يقول وليد إخلاصي ضمن مقالة في ملحق الثورة الثقافي:
تلقيت دعوة من الهيئة الملكية السويدية للمسرح، وكان ذلك في السنوات الأولى للتسعينيات من القرن الماضي، ولم أملك سوى القبول بسعادة بالغة،
متوجهاً مع زوجتي إلى استكهولم في آخر يوم من آب، فتركنا حرّ حلب خلفنا لتستقبلنا بدايات طقس أدخلت إلى القلب انتعاشاً.
أمضينا فترة الدعوة في مبنى ضيافة الكتاب الكائن في السوق القديمة، فكانت الإقامة فيه تعتبر من أفضل أيامي في الغربة من قبل ومن بعد، ولم يمر يوم على الإقامة حتى استيقظنا على أصوات عالية جاءت من الشارع، نظرت من النافذة فشاهدت مئات من الشباب يمرون أمام المبنى بملابس احتفالية وهم يعزفون في الأبواق ويقرعون الطبول بينما أهل السوق يحيونهم، وقد علمت أن في ذلك اليوم من أيام السنة يحتفل الطلاب الجدد بسنتهم الأولى، وكأنهم يودعون فترة الصبا لاستقبال أيام العلم والنضج.
واستكهولم مدينة بنيت على مئات البحيرات، ولكن ما يثير العجب أن «المترو» الذي تفرعت خطوطه قد تسلل إلى عمق الأرض مئات الأمتار، فالنزول إلى محطاته يستوجب السلالم الكهربائية. وما يجعل المترو حالة لافتة للنظر تجدها في تخصص الفنانين بتحويل كل محطة على حدة إلى نوع من الكهف الفني أي المتحف، وهكذا اختص الفنان الواحد بإبداعه محولاً استكهولم الباطنية إلى شعلة من الفن.
وكنت قد طلبت من صديقي العراقي المقيم أن أسمع شيئاً عن «أولف بالمه» الذي اغتيل منذ سنوات وكان رئيساً للوزراء وواحداً من قلة من الأوروبيين السياسيين الذين عاشوا التحرر لكل الشعوب وناضلوا من أجل إيديولوجيا تخدم مجتمعهم. وكنت وما زلت معجباً بالرجل الذي قضى برصاص حاقد، إلا أن صديقي قام بقيادتي في مشوار إلى كنيسة. دخلنا حديقتها التي انتشرت أزهارها وأشجارها فيها، لنقف عند قبر هو لأولف بالمه. كتلة من البازلت غير منتظمة حملت اسم الراحل مع تاريخ الميلاد وسنة الوفاة. وظهر لدي أن الحديقة لم يكن فيها من القبور سوى لبارزين قلة من كهنة وسياسيين وكتّاب. وكنا في وقوفنا أمام الضريح في ظل شجرة معمرة فإذا بامرأة تسعينية تقترب من القبر لتضع زهرة حمراء دون أن تعيرنا اهتماماً ولتنسحب بعد قليل. كنت أتساءل في سري عن ذلك الوفاء إن كان حياً أو إيماناً بأولف بالمه أم بكليهما.
وفي المسرح الحديث، واحد من المسارح في مبنى الأوبرا، حضرت مسرحية للمخرج السينمائي الكبير «انجمار برجمان». وكانت المسرحية اجتماعية وباللغة المحلية فسألني صديقي في نهاية العرض إن كانت اللغة التي لا أعرفها شكلت عائقاً، وأجبته بالحديث عن فحوى المسرحية بإسهاب فتساءل عن معرفتي للغة، ولكني أخبرته بلا، إلا أن فنية المخرج كشفت لي عن أسرار اللغة كي أفهمها، وهذا ما يحدث في المسرح العظيم.
تلقيت دعوة من الهيئة الملكية السويدية للمسرح، وكان ذلك في السنوات الأولى للتسعينيات من القرن الماضي، ولم أملك سوى القبول بسعادة بالغة،
متوجهاً مع زوجتي إلى استكهولم في آخر يوم من آب، فتركنا حرّ حلب خلفنا لتستقبلنا بدايات طقس أدخلت إلى القلب انتعاشاً.
أمضينا فترة الدعوة في مبنى ضيافة الكتاب الكائن في السوق القديمة، فكانت الإقامة فيه تعتبر من أفضل أيامي في الغربة من قبل ومن بعد، ولم يمر يوم على الإقامة حتى استيقظنا على أصوات عالية جاءت من الشارع، نظرت من النافذة فشاهدت مئات من الشباب يمرون أمام المبنى بملابس احتفالية وهم يعزفون في الأبواق ويقرعون الطبول بينما أهل السوق يحيونهم، وقد علمت أن في ذلك اليوم من أيام السنة يحتفل الطلاب الجدد بسنتهم الأولى، وكأنهم يودعون فترة الصبا لاستقبال أيام العلم والنضج.
واستكهولم مدينة بنيت على مئات البحيرات، ولكن ما يثير العجب أن «المترو» الذي تفرعت خطوطه قد تسلل إلى عمق الأرض مئات الأمتار، فالنزول إلى محطاته يستوجب السلالم الكهربائية. وما يجعل المترو حالة لافتة للنظر تجدها في تخصص الفنانين بتحويل كل محطة على حدة إلى نوع من الكهف الفني أي المتحف، وهكذا اختص الفنان الواحد بإبداعه محولاً استكهولم الباطنية إلى شعلة من الفن.
وكنت قد طلبت من صديقي العراقي المقيم أن أسمع شيئاً عن «أولف بالمه» الذي اغتيل منذ سنوات وكان رئيساً للوزراء وواحداً من قلة من الأوروبيين السياسيين الذين عاشوا التحرر لكل الشعوب وناضلوا من أجل إيديولوجيا تخدم مجتمعهم. وكنت وما زلت معجباً بالرجل الذي قضى برصاص حاقد، إلا أن صديقي قام بقيادتي في مشوار إلى كنيسة. دخلنا حديقتها التي انتشرت أزهارها وأشجارها فيها، لنقف عند قبر هو لأولف بالمه. كتلة من البازلت غير منتظمة حملت اسم الراحل مع تاريخ الميلاد وسنة الوفاة. وظهر لدي أن الحديقة لم يكن فيها من القبور سوى لبارزين قلة من كهنة وسياسيين وكتّاب. وكنا في وقوفنا أمام الضريح في ظل شجرة معمرة فإذا بامرأة تسعينية تقترب من القبر لتضع زهرة حمراء دون أن تعيرنا اهتماماً ولتنسحب بعد قليل. كنت أتساءل في سري عن ذلك الوفاء إن كان حياً أو إيماناً بأولف بالمه أم بكليهما.
وفي المسرح الحديث، واحد من المسارح في مبنى الأوبرا، حضرت مسرحية للمخرج السينمائي الكبير «انجمار برجمان». وكانت المسرحية اجتماعية وباللغة المحلية فسألني صديقي في نهاية العرض إن كانت اللغة التي لا أعرفها شكلت عائقاً، وأجبته بالحديث عن فحوى المسرحية بإسهاب فتساءل عن معرفتي للغة، ولكني أخبرته بلا، إلا أن فنية المخرج كشفت لي عن أسرار اللغة كي أفهمها، وهذا ما يحدث في المسرح العظيم.
الإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي
» غزوان قهوجي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي
» مختبر فضا المسرحي
الأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي
» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي
» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي
» مقالة جميلة عن مولانا
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي
» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي
» أم سامي
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب
» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب
» حكايا طريفة
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب
» السر بشهر العسل
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب
» عندما يتفلسف الحمار
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب
» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب
» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب
» شو كان لازم يعمل ؟
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب