11/2010
مطالباً بالشروط العليا والراقية والسامية لمسرح الأطفال, وبنوعٍ من الرقابة عليه أن يوجد في مسرح الطفل هو الرقابة الاجتماعية، بعيداً عن الرقابة المتعلّقة بالتابوهات الثلاثة؛ السياسة والدين والجنس, حضر الدكتور رياض عصمت، وزير الثقافة، ندوة «مسرح الطفل في سورية»، التي أقيمت في الخامس عشر من الشهر الجاري في مسرح القباني، بإدارة جوان جان، ومشاركة الفنانة سوزان صالح، مديرة مسرح الطفل، والمخرج المسرحي سامر الزرقا، والمخرج المسرحي وليد الدبس، والمخرج المسرحي غزوان قهوجي، والفنانة عتاب نعيم، والناقدة المسرحية إيناس حسينة.
تطرّقت الندوة إلى ماهيّة النص المسرحي عند الطفل, وأنّه في مسرحنا السوري نفتقر إلى المعالجة الدرامية في المسرح، وإن كانت مبسّطة, ودائماً نلاحظ وجود تلك الشخصية النمطية؛ مثلاً شخصية الملك الشرير، أو الملك الطيب، وما يؤدّي مباشرة إلى فكرة الصراع بين الخير والشر من دون أن نترك للطفل أن ينتقي ماذا يريد من جزئيّات ذلك الخير. فلا نرى في النصوص المحلية هذه المعالجات. وفي سورية لدينا المسرح الخاص، والمسرح التجاري، والمسرح القومي, لنتوصّل إلى أنه علينا كقطاع عام في المسرح أن نأخذ من القطاع الخاص تجربته الإنتاجية (الفكر الإنتاجي)، ونعطيه المستوى الفني.
وتحدّثت سوزان صالح، مديرة مسرح الطفل، حول الإطار التنظيمي والإداري المواكب واللصيق بالمسرح, وهي ترى أن عدد العاملين في مسرح الطفل كثر، وأنّ الموهوبين كثر أيضاً، ولكن ينقصنا التواصل, لذلك يجب أن يكون هناك أشخاص مؤمنون بمسرح الطفل تماماً مثلما هم مؤمنون بالدراما السورية مثلاً..
ويرى المشاركون في الندوة أنه يوجد الآن عدة فرق مسرحية من القطاع الخاص تنشط, لكنّها تتّهم بأنّ مستواها تحت الوسط بهدف الكسب المادي، مع محاولة أصحاب هذه الفرق التبرير دوماً.
أما عن الرقابة على الأعمال المسرحية الموجهة إلى الأطفال نصّاً وعرضاً، فيجب أن تكون من متخصّصين؛ لأنّ كلّ عمل مسرحي للطفل تدخل فيه المعلومة الثقافية والمعلومة العلمية, وليس كلّ كاتب مسرحي ملزم بكلّ هذه المعرفة.
وبين المسرح الخاص والمسرح العام نوّهت الندوة إلى أنّ من يبحث في أصل مسرح الطفل سيجد أنّه في أوروبا بدأ مسرح الطفل في القطاع الخاص، ثمّ انتقل إلى الدولة, أمّا في سورية، فبدأ مسرح الطفل مع الدولة، ومن ثمّ انتقل إلى القطاع الخاص. ولدينا مشكلة أنّه دائماً يكون الهدف من مسرحيات الطفل هدفاً تلقينياً عن طريق موعظة أو درس، ولا يكون ضمن سياق الدراما.
ويرى المشاركون أنّ ما يجب معرفته هو أنّنا نحن في مسرحنا ينقصنا التمويل فقط؛ لأنّ أيّ عمل مسرحي للطفل في سورية يأتي بجائزة؛ سواء الإخراج أم التأليف أم الإنتاج؛ والميزانية المادية هي الرافع الأساسي لمسرح الطفل، والدليل أننا أينما ذهبنا نحصد جوائز, إذا الأزمة ليست أزمة نصّ، ولا أزمة إخراج..
وتحدّثت الندوة عن تجربة المسرح التفاعلي, حيث إنّ الهدف منه إشراك الطفل مع الجمهور. كما تمّ الحديث عن مسرح العرائس، حيث إنه على ممثل مسرح العرائس أن يكون قادراً على توصيل حسّه أكثر وأن يعيش الطفل مع الشخصية المحركة بحقيقتها، والمطالبة بعدم تحويل مسرح العرائس إلى فئة عمرية محددة.
¶ في مداخلة لياسر المالح، قال: «إنّ مسرح الطفل أساسي بالنسبة إلي, وأجده عبارة عن زواج تربوي خلقي مع كلّ الفنون التي يستخدمها ويخرج منها ما يلزمه, ويجب أن يتّسم موضوع المسرحية بالعمومية وبإشراك الفنون كلّها في إقناع الطفل. وأن يقول العرض أشياء لها علاقة بطفل اليوم، وليس بطفل أمس، مستخدماً كلّ تكنولوجيا العصر».
¶ الفنان نضال سيجري لم يكن موافقاً على فكرة تشديد الرقابة: «كلما ذهبنا إلى الأبسط، وهو عكس الأسهل، استمتع الطفل أكثر. ولا أميل إلى الحديث بالنفس الرومانسي عن الطفل؛ لأنّه كائن مشاكس». وهو يخالف كلّ من يرى أننا لا نمتلك ممثلي مسرح مهمين, فلدينا نجوم من الصف الأول؛ أمثال فايز قزق، وغسان مسعود، وعبد المنعم عمايري، وأيمن زيدان، وغيرهم... نضال كان يفضّل أن يكون هناك تناسب بين عدد الموجودين على المنصة وعدد الموجودين في القاعة: « فالمسرح يحتاج إلى من هم أمام الجمهور وليس وراء الطاولات, فالطاولات لها أصحابها.. وشكراً للطاولة.».
الدكتور رياض عصمت: «يجب ألا يعامل الطفل باستهانة»
كان يودّ لو رأى في هذا المكان، الذي تقام فيه ندوة عن مسرح الطفل، فناجين قهوة عليها أشكال حيوانات مثلاً, وأن يكون الشكل العام لترتيب الندوة أكثر أناقة، وتمنّى لو لم يرَ غطاء طاولة «مجعلك»، وحبذا لو كانت الأرض «ممسوحة» بشكل جيد».. يتابع الدكتور عصمت: «يجب ألا يُعامل الطفل باستهانة، فهو حساس وذكي، وهو ينتقد أكثر بكثير من النقاد الكبار. وعلينا الاهتمام بتجهيز مسرح الطفل بتقنيات حديثة مثل الخارج, وحتى «الأفيشات» يجب أن تكون بارعة التصميم على يد فنان تشكيلي مهمّ من أجل أن يضيف الطفل الأفيش إلى مكتبته ويحتفظ به. ويجب الاعتناء بالذوق الجمالي، وأنا أشجّع أن يذهب المسرح إلى المحافظات، ولكن طالما عندنا دور مسرح مجهزة لا بأس بها, فلا بدّ من أن نستدعي المدارس لحضور العروض.
مطالباً بالشروط العليا والراقية والسامية لمسرح الأطفال, وبنوعٍ من الرقابة عليه أن يوجد في مسرح الطفل هو الرقابة الاجتماعية، بعيداً عن الرقابة المتعلّقة بالتابوهات الثلاثة؛ السياسة والدين والجنس, حضر الدكتور رياض عصمت، وزير الثقافة، ندوة «مسرح الطفل في سورية»، التي أقيمت في الخامس عشر من الشهر الجاري في مسرح القباني، بإدارة جوان جان، ومشاركة الفنانة سوزان صالح، مديرة مسرح الطفل، والمخرج المسرحي سامر الزرقا، والمخرج المسرحي وليد الدبس، والمخرج المسرحي غزوان قهوجي، والفنانة عتاب نعيم، والناقدة المسرحية إيناس حسينة.
تطرّقت الندوة إلى ماهيّة النص المسرحي عند الطفل, وأنّه في مسرحنا السوري نفتقر إلى المعالجة الدرامية في المسرح، وإن كانت مبسّطة, ودائماً نلاحظ وجود تلك الشخصية النمطية؛ مثلاً شخصية الملك الشرير، أو الملك الطيب، وما يؤدّي مباشرة إلى فكرة الصراع بين الخير والشر من دون أن نترك للطفل أن ينتقي ماذا يريد من جزئيّات ذلك الخير. فلا نرى في النصوص المحلية هذه المعالجات. وفي سورية لدينا المسرح الخاص، والمسرح التجاري، والمسرح القومي, لنتوصّل إلى أنه علينا كقطاع عام في المسرح أن نأخذ من القطاع الخاص تجربته الإنتاجية (الفكر الإنتاجي)، ونعطيه المستوى الفني.
وتحدّثت سوزان صالح، مديرة مسرح الطفل، حول الإطار التنظيمي والإداري المواكب واللصيق بالمسرح, وهي ترى أن عدد العاملين في مسرح الطفل كثر، وأنّ الموهوبين كثر أيضاً، ولكن ينقصنا التواصل, لذلك يجب أن يكون هناك أشخاص مؤمنون بمسرح الطفل تماماً مثلما هم مؤمنون بالدراما السورية مثلاً..
ويرى المشاركون في الندوة أنه يوجد الآن عدة فرق مسرحية من القطاع الخاص تنشط, لكنّها تتّهم بأنّ مستواها تحت الوسط بهدف الكسب المادي، مع محاولة أصحاب هذه الفرق التبرير دوماً.
أما عن الرقابة على الأعمال المسرحية الموجهة إلى الأطفال نصّاً وعرضاً، فيجب أن تكون من متخصّصين؛ لأنّ كلّ عمل مسرحي للطفل تدخل فيه المعلومة الثقافية والمعلومة العلمية, وليس كلّ كاتب مسرحي ملزم بكلّ هذه المعرفة.
وبين المسرح الخاص والمسرح العام نوّهت الندوة إلى أنّ من يبحث في أصل مسرح الطفل سيجد أنّه في أوروبا بدأ مسرح الطفل في القطاع الخاص، ثمّ انتقل إلى الدولة, أمّا في سورية، فبدأ مسرح الطفل مع الدولة، ومن ثمّ انتقل إلى القطاع الخاص. ولدينا مشكلة أنّه دائماً يكون الهدف من مسرحيات الطفل هدفاً تلقينياً عن طريق موعظة أو درس، ولا يكون ضمن سياق الدراما.
ويرى المشاركون أنّ ما يجب معرفته هو أنّنا نحن في مسرحنا ينقصنا التمويل فقط؛ لأنّ أيّ عمل مسرحي للطفل في سورية يأتي بجائزة؛ سواء الإخراج أم التأليف أم الإنتاج؛ والميزانية المادية هي الرافع الأساسي لمسرح الطفل، والدليل أننا أينما ذهبنا نحصد جوائز, إذا الأزمة ليست أزمة نصّ، ولا أزمة إخراج..
وتحدّثت الندوة عن تجربة المسرح التفاعلي, حيث إنّ الهدف منه إشراك الطفل مع الجمهور. كما تمّ الحديث عن مسرح العرائس، حيث إنه على ممثل مسرح العرائس أن يكون قادراً على توصيل حسّه أكثر وأن يعيش الطفل مع الشخصية المحركة بحقيقتها، والمطالبة بعدم تحويل مسرح العرائس إلى فئة عمرية محددة.
¶ في مداخلة لياسر المالح، قال: «إنّ مسرح الطفل أساسي بالنسبة إلي, وأجده عبارة عن زواج تربوي خلقي مع كلّ الفنون التي يستخدمها ويخرج منها ما يلزمه, ويجب أن يتّسم موضوع المسرحية بالعمومية وبإشراك الفنون كلّها في إقناع الطفل. وأن يقول العرض أشياء لها علاقة بطفل اليوم، وليس بطفل أمس، مستخدماً كلّ تكنولوجيا العصر».
¶ الفنان نضال سيجري لم يكن موافقاً على فكرة تشديد الرقابة: «كلما ذهبنا إلى الأبسط، وهو عكس الأسهل، استمتع الطفل أكثر. ولا أميل إلى الحديث بالنفس الرومانسي عن الطفل؛ لأنّه كائن مشاكس». وهو يخالف كلّ من يرى أننا لا نمتلك ممثلي مسرح مهمين, فلدينا نجوم من الصف الأول؛ أمثال فايز قزق، وغسان مسعود، وعبد المنعم عمايري، وأيمن زيدان، وغيرهم... نضال كان يفضّل أن يكون هناك تناسب بين عدد الموجودين على المنصة وعدد الموجودين في القاعة: « فالمسرح يحتاج إلى من هم أمام الجمهور وليس وراء الطاولات, فالطاولات لها أصحابها.. وشكراً للطاولة.».
الدكتور رياض عصمت: «يجب ألا يعامل الطفل باستهانة»
كان يودّ لو رأى في هذا المكان، الذي تقام فيه ندوة عن مسرح الطفل، فناجين قهوة عليها أشكال حيوانات مثلاً, وأن يكون الشكل العام لترتيب الندوة أكثر أناقة، وتمنّى لو لم يرَ غطاء طاولة «مجعلك»، وحبذا لو كانت الأرض «ممسوحة» بشكل جيد».. يتابع الدكتور عصمت: «يجب ألا يُعامل الطفل باستهانة، فهو حساس وذكي، وهو ينتقد أكثر بكثير من النقاد الكبار. وعلينا الاهتمام بتجهيز مسرح الطفل بتقنيات حديثة مثل الخارج, وحتى «الأفيشات» يجب أن تكون بارعة التصميم على يد فنان تشكيلي مهمّ من أجل أن يضيف الطفل الأفيش إلى مكتبته ويحتفظ به. ويجب الاعتناء بالذوق الجمالي، وأنا أشجّع أن يذهب المسرح إلى المحافظات، ولكن طالما عندنا دور مسرح مجهزة لا بأس بها, فلا بدّ من أن نستدعي المدارس لحضور العروض.
الإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي
» غزوان قهوجي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي
» مختبر فضا المسرحي
الأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي
» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي
» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي
» مقالة جميلة عن مولانا
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي
» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي
» أم سامي
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب
» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب
» حكايا طريفة
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب
» السر بشهر العسل
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب
» عندما يتفلسف الحمار
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب
» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب
» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب
» شو كان لازم يعمل ؟
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب