قدم طلاب السنة الرابعة قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، عرض تخرجهم على خشبة المسرح الإيطالي في المعهد،.
وهو بإشراف الدكتور سامر عمران كمشرف. حيث تم اختيار مجموعة من المسرحيات القصيرة لهارولد بنتر، وقام الطلاب بتقديمها على شكل ثنائيات، بعضها مكرر نتيجة عدد الخريجين الكبير، والذي قارب الستة عشر طالباً وطالبة. والشيء اللافت في عرض هذه السنة، هو أنه يفتقد للهوية ولمقومات العرض المسرحي الناضج، حيث بدا الأمر وكأننا أمام عرض لبعض تمارين الأداء للسنة الثانية أو الثالثة بأحسن الأحوال. والشيء الذي يستحق الذكر هنا هو تلك المسافة الفنية والفكرية الكبيرة التي تفصل هذا العرض، عن مهاجر بريسبان لجورج شحادة، وهو العرض النصفي الذي قدمه الطلاب ذاتهم مع الأستاذ مانويل جيجي. إذ تصعب المقارنة هنا بين التجربتين، بسبب هزال ما سمي بعرض التخرج، وتلك التجربة النصفية الناضجة.
الأشكال والمضامين
اشتملت اللوحات المقدمة على خمسة عناوين هي: مساء، على وجه الدقة، طالب وظيفة، هذه مشكلتك، النظام العالمي الجديد. حيث كُرر ثلاثة منها فقط، ولكن من منظورات وقراءات مختلفة، إذ ظهر كل فريق بطريقة تتمايز عن الفريق الآخر من حيث نمط الأداء وطريقته، إضافة للقراءة الدراماتورجية (البنية الدرامية)، وأخيرا الحلول السينوغرافية (المشهدية) فيما عدا مساء والتي تشابه فيها الحل السينوغرافي فقط. أما الأفكار المطروحة فهي متنوعة ومختلفة من لوحة لأخرى، فمن التركيز على البعد النفسي في لوحة طالب وظيفة، وهي الوحيدة التي أتت بقالب كوميدي، ننتقل إلى صراع الإرادات في لوحة هذه مشكلتك، حيث تتناوب الشخصيتان على ركل القمامة بالمظلة كمحاكاة للعبة الغولف، وتسعى كل منهما بالتناوب أيضا إلى تحدي الأخرى. أما في لوحتي على وجه الدقة والنظام العالمي الجديد، فثمة لعب على اللغة واختلاف في وجهات النظر بين شخصية وأخرى، حيث يتحدد الصراع الخفي من خلال الإيحاء والدلالة، وهنا نلمس طبيعة رأس المال وأصحاب النفوذ، وخاصة في لوحة النظام العالمي الجديد، حيث يتفوق العنف على كافة الغرائز الأخرى، ويتحدد كوسيلة للسطوة وجني الأرباح، وهذا ما كان أيضا في لوحة على وجه الدقة، حيث العنف أيضا هو مدار بحث بين الفرقاء، فهم مختلفون على الطريقة فقط، بينما الهدف واحد وهو القتل. إذاً هناك تفاوت في منطق اللوحات بين فريق وآخر، ولكن المشكلة لا تكمن في ذلك التفاوت، أو القراءات المختلفة، وإنما أولا في طبيعة الأداء، والتي حملت وزر ذلك المنهج الذي اتكأ عليه المشرف في مقاربة تلك النصوص القصيرة، والتي لا يحتاج المتلقي كبير عناء إلى إدراك عدم قدرتها على منح الطالب أي إمكانية لتقديم نفسه كخريج، وكممثل بالطريقة الأمثل، وهذا يعود لعدم نضج تلك اللوحات دراميا، وافتقار الشخصيات المكتوبة لسمات الشخصية المسرحية المكتملة، ما حرم الطالب من إمكانية تقديم شخصيته بالطريقة الأمثل، فهو لم يمنح الفرصة لاستيفاء شروط الامتحان، ما دفع الطلاب لتكريس جهودهم باتجاه اكسسوارات شخصياتهم وملامحها الخارجية، إضافة لأسلوب أداء خارجي لم يستطع أحد منهم نتيجة ذلك، الإحساس بالدور الذي يؤديه، والسبب يعود لعدم امتلاك أي شخصية من الشخصيات المقدمة لعنصر الصراع الداخلي.
في جدوى التجربة
اعتمد العرض على الشاشة السينمائية، من خلال الفواصل بين مشهد وآخر ما منح الفرصة للفريق التالي في وضع الديكور الخاص بمشهده، وقد احتوت هذه الفواصل السينمائية المصورة على معلومات عامة عن الطلاب، كي يتعرف الجمهور عليهم. وهذه الطريقة اعتمدت قبل ذلك في عرض تخرج طلاب الرقص منذ مدة وجيزة، والغريب في الأمر هو تبنيها من قبل المشرف، رغم أنها غير مجدية ومجانية، سواء أكانت على الصعيد الفني أم الفكري، وخاصة عندما تتعلق المسألة بعرض مسرحي غير احترافي، حيث لا يجدي نفعا أن يعرفنا الطالب على نفسه وعن تجربته الدراسية في المعهد، وهو بالوقت ذاته غير قادر وفي عرض امتحاني نهائي، على تقديم نفسه بالطريقة الأمثل. أي خلاصة تجربته ودراسته الأكاديمية كطالب تمثيل، من المفترض أنه بات يمتلك كل الإمكانات التي تؤهله لأن يكون ممثلاً محترفاً، وينطبق هذا الأمر أيضا على النصوص التي تم اختيارها لعمل الطلاب، والتي هي الأخرى تعاني من الضعف الفني الأمر الذي يحرم الممثل الطالب من آخر فرصة للتعلم، إن كان على كيفية دراسة الشخصية المنوطة به، أو تقديمها وفق رؤيته الخاصة. وهذا ما قد حرم منه الطالب نتيجة الاختيار غير المسؤول من قبل المشرف لنصوص لا تستوفي الشرط المنهجي والأكاديمي، وبدا الأمر وكأنه يقود تجربة لا تستحق الاهتمام، أو أنه نشاط زائد عن الحاجة بالنسبة إليه، ويتم التعامل معه بتعال وخفة دون الأخذ بالحسبان مصلحة الطالب أولا، ومن ثم القيمة الفنية العالية التي يجب أن تحققها عروض المعهد، لكونها المؤسسة الأكاديمية الوحيدة في سورية، ولا بد لها من تقديم تجارب مسرحية متميزة، بعيدا عن تحكم الأمزجة الفردية في شأن يعتبر شأناً عاماً.
ماهر جلو
وهو بإشراف الدكتور سامر عمران كمشرف. حيث تم اختيار مجموعة من المسرحيات القصيرة لهارولد بنتر، وقام الطلاب بتقديمها على شكل ثنائيات، بعضها مكرر نتيجة عدد الخريجين الكبير، والذي قارب الستة عشر طالباً وطالبة. والشيء اللافت في عرض هذه السنة، هو أنه يفتقد للهوية ولمقومات العرض المسرحي الناضج، حيث بدا الأمر وكأننا أمام عرض لبعض تمارين الأداء للسنة الثانية أو الثالثة بأحسن الأحوال. والشيء الذي يستحق الذكر هنا هو تلك المسافة الفنية والفكرية الكبيرة التي تفصل هذا العرض، عن مهاجر بريسبان لجورج شحادة، وهو العرض النصفي الذي قدمه الطلاب ذاتهم مع الأستاذ مانويل جيجي. إذ تصعب المقارنة هنا بين التجربتين، بسبب هزال ما سمي بعرض التخرج، وتلك التجربة النصفية الناضجة.
الأشكال والمضامين
اشتملت اللوحات المقدمة على خمسة عناوين هي: مساء، على وجه الدقة، طالب وظيفة، هذه مشكلتك، النظام العالمي الجديد. حيث كُرر ثلاثة منها فقط، ولكن من منظورات وقراءات مختلفة، إذ ظهر كل فريق بطريقة تتمايز عن الفريق الآخر من حيث نمط الأداء وطريقته، إضافة للقراءة الدراماتورجية (البنية الدرامية)، وأخيرا الحلول السينوغرافية (المشهدية) فيما عدا مساء والتي تشابه فيها الحل السينوغرافي فقط. أما الأفكار المطروحة فهي متنوعة ومختلفة من لوحة لأخرى، فمن التركيز على البعد النفسي في لوحة طالب وظيفة، وهي الوحيدة التي أتت بقالب كوميدي، ننتقل إلى صراع الإرادات في لوحة هذه مشكلتك، حيث تتناوب الشخصيتان على ركل القمامة بالمظلة كمحاكاة للعبة الغولف، وتسعى كل منهما بالتناوب أيضا إلى تحدي الأخرى. أما في لوحتي على وجه الدقة والنظام العالمي الجديد، فثمة لعب على اللغة واختلاف في وجهات النظر بين شخصية وأخرى، حيث يتحدد الصراع الخفي من خلال الإيحاء والدلالة، وهنا نلمس طبيعة رأس المال وأصحاب النفوذ، وخاصة في لوحة النظام العالمي الجديد، حيث يتفوق العنف على كافة الغرائز الأخرى، ويتحدد كوسيلة للسطوة وجني الأرباح، وهذا ما كان أيضا في لوحة على وجه الدقة، حيث العنف أيضا هو مدار بحث بين الفرقاء، فهم مختلفون على الطريقة فقط، بينما الهدف واحد وهو القتل. إذاً هناك تفاوت في منطق اللوحات بين فريق وآخر، ولكن المشكلة لا تكمن في ذلك التفاوت، أو القراءات المختلفة، وإنما أولا في طبيعة الأداء، والتي حملت وزر ذلك المنهج الذي اتكأ عليه المشرف في مقاربة تلك النصوص القصيرة، والتي لا يحتاج المتلقي كبير عناء إلى إدراك عدم قدرتها على منح الطالب أي إمكانية لتقديم نفسه كخريج، وكممثل بالطريقة الأمثل، وهذا يعود لعدم نضج تلك اللوحات دراميا، وافتقار الشخصيات المكتوبة لسمات الشخصية المسرحية المكتملة، ما حرم الطالب من إمكانية تقديم شخصيته بالطريقة الأمثل، فهو لم يمنح الفرصة لاستيفاء شروط الامتحان، ما دفع الطلاب لتكريس جهودهم باتجاه اكسسوارات شخصياتهم وملامحها الخارجية، إضافة لأسلوب أداء خارجي لم يستطع أحد منهم نتيجة ذلك، الإحساس بالدور الذي يؤديه، والسبب يعود لعدم امتلاك أي شخصية من الشخصيات المقدمة لعنصر الصراع الداخلي.
في جدوى التجربة
اعتمد العرض على الشاشة السينمائية، من خلال الفواصل بين مشهد وآخر ما منح الفرصة للفريق التالي في وضع الديكور الخاص بمشهده، وقد احتوت هذه الفواصل السينمائية المصورة على معلومات عامة عن الطلاب، كي يتعرف الجمهور عليهم. وهذه الطريقة اعتمدت قبل ذلك في عرض تخرج طلاب الرقص منذ مدة وجيزة، والغريب في الأمر هو تبنيها من قبل المشرف، رغم أنها غير مجدية ومجانية، سواء أكانت على الصعيد الفني أم الفكري، وخاصة عندما تتعلق المسألة بعرض مسرحي غير احترافي، حيث لا يجدي نفعا أن يعرفنا الطالب على نفسه وعن تجربته الدراسية في المعهد، وهو بالوقت ذاته غير قادر وفي عرض امتحاني نهائي، على تقديم نفسه بالطريقة الأمثل. أي خلاصة تجربته ودراسته الأكاديمية كطالب تمثيل، من المفترض أنه بات يمتلك كل الإمكانات التي تؤهله لأن يكون ممثلاً محترفاً، وينطبق هذا الأمر أيضا على النصوص التي تم اختيارها لعمل الطلاب، والتي هي الأخرى تعاني من الضعف الفني الأمر الذي يحرم الممثل الطالب من آخر فرصة للتعلم، إن كان على كيفية دراسة الشخصية المنوطة به، أو تقديمها وفق رؤيته الخاصة. وهذا ما قد حرم منه الطالب نتيجة الاختيار غير المسؤول من قبل المشرف لنصوص لا تستوفي الشرط المنهجي والأكاديمي، وبدا الأمر وكأنه يقود تجربة لا تستحق الاهتمام، أو أنه نشاط زائد عن الحاجة بالنسبة إليه، ويتم التعامل معه بتعال وخفة دون الأخذ بالحسبان مصلحة الطالب أولا، ومن ثم القيمة الفنية العالية التي يجب أن تحققها عروض المعهد، لكونها المؤسسة الأكاديمية الوحيدة في سورية، ولا بد لها من تقديم تجارب مسرحية متميزة، بعيدا عن تحكم الأمزجة الفردية في شأن يعتبر شأناً عاماً.
ماهر جلو
الإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي
» غزوان قهوجي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي
» مختبر فضا المسرحي
الأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي
» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي
» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي
» مقالة جميلة عن مولانا
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي
» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي
» أم سامي
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب
» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب
» حكايا طريفة
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب
» السر بشهر العسل
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب
» عندما يتفلسف الحمار
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب
» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب
» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب
» شو كان لازم يعمل ؟
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب