«مات أكدع الرجال... مات قهراً... قالها الشاكي ببكاء مرير دون أن يعرف في أي ساعة شيع الدنيا... لكنه كان واثقاً من أنه مات كالصقر على كومة من قمامة الحياة الذليلة». هكذا يختم أيمن زيدان قصته القصيرة (مساومة) وهي من مجموعة قصصية صدرت للفنان أيمن زيدان 2007 بدمشق، لكنها وقعت تحت يدي منذ أيام بعنوانها (ليلة رمادية) وهذا العنوان على الرغم من أنه عنوان إحدى القصص، إلا أنه يحمل سمة عامة تنسحب على المجموعة بتمامها، وقد ضمت المجموعة قصص: المساومة، السنديانة، الغاوي والمنارة، مريم، النورس العجوز، النافذة، اللغم، الرسالة الأخيرة، الحافلة، الانتظار، ليلة رمادية، العاشق.
رماد العنوان والسطور
من مساومة وحتى العاشق أنت أمام شخوص يتشحون بالسواد أو الحزن، فأيمن زيدان اختار شخصيات وأحداثاً تبتعد عن البياض ابتعاداً مدهشاً، ولا تستطيع أن تقترب من طهر السواد، فوقفت في مكان حائر هو المكان الرمادي، ذات ليلة رمادية، في زمن رمادي، لكاتب أدمن الرماد فيما يرى أمامه... أقول هذا لأنني بدأت قراءة المجموعة تباعاً من أولها إلى آخرها دون أن أنظر في فهرسها، فقد وضعت أمامي هدف القراءة والاستمتاع لرؤية جانب من تجربة فناننا المبدع أيمن زيدان فوقعت في السطر السابع ص29 على عبارة ليلة رمادية، فتهيأ لي أن أيمن أطلق اسم المجموعة من هذه العبارة، لكنني فيما بعد رأيت وقرأت قصة بعنوان ليلة رمادية، فأدركت سبب التسمية، ولكنني خلصت إلى نتيجة مهمة وهي أن الرماد كان المنطلق للشخصيات والأحداث. ووصف الرماد كان غاية نهائية وربما كان الدافع إلى ذلك انتقاد الرماد بحثاً عن بؤرة للضوء، وربما كان استمتاعاً بالرماد الخاتمة للمشتعل، فهل تكون رماداً أم لا؟!
حكايا نسمعها
أغلب الحكايا والقصص التي جاءت في ليلة رمادية هي حكايا لم يعشها أيمن زيدان ولا جيله، فهي حكايا حدثت مع أجدادنا، وفي أحسن الأحوال مع آبائنا، رويت لنا، أو عاشت في حنايا أسرنا، وكنت أتمنى ألا يكون الإطار التاريخي كما اختاره أيمن، فقصة (مساومة) على سبيل المثال قصة غاية في الجمال والصنعة والعاطفة، وقد استطاع أيمن أن يقدم شخصيات نابضة خاصة على الرغم من أن الحكاية نموذج معروف متداول، لكن الحلّ الذي اختاره أيمن لحكايته تمثل في المحقق الفرنسي، ولو اكتفى بكلمة المحقق دون وجود كلمة الفرنسي لنجح أي نجاح، إذ لم تضف هذه الصفة الفرنسية أي جديد، وليس في النص ما يستدعي وجودها، ولو حذفت حقاً لكانت لقطة فنية عامة تصلح لأي زمان ومكان ولم يكن الكاتب بحاجة إلى إسنادها إلى زمن محدد وغير مسوّغ. وكذلك في قصة مريم بتحديد (السفر برلك) ولو لم يضع أيمن هذه العبارة بين قوسين فإننا كنا سنقف أمام نسوة كثيرات يشبهن مريم أمامنا، وما قدمه أيمن من صور يستحق الوقوف عنده مطولاً لبراعة في نسج صور محددة وعميقة، استفاد في ذلك من سعة أفق وقدرة كبيرة في رسم الصورة والأحاسيس... وفوق ذلك فقد استطاع أيمن زيدان أن ينقل صورة نابضة وصادقة عن مجتمعه الذي انطلق منه، وقد تلمست هذا المجتمع الذي أنتمي إلى مثيله بريف دمشق من خلال إخلاص أيمن برسم الأزقة والشخوص والقسوة التي تتمتع بها شخوصه نظراً للبيئة التي هم منها. وهذه المقدرة التي كشفت عنها ليلة رمادية تدفع إلى مطالبة أيمن زيدان بأن يكتب أكثر وأن يستمر في التجريب، فالفن لديه كتلة متكاملة من لهب الكتابة والإخراج والتمثيل والتفكر والتدبر.
وصول متأخر
عندما قرأت مجموعة (ليلة رمادية) وبياناتها تدل على أنها طبعت عام 2007 تساءلت عن سبب تأخر معرفتي بها، فأنا لم أعثر عليها في أي واجهة من واجهات المكتبات، ولم يتحدث الإعلام عنها سلباً أو إيجاباً، فلماذا لم يتم تسويق المجموعة كما يجب، ولتأخذ حقها من الدراسة والنقد والتحليل لعلها تكون فاتحة لإبداع مختلف من أيمن زيدان.
ربما كان وجود أيمن في مصر خلال الفترة نفسها هو السبب، فكما غاب نوعاً ما عن الدراما غاب عن الساحة الكتابية والثقافية، وأرجو أن تكون عودته مظفرة لإيجاد المعادل الفني والقصصي والثقافي في بيئة أحبته مبدعاً مهما كان نوع الإبداع.
رماد العنوان والسطور
من مساومة وحتى العاشق أنت أمام شخوص يتشحون بالسواد أو الحزن، فأيمن زيدان اختار شخصيات وأحداثاً تبتعد عن البياض ابتعاداً مدهشاً، ولا تستطيع أن تقترب من طهر السواد، فوقفت في مكان حائر هو المكان الرمادي، ذات ليلة رمادية، في زمن رمادي، لكاتب أدمن الرماد فيما يرى أمامه... أقول هذا لأنني بدأت قراءة المجموعة تباعاً من أولها إلى آخرها دون أن أنظر في فهرسها، فقد وضعت أمامي هدف القراءة والاستمتاع لرؤية جانب من تجربة فناننا المبدع أيمن زيدان فوقعت في السطر السابع ص29 على عبارة ليلة رمادية، فتهيأ لي أن أيمن أطلق اسم المجموعة من هذه العبارة، لكنني فيما بعد رأيت وقرأت قصة بعنوان ليلة رمادية، فأدركت سبب التسمية، ولكنني خلصت إلى نتيجة مهمة وهي أن الرماد كان المنطلق للشخصيات والأحداث. ووصف الرماد كان غاية نهائية وربما كان الدافع إلى ذلك انتقاد الرماد بحثاً عن بؤرة للضوء، وربما كان استمتاعاً بالرماد الخاتمة للمشتعل، فهل تكون رماداً أم لا؟!
حكايا نسمعها
أغلب الحكايا والقصص التي جاءت في ليلة رمادية هي حكايا لم يعشها أيمن زيدان ولا جيله، فهي حكايا حدثت مع أجدادنا، وفي أحسن الأحوال مع آبائنا، رويت لنا، أو عاشت في حنايا أسرنا، وكنت أتمنى ألا يكون الإطار التاريخي كما اختاره أيمن، فقصة (مساومة) على سبيل المثال قصة غاية في الجمال والصنعة والعاطفة، وقد استطاع أيمن أن يقدم شخصيات نابضة خاصة على الرغم من أن الحكاية نموذج معروف متداول، لكن الحلّ الذي اختاره أيمن لحكايته تمثل في المحقق الفرنسي، ولو اكتفى بكلمة المحقق دون وجود كلمة الفرنسي لنجح أي نجاح، إذ لم تضف هذه الصفة الفرنسية أي جديد، وليس في النص ما يستدعي وجودها، ولو حذفت حقاً لكانت لقطة فنية عامة تصلح لأي زمان ومكان ولم يكن الكاتب بحاجة إلى إسنادها إلى زمن محدد وغير مسوّغ. وكذلك في قصة مريم بتحديد (السفر برلك) ولو لم يضع أيمن هذه العبارة بين قوسين فإننا كنا سنقف أمام نسوة كثيرات يشبهن مريم أمامنا، وما قدمه أيمن من صور يستحق الوقوف عنده مطولاً لبراعة في نسج صور محددة وعميقة، استفاد في ذلك من سعة أفق وقدرة كبيرة في رسم الصورة والأحاسيس... وفوق ذلك فقد استطاع أيمن زيدان أن ينقل صورة نابضة وصادقة عن مجتمعه الذي انطلق منه، وقد تلمست هذا المجتمع الذي أنتمي إلى مثيله بريف دمشق من خلال إخلاص أيمن برسم الأزقة والشخوص والقسوة التي تتمتع بها شخوصه نظراً للبيئة التي هم منها. وهذه المقدرة التي كشفت عنها ليلة رمادية تدفع إلى مطالبة أيمن زيدان بأن يكتب أكثر وأن يستمر في التجريب، فالفن لديه كتلة متكاملة من لهب الكتابة والإخراج والتمثيل والتفكر والتدبر.
وصول متأخر
عندما قرأت مجموعة (ليلة رمادية) وبياناتها تدل على أنها طبعت عام 2007 تساءلت عن سبب تأخر معرفتي بها، فأنا لم أعثر عليها في أي واجهة من واجهات المكتبات، ولم يتحدث الإعلام عنها سلباً أو إيجاباً، فلماذا لم يتم تسويق المجموعة كما يجب، ولتأخذ حقها من الدراسة والنقد والتحليل لعلها تكون فاتحة لإبداع مختلف من أيمن زيدان.
ربما كان وجود أيمن في مصر خلال الفترة نفسها هو السبب، فكما غاب نوعاً ما عن الدراما غاب عن الساحة الكتابية والثقافية، وأرجو أن تكون عودته مظفرة لإيجاد المعادل الفني والقصصي والثقافي في بيئة أحبته مبدعاً مهما كان نوع الإبداع.
الإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي
» غزوان قهوجي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي
» مختبر فضا المسرحي
الأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي
» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي
» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي
» مقالة جميلة عن مولانا
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي
» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي
» أم سامي
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب
» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب
» حكايا طريفة
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب
» السر بشهر العسل
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب
» عندما يتفلسف الحمار
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب
» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب
» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب
» شو كان لازم يعمل ؟
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب