفع مسامير أخرى موجودة داخل "السكرّة" مما يؤدي إلى فتح الباب.
كانت المدفأة عبارة عن "كانون" مصنوع من الطين أيضاً والمادة المحترقة هي عبارة عن روث مجفف للحيوانات تسمى "الجلّة"، حيث كانت كل قطعة من هذا الوقود تكفي لتدفئة المغارة طوال ليلة كاملة».
وعن صعوبات الحياة في المغارة يقول: «كان حظّنا أفضل من حظوظ العائلات الأخرى والتي كان لديها عدد من الأولاد المتزوجين والذين كانوا ينامون في بهو المغارة، كل شخص منهم منفصل عن الآخر بفاصل من القش والقماش القديم، وبقيت العائلات تسكن في المغارات حتى نهاية بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، من حسن حظنا أن أخي كان متزوجاً فانفصل عنّا ليسكن بجانب المغارة في قبو من الطين والتبن والحجارة الدك، ومسقوف بعواميد خشبية وسقفه من القش والطين، كان يدهن ويزين من الداخل بخليط من الصفية وهي الرماد الناتج عن الاحتراق».
ومع تطور الحياة، بدأ الخطابيون ببناء "القاعة" عند مدخل مغاراتهم، والقاعة هي أكثر تطوراً من القبو وأوسع منها وهي مبنية من الحجارة والطين وتصمم على أساس "الغمس" حيث لا تسقف بمادة أخرى غير الحجارة والطين، وتبنى على شكل قناطر وآخر
حجرة في صف الحجارة تسمى القفل ولها شكل انسيابي يحمي القاعة من الانهيار، وكانت تبنى أمام القاعة مسطبة لجلوس الزوار أو الضيوف عليها صيفاً، أما في فصل الشتاء فكانوا يجلسون داخل القاعة، كانت تفرش أرض المغارة بحصيرة من القش تنسج من قش البردة حيث كانت تقوم النساء الخطابيات بنسج هذه البردة طوال فصل الشتاء، والبردة هي نبات ينمو على ضفاف نهر العاصي وتعتبر مادة عازلة لأنها سميكة بصناعتها.
للمزيد من مواضيعي
يقال إن بلدة "خطاب" قائمة على عدد كبير من المغارات، هي بالأصل الدور السكنية للأهالي، وبالرغم من مشاهد الطوابق السكنية حالياً، إلا أن المغارات القديمة هي شاهد باقٍ على إحدى مراحل تطور هذه البلدة القديمة.
ليس فقط "خطّاب" بل سكان القرى المجاورة لخطاب كلّهم كانوا يسكنون فيما سبق في المغارات، ومن هذه القرى "أرزة"، "حلفايا"، "المجدل" والعديد من القرى الأخرى.
عائلات "خطاب" جمعيها كانت تسكن في مغارات متشابهة متوضعة على سفح المنحدر الذي تطل فيه على نهر العاصي بطول حوالي /1/ كم.
موقع eSyria زار قرية "خطّاب" والتقى السيد "سالم الطواشي"، المدرّس ومدير مدرسة خطاب الأولى سابقاً بتاريخ 16/4/2009 والذي حدثنا عن هذه المغارات، يقول: «عندما انتقلنا من قرية "عمورين" إلى "خطّاب" سكنّا في مغارة ورثتها والدتي "نهيدة الإبراهيم" عن أمها، وكانت المغارة محفورة بالصخر شأنها شأن جميع المغارات في ذلك الحين، وتنزل إلى المغارة عبر عدة درجات، وما أن تدخل عدة أمتار حتى يأتيك بهو، وفي صدر هذا البهو يوجد الليوان، وكنا نحفظ المونة فيه من مواد غذائية ميبّسة، كما كان يوجد لدينا عنبر خشبي يوضع فيه القمح والطحين، وكان محظوظاً من يمتلك عنبراً، حيث كان يتواجد لدى بقية الناس خلايا توضع فيها مؤونة الطحين والقمح».
ويضيف "الطواشي": «يتفرع من البهو ليوان آخر ومن هذا الليوان يتفرع ليوانان آخران داخل بعضهما البعض، في الداخلي الأخير كان يعتبر بمثابة مخزن
لمؤونة الدواب والبغال والبقر، والبهو الذي قبله كان عبارة عن زريبة للغنم، لا يفصل بين البهو الذي كنّا ننام فيه وبين قسم الدواب سوى عنبر الحبوب، حيث ننام في البهو من الأقسام المختلفة».
ويضيف ممازحاً: «وكنّا لا نشعر بالبرد نتيجة لخوار الأبقار الممزوج بالروائح العطرة».
وعن كيفية حفر المغارة يقول الأستاذ "سالم الطواشي": «كان يوجد في خطاب أشخاص متخصصون في حفر المغارات في الصخر، وكانت أدواتهم بسيطة تقوم على الأزميل والمطرقة والمهدة، كما إنك تجد ضربات أزميلهم واضحة على جدران المغارة التي يحفرونها، وكانوا يضيفون بعض الأشكال داخل المغارة على سبيل الزينة، وتحفر عادة فوق المغارة في القسم المخصص لدواب الأهالي فتحة سقفية كان لها غطاء لكي يرمى منها التبن تجنباً لصعوبات إدخال العلف إلى داخل المغارة عبر مدخلها الأساسي».
تبلغ مساحة المغارة حوالي /150/ متر تقريباً، وتتعلق هذه المساحة بعدد أفراد الأسرة، أما عن باب المغارة فقد كان يغلق بلوح خشبي بسيط أو بعدة قطع من الخشب تفصل بينها فسحات فارغة، ويقفل هذا الباب بقفل خشبي، ومفتاحه يدعى "السكرّة" وهذا القفل لا يفتح إلى بمفتاحه المخصص وهو عبارة عن قطعة خشبية يوجد برأسها عدد
من المسامير التي تقوم برفع مسامير أخرى موجودة داخل "السكرّة" مما يؤدي إلى فتح الباب.
كانت المدفأة عبارة عن "كانون" مصنوع من الطين أيضاً والمادة المحترقة هي عبارة عن روث مجفف للحيوانات تسمى "الجلّة"، حيث كانت كل قطعة من هذا الوقود تكفي لتدفئة المغارة طوال ليلة كاملة».
وعن صعوبات الحياة في المغارة يقول: «كان حظّنا أفضل من حظوظ العائلات الأخرى والتي كان لديها عدد من الأولاد المتزوجين والذين كانوا ينامون في بهو المغارة، كل شخص منهم منفصل عن الآخر بفاصل من القش والقماش القديم، وبقيت العائلات تسكن في المغارات حتى نهاية بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، من حسن حظنا أن أخي كان متزوجاً فانفصل عنّا ليسكن بجانب المغارة في قبو من الطين والتبن والحجارة الدك، ومسقوف بعواميد خشبية وسقفه من القش والطين، كان يدهن ويزين من الداخل بخليط من الصفية وهي الرماد الناتج عن الاحتراق».
ومع تطور الحياة، بدأ الخطابيون ببناء "القاعة" عند مدخل مغاراتهم، والقاعة هي أكثر تطوراً من القبو وأوسع منها وهي مبنية من الحجارة والطين وتصمم على أساس "الغمس" حيث لا تسقف بمادة أخرى غير الحجارة والطين، وتبنى على شكل قناطر وآخر
حجرة في صف الحجارة تسمى القفل ولها شكل انسيابي يحمي القاعة من الانهيار، وكانت تبنى أمام القاعة مسطبة لجلوس الزوار أو الضيوف عليها صيفاً، أما في فصل الشتاء فكانوا يجلسون داخل القاعة، كانت تفرش أرض المغارة بحصيرة من القش تنسج من قش البردة حيث كانت تقوم النساء الخطابيات بنسج هذه البردة طوال فصل الشتاء، والبردة هي نبات ينمو على ضفاف نهر العاصي وتعتبر مادة عازلة لأنها سميكة بصناعتها.
للمزيد من مواضيعي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي
» غزوان قهوجي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي
» مختبر فضا المسرحي
الأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي
» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي
» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي
» مقالة جميلة عن مولانا
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي
» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي
» أم سامي
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب
» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب
» حكايا طريفة
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب
» السر بشهر العسل
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب
» عندما يتفلسف الحمار
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب
» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب
» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب
» شو كان لازم يعمل ؟
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب