مسرحية : الــشريـط
الشخصيات حسب الظهور:
1- المدير
2- المستخدم
3- فنان
ما بين خطين مائلين /../ لهجة عامية
(( بقعةضوء مُسَلطة على مدخل صالة الزرازير للفنون التشكيلية - على المدخل شريط معلّق يسمح بالمرور من خلفه الى الصالة ويوحي بان هناك معرضاً لم يفتتح بعد - تنتقل بقعة الضؤ فتظهر مدير الصالة وهو يبحث في دروج طاولته عن شيء ما . يستمرالمدير في البحث حتى تكشف لنا الاضاءة العامة شيئا فشيئا محتويات المكان . المكان . مكتب ضمن صالون يُفْضي الى مدخل صالة العرض وعلى جوانبه بعض اللوحات التشكيلية المتنوعة وفي الاعلى لافتة قماشية كبيرة تعلن بألوان زاهية جذابة عن إقامة اكبر معرضٍ ٍ للشموع يرعاه مختار حي الزرازير ويقيمه الفنان معطي أبو الوفا //
عشتـــــار
22-06-2007, 03:29 AM
المدير : // مازال منهمكاً في البحث وعلى طاولته الكثير من الاوراق //
غريب.!!. ياجماعة ..بيدي وضعت الخطاب هنا // مؤكدا // هنا
// يضرب بيده على الطاولة بعصبية فتتطاير بعض الاوراق يضرب الاوراق المتطايرة برجله وكأنه يضرب كرة قدم ثم يدوس فوقها كمن يدوس نملا //
لاحول ولا قوة الا بالله // ينادي المستخدم // ولك يا عباس // يحدث نفسه // مستخدمٌ غبيّ // يرن الجرس مراتٍ عديدة فيلفت نَظَرَهُ أن سماعة الهاتف موضوعة ٌعلى الطاولة // لكْ لكْ لكْ ...لعن الله النسيان // يأخذ السماعة // ألو .. // لا أحد يجيب // أحسن // يَضَعُ السماعة بقّوة على الهاتف // لقد اتصل بي رجل يريد أن يتحدث مع الفنان القائم بالمعرض ونسيت أن أرسل في طلبه .عموماً أنا هنا مدير صالة ولست عامل مقسم لأقول / يافلان احك مع علان ويازيد احك مع عبيد /
المستخدم :/ يدخل // أمرك أستاذ
المدير : // وقد نسي أنه أرسل في طلبه // نعم ؟... ماذا تريد أنت أيضا ؟...
المستخدم : عفواً أستاذ .. أنت أرسلت في طلبي
المدير : أنا أرسلت في طلبك ؟...
المستخدم : ألم ترن الجرس مراراً يا أستاذ ؟
المدير : // يَفْطَن // أه .. صحيح .. أنا كنت أرنّ الجرس
المستخدم : مرني أستاذ .....// يرى الأوراق مبعثرة // أفْ أفْ أفْ ..ما هذا يا أستاذ ؟ // //يلم الاوراق المبعثرة//
المدير : عباس ..هل عثرت على أوراق الـ..
المستخدم : // مقاطعاً //نعم نعم .. ها أنا ألمّها يا أستاذ
المدير : / لك عباس / لا تخلط عبّاس ع دباس / هذه الاوراق أنا بعثرتها
المستخدم : // مستغربا // أنت بعثرتها يا أستاذ ؟؟!!.. هَهْ..// يبعثرها ثانية بعد لمّها /
المدير : لِمَ بعثرتها يا عباس ؟..
المستخدم : حيّرتني يا أستاذ ألمها تقول لي: أنت بعثرتها ، أبعثرها تلومني على لمّها /
المدير : لمّها يا عباس ..لمها
المستخدم : حاضر أستاذ // يلّم الاوراق ثانية //
المدير : أنا أسألك عن أوراق غير هذه الاوراق
المستخدم : أية أوراق ياأستاذ ؟
المدير : أوراق مكتوب عليها الخطاب
المستخدم : الخطاب ؟ أيّ خطاب ؟!!
المدير : (( وقد خرج عن طوره )) / هُوْ هُوْ / يعني تريد مني أن أشرح لك من / طقطق للسلام عليكم ؟/ أسألك عن أوراق الخطاب الذي سألقيه الآن أمام المختار قبل قصّه الشريط وافتتاحه للمعرض . هل فهمت عن أي أوراق أسألك ؟
المستخدم : الآن فهمت ياأستاذ . والله لم أعثر على أيّ خطاب . أنت تعرف ياأستاذ بأن كل ورقة مهما كان نوعها لا أرميها الا بعد أن أطلعلك عليها واحصل على موافقة منك باتلافها .
المدير : ابحث معي عن الخطاب لعلنا نجده سريعا .
المستخدم : أمرك ياأستاذ (( يبحث معه ويُحَدَّثُ نفسَه من تحت الطاولة )) أَدُور ..ولا أعرف عن أي شيء أدور / سيْدى .. دُوْرْ وْبَسْ / .. أستاذ مالون أوراق الخطاب ؟
المدير : لونها ؟ على ما أذكر (( لا يفطن )) المهم ليست الأوراق بيضاء (( يعودان للبحث ثم يسأل المدير نَفْسَه )) هل من المعقول أن أكون قد نسيتُ هذا الخطاب في الغرفة الثانية ؟!! ربما ..سأذهب لأتأكد (( يخرج ))
المستخدم : ( يتوقف عن البحث ) أفْ ..ماذا أفعل ؟ مديري وأعرفه، ينسى بشكلٍ لا يُصدَّق ملك النسيان . كثيراً ما استدعاني ونسي لم استدعاني . الحمد لله انه ما زال يذكر الطريق الى الصالة . ( يدخل المدير فيعود المستخدم للبحث ) طمئني يا أستاذ ..ان شاء الله وجدته ؟
المدير :ما هو يا عباس ؟
المستخدم : إيه !!!.. الخطاب ياسيدي .
المدير : ( يفطن ) أوه ..صحيح الخطاب .. لا يا عباس .. لقد تذكرت عند وصولي إلى الغرفة بأنها مغلقة منذ البارحة ..طمئني ..هل وجدت شيئاً أنت ؟
المستخدم : لا والله يا أستاذ .. بكل أسف ... أستاذ .. ألا يمكن أن تكون قد نسيت هذا الخطاب في البيت مثلاً؟...
المدير : ( منفعلاً ) أقول لك وضعته هنا وتقول لي نسيته في البيت ؟..( يضرب على الطاولة) هنا وضعته، هنا ..أنا ذاكرتي قوية ولا أنسى شيئا .
المستخدم : بالفعل . أنا أشهد أن ذاكرتك قوية .. قوية جدا يا أستاذ ..لدرجة أنك لا تذكر ش..ش .. عفوا لا تنسى شيئا أبدا إسألني أنا .. لكن .. جَلَّ من لا ينسى يا أستاذ يعني ألا يمكن أن...
المدير : ( يقاطعه مُغَيراً لهجته ) عباس
المستخدم : نعم أستاذ ؟
المدير : أيمكن أن تكون قد سقطت مني سهواً وأنا في المغاسل؟
المستخدم : يمكن يا أستاذ يمكن .. كل شيء جائز
المدير : طيب أذهب الى المغاسل بسرعة وتأكد لي من ذلك
المستخدم : حاضر يا أستاذ ( يحدث نفسه وهو خارج ) والله عال . لم يبق علي الا أن أبحث في المغاسل ..ايه / الله يجيرنا من الأعظم / ( يخرج )
المدير : (( يبحث ثانية بين الأوراق )) لعن الله الشيطان .. دائما أوراقي مبعثرة مبعثرة ..
(( يمسك بعضها ويجعلكه ويرميه بعصبية في سلة المهملات ثم يراجع نفسه )) لك .. كيف أرميها وما فيها يخصّ شؤون الصالة ؟. (( يُخْرِجها من الّسَّلَّة ويعيد فتحها واعادتها الى ما كانت عليه )) سأنظر في شأنها غدا .
(( يرفع المصنف وينظر تحته بعصبية )) أف ..لو كان هذا الخطاب إبرة لوجدته (( يخلع جاكيته من شدة الحر ويرمي به مغتاظاً على كرسيّ قرب الباب)) أيّ موقف حَرِج سَتَتَعَرَّضُ له ياراضي ؟.. كيف ستُلقي خطاباً عن ظهر قلب أمام المختار وأنت لا تعرف أن تركّب جملتين مفيدتين ؟ ساعتها . ستنشق الأرض وتبلعك .. ساعتها ؟.. ولم ساعتها ؟!! الآن وقبل أن يأتي المختار يزخّك العرق من رأسك حتى قدمك (( يمسح العرق عن وجهه ثم عن صدره فَتَتَوَقَّف يده فوق جيب قميصه يجمد قليلاً ثم يتحسَّس ما بجيبه ثانية فينتابه فرحٌ طفولي )) هُوَ !! إنه الخطاب !!! (( يخرج أوراق فسفورية اللون كَلَوْن الشريط المعلق لِقَصهِ لحظة الافتتاح ويقبل الاوراق بحرارة )) لعن الله النسيان . أنا الذي وضعت الخطاب في هذا الجيب للحيطة والحذر ونسيت، المهم أني وجدته في الوقت المناسب
المستخدم : (( يدخل فيخفي المدير الخطاب )) استاذ لقد بحثت في المغاسل ولم أجد شيئا
المدير : شكراً يا عباس (( يتصنَّع الارتباك )) عليّ أن أسرع في كتابة خطاب غيره .. عباس ..دعني وَحِيداً ولا تدع أحداً يدخل علي أبداً .
المستخدم : أمرك أستاذ (( يحاول الخروج فتتزامن رؤيته لجاكيت المدير مع رنّ الهاتف . عباس يحمل الجاكيت ويُرتبه والمدير يجيب على الهاتف .)).
المدير : ألو ألو .. أهلا وسهلا .. على عيني ورأسي ((ينادي المستخدم )) عباس .
المستخدم ( يبادره وهو يحمل الجاكيت )) أستاذ من الافضل أن تلبس الجاكيت حتى يبقى بزهوته عند قدوم المختار
المدير : معك حق .. (( يضع سماعة الهاتف على الطاولة ويلبس الجاكيت )) البسني أياه يا عباس
المستخدم : (( يلبسه الجاكيت ويصلح له هندامه )) ما شاء الله ياأستاذ ما شاء الله عريس .. والله عريس وابن عشرين / صلاتك يا نبي /
المدير : شكراً يا عباس شكراً . هذه عين الرضى .. أرجوأن يراني المختار كما تراني أنت .
المستخدم : بل سيراك أجمل مِمّا أراك
المدير : / من فمك لأبواب السما / . كما قلت لك يا عباس . اقفل الباب ولا تدع أَحَداً يدخل علي .واذا أردت الدخول أنت فادخل من هذا الباب (( يشير الى باب الصالة )) ولا تدخل علي من الباب الرئيسي الا اذا جاء المختار . مفهوم ؟
المستخدم :أمرك أستاذ (( ينظر الى الساعة )) استاذ اعتقد بأنك لن تجد الوقت الكافي لتكتب خطاباً غيره . لأن موعد الافتتاح الساعة السادسة والان الساعة أكثر من السادسة والثلث وأعتقد بأن المختار لن يتأخر أكثر من ذلك
المدير : سأحاول كتابة رؤوس أقلام فقط . بسرعة .. هيا أخرج يا عباس ونفذ ما أمرتك به
المستخدم : أمرك أستاذ .. لكن عفوا .. سماعة الهاتف على الطاولة يا أستاذ
(( وهو خارج يعقب على تصرفات المدير )) / وَلاَ ذَرَّهْ / "يخرج"
المدير : لكْ لكْ لكْ (( يسرع ويحمل السماعة )) ألو ألو (( لا أحد يجيب )) أحسن (( يضع السماعة على الهاتف)) لقد اتصلت زوجة عباس .. تريد التحدث مع عباس ..وأنساني الوسواس الخناس .. أن أخبر عباس / سِيْدِي / الوقت لا يتسع للحديث مع عباس ولا مع ابن فرناس . المهم أن أتدرب على الخطاب ( يبحث عن الخطاب فلا يجده ) / لك لك / عدنا للبحث عن الخطاب مرة أخرى ( يتساءل) أين وضعته يا راضي أين وضعته ؟/ العمى / الآن كان الخطاب بيدك هل من المعقول أن أقول لعباس أني عثرت على الخطاب وأضعته فورا ؟ ( يقترب من الطاولة ) لالا .. سأترك كل شيء وعلى حاله لأنيّ وضعته فوق .. لكن فوق ماذا ؟... الله أعلم ( يلمح طرف الخطاب ) / هَهْ / ها هو الخطاب تحت المصنف الحمد لله سليمة هذه المرة لن أتركه من يدي بعد الآن حتى ألقيه .. بعدها ألقيه ( يفتح الخطاب ليتدرب عليه ) ياراضي لقد تدربت عليه في البيت بما فيه الكفاية (يراجع نفسه ) / وَلَوْ / عليك أن تَتَدَرَّبَ على إلقائه حتى قدوم المختار لتقرأه أمامه / كَرْجْ الماء / ليكون هذا الخطاب قنبلة الموسم ( يقرأ ) سيّدي القدير مختار حي الزرازير (( يتخيل تصفيقاً حاراً وصفيراً فيلوح بيديه للمصفقين حتى يهدأ التصفيق )) شكرا شكرا (يتابع قراءة الخطاب ) سيّدي أن هذه الجموع / التي احتشدت في هذه الربوع .. قد وقفت في خشوع ... وبها عطش وجوع لتبثّك الحب في معرض الشموع (يتخيل التصفيق ثانية ويشكر بيديه الناس حتى يهدأ الصفير ) شكراً يا أهالي حي الزرازير يا فرافير يا عصافير ....لقد غمرتموني بحبكم ( يعقب على ما قرأ ) يا سلام .. يا سلام .. كلمة طنّانة رّنانة كتبها لي شاعر حي الزرازير كل أواخر كلماتهاأوع ...بوع .كم سَيُسَرُّ المختار حين سماعه لها ، وبعد أن أنهى القاء الكلمة ( يمثل ما يقول وكأن المختار حاضر ) سأقف بجانبه لألتقط معه صوراً تذكارية مرة مبتسماً .. وأخرى متأملاً .. وثالثة شامخاً لا يعجبني العجب ( يراجع نفسه ) لالا .. هذه كبيرة عليَّ وأنا مع المختار. المهم أني سأقف كل مرة بشكل يختلف عن الآخر حتى يكون عندي / البوم / من الصور وأنا بجانبه ..بعدها أدعوه لقص الشريط .. تفضل يا مولاي قص الشريط بيديك المقدستين الرائعتين (يتخيل أن المختار قد قص الشريط فيصفق هو للمختار ويتبع تصفيقه تصفيق حار وبعد أن يهدأ التصفيق ينحني قائلاً) تفضل يا مولاي شّرف المعرض وشّرف الصالة بدخولك اليها شرف يا سيدي شّرف .. ( يدخل الفنان فيلحظ المدير دخوله ويعدّل فوراً وقفته ويغيّر لهجته مخاطباً الفنان )) تفضل أستاذ تفضل ( يُخفي الخطاب ) .
الفنان : ( معتذرا بكل لباقة ) عذراً أستاذ لإعادتي الحديث عليك ثانيةً. الشموع أشعلتها قبل افتتاح المعرض بربع ساعة على الأقل ليكون كل شيء جاهزا ، وما دام كل شيء جاهزاً ..لِمَ لا نسمح للزوار المحتشدين على الباب بالدخول ؟
المدير : ( داعياً الفنان للجلوس ) تفضل استاذ ..اجلس ((يجلس الفنان قلقاً ويجلس المدير ثم يصلح كرافته)) يا أستاذ .. كيف تريد منا أن ندخل الزوار الى المعرض قبل الافتتاح ..استاذ معطي - وحتى لا تعيد هذا الحديث علي مرة اخرى - أعيد عليك ما قلته بكل وضوحّ . قَصُّ الشريط أولاً ...وافتتاح المعرض ثانياً
الفنان : يا أخي أنا أقص الشريط
المدير : نعم ؟! أنت تقصّه ؟! والله عال. يعني قص الشريط ../ هِرْطَقْ / هكذا ؟!!! أنت أَدْرَى بأن قص الشريط من اختصاص المختار .
الفنان : اختصاص ؟! وهل يحتاج قص الشريط الى دراسات عليا حتى يكون قَصُّهُ اختصاصاً؟
المدير : قلت لك لا تعدْ هذا الموضوع عليّ مرة أخرى .
الفنان : كيف لا أعيده عليك وأنا لا علاقة لي معك الا من خلال هذا الموضوع ؟
المدير : قص الشريط من اختصاص المختار وكفى
الفنان : طيب : .. لنفترض أن المختار لن يأتي .
المدير : لالا .. سيأتي
الفنان : أنا أقول لنفترض ..
المدير : ساعتها لكل حادث حديث . لكني متأكد بأنه سيأتي ، لأني أعرف دقة مواعيده .
الفنان : واضح ..دقة مواعيده واضحة جداً
المدير : الغائب عذره معه يا أستاذ
الفنان : يا أستاذ الواجب يفرض علينا أن نفتح باب المعرض في الموعد المحدد لكل من جاء طَوْعَ الخاطر . وأنا ما أقمت معرضي _ / وعلى نفقتي الخاصة/ الاَ لكلَ من يرغب في المجيء بمبادرة ذاتية . طيب .. ألا يمكن أن تقام المعارض عندكم بدون هذا الشريط ؟
المدير : نعم ؟!. تقول عندنا ؟!! يعني جنابك من (هوليود) يا أستاذ ؟!!
الفنان : لالا .. أنا واحد من سكان حي الزرازير ويشرفني ذلك لكن قصدت بكلمة عندكم يعني في صالتكم الموقرة لأني كثيراً ما أقمت معارض في صالاتٍ أخرى في غير حينا ولم يحدثني أحدٌ هناك عن تعليق شريط أو قص شريط أو ما يجرّوراءه هذا الشريط
المدير : ليس عندهم هناك قص شريط .. لأن أمورهم / خَليطْ مَليط/ انهم لا يعرفون الأصول
الفنان : بل قل لا يعرفون الشكليات
المدير : شكليات ؟!! له يا أستاذ له . يعني اذا اتفق الناس على يوم سموه عيد العمال تكريماً لكل عامل وعلى يوم لتكريم الأم سموه عيد الأم فان ذلك يعني بنظرك شكليات ؟!!
الفنان :لا أبداً .. لأن هذا اليوم الذي ذكرت هو رمز لِلْمُحْتَفَى به لكن شتّان بين رمز هذا اليوم وبين قص الشريط
المدير: قصّ الشريط من قبل المختار ،يعني تكريماً لمعرضك.
الفنان: يا أخي..أنا متنازل عن هذا التكريم
المدير : ان تنازلت أنت فنحن لن نتنازل ولا نرضى بحالٍ من الأحوال إلاّ أن نُكرمك. يعني اذا لم تُكَرَّمِ الصالة المعطائين وبخاصةٍ إذا كانوا من أبنائها يا سيد معطي - فمن تكرم ؟ (( يفطن بالخطاب )) أخ .. الخطاب..
الفنان: نعم؟
المدير : سلامتك ..(( وهو يدس يده الى جيوبه بحثا عن الخطاب ))
الفنان : مابك ياأستاذ ؟!
المدير: الحك يا أستاذ ..الحك. انتابني حكّة فجائية
الفنان: يظهر أنها بوادر تحسس.
المدير : ( وهو يحك باحثاً في جيب بنطاله ) ربما .. أنا أعرف بأنني حسّاس أكثر من اللازم .. لست أدري ماذا أفعل لهذه الحساسية المفرطة (( تلوب عيناه بحثاً عن الخطاب ))
الفنان : (( محدثاً نفسه )) غريب هذا الرجل .. يتحدث / شَرويِ غروي شَنَنيِ مَنَنيِ / أحدثه عن التحسس ويحدثني عن الإحساس / شغلة فايته ببعضها / ((يقلده في الحك )) حساسيّه ..
المدير : (( يراه )) يظهر أن عدوى الاحساس قد أصابتك ياأستاذ
الفنان: الاحساس ؟!!! (( يزفر زفرة مسموعة )) لا حول ولا قوة الا بالله (( يغير الحديث )) دعنا من تحسسك وأحاسيسك وتفضل افتتح المعرض
المدير ( يظهر عليه الارتباك ويحاول اخراج الفنان ليتمكن من البحث عن الخطاب ) أستاذ ..خمس دقائق ويتم الافتتاح .. اذهب أنت وتأكد من جاهزية المعرض.
الفنان : ( يبعد يد المدير عن كتفه ) قلت لك يااستاذ اني متأكد من جاهزيته قبل الافتتاح
المدير : أنا معك .. ولا أشك بحرصك واهتمامك . لكن للحيطة والحذر لا أكثر
الفنان : ( والمدير يحاول اخراج يديه ) صبر جميل وبالله المستعان .. حاضر .. سأنتظر خمس دقائق "مؤكداً" خمس دقائق فقط
المدير : نعم خمس دقائق بالتمام والكمال
الفنان : لكن أخشى ان تترهل هذه الخمس دقائق .. لتصبح......
المدير : ( مقاطعا ) لالا خمس دقائق بالتمام ... ( يخرج الفنان ) / العمى ) صار هذا الخطاب قصة عنتر .. أين وضعته يا راضي أين وضعته ؟...( يبحث بين الأوراق ) لعن الله هذه الأوراق .. كل يوم أتصبّح بها ( يضربها بمقلوب يده فيقع بعضها على الأرض ويظهر الخطاب ) / هه. ها هو الخطاب ( يمسكه ) قسما عظما لن أتركه بعد هذه المرة مهما كلف الأمر .. طيب لماذا كلما دخل أحد عليّ أخفيه ؟!!!... ثم .. من يخطر بباله أن يسألني ما هذا ؟ أخطاب أم بطيخ؟.. حتى ولو سألني أحدهم .. وعرف أنه خطاب ما الخطورة في المسألة ؟ ( يلم الأوراق المبعثرة ويعيدها الى مكانها ) قال أفتح المعرض قبل قص الشريط!!../ هه .. / انه يحلم حلم ابليس في الجنة .. ليطمئن .. لن أفتتح المعرض قبل قص الشريط حتى لو ألغيتُ المعرض كله .أصلاً ماذا يهمني أنا من المعرض غير قص الشريط ؟.. لأن قصة يستوجب حضور المختار، وحضور المختار يستوجب حضور من لَفّ لَفّ المختار .وعندها أجد مناسبة عظيمة لأقدم له آيات التبجيل والاحترام ، لأحصل منه على بسمة الرضى عنّي وبذلك أبقى متوليا شؤون صالة الزرازير . لا المعرض يهمني ولا القائم به ولا من جاؤا لحضوره ولا الفن التشكيلي برمته . كلهم مجانين .. والله العظيم كلهم مجانين . قال هذا الذي اسمه ( لا يتذكره ) على كل اسمه مكتوب بالخطاب (وهو يفتحه) يجب ان أجد حلا لهذا النسيان ( يبحث في الخطاب فيجد الاسم ) / هه / .. رَاْمبْرانْتْ .. قال عندما احترق معرضه وبداخله قطة سألوه على من تحزن أكثر أعلى معرضك أم على القطة ؟ فأجاب بكل غباء، على القطة .أهلين هارون أبو القط ( ينخر ويموء كالقطة ) ثم هذا الثاني الذي اسمه، ما اسمه؟!..(يحاول التذكر ) قريب من كلمة الجوخ..جوخ ؟ فوخ .. لوخ ؟ ( يفتح الخطاب ويقرؤه ) هه .. فان كوخ ..( يحدث نفسه ) كوخ .. يجب أن لا أنساه بعد الان.. لأن الكوخ يعني البيت الصغير، أتذكر البيت الصغير فأفطن بالكوخ . /قال/ هذا الكوخ، طلب من خطيبته أن تذهب معه في رحلة فلم يوافق ابوها وليثبت هذا الكوخ لأبيها بأنه يحب أبنته وضع يده فوق الشمعة المشتعلة ولم يرفعها حتى أحترقت، ولما شم أبوها رائحة جلد كفّه المحترق، سَمَحَ لها بالخروج معه / قال يحرق إيدو قال ؟!!أي يحرق نفسه ونفسها ونفس ابوها معها / /لُكْ/ ولم يكتف بذلك بل قال / ايش / ؟ قال قطع أذنه وقدمها هدية لخطيبته الموقرة يعني صار بأذن واحدة أهلين كوخ أبودان ../ طيب كيف بدو يحط النظارات ؟/ سواء عليه أقطع أذنه أم قطع نَفَسَه / هه ياهلخبر / ايه .. الجنون فنون
المستخدم : ( يدخل مسرعا من الباب الرئيسي ) أستاذ
المدير : ما بك يا عباس ؟!! هل جاء المختار ؟!!
المستخدم : لا ياأستاذ
المدير : لماذا دخلت اذا كالمقروص ومن هذا الباب أيضا ؟!!
المستخدم : يا أستاذ الزوار ملوا الإنتظار وغادر بعضهم المكان
المدير: غادروا المكان ؟!! هذه مشكلة جديدة لم أحسب لها حسابا ( يحدث نفسه ) يعني اذا ذهب الناس وخلا المكان ، وجاء المختار / يا عين أبوك يا راضي / ماذا ستقول ساعتها للمختار ؟/ وَيْ وَيْ وَيْ / (يخاطب عباس) / يا عباس .. لِمَ تركتهم يذهبون ؟ هيا الحق بهم وقل لهم ان المختار في طريقه الينا
المستخدم : حاضر أستاذ .. لكن عندي لك خبر سار
المدير : ما هو يا عباس
المستخدم : لقد طلب مني صحفي في صحيفة الزرازير ان أخبرك بأنه سيجري معك تحقيقا صحفياً حول المعرض فور افتتاحه
المدير: أوه .. عظيم / أي هاه / من زمان جئنا بمثل هذه الاخبار السارة يا عباس (( وقد نسي حديثه السابق)) عن أي شيء كنت أحدثك قبل قليل ؟
المستخدم : حدّثتني في مواضيع كثيرة
المدير : أقصد الموضوع الأخير
المستخدم : تقصد موضوع الأوراق ؟
المدير: / لُكْ/ لالا.. الموضوع الذي كنت تحدثني عنه الآن
المستخدم : آه تقصد موضوع الصحافة ؟.
المدير : لالا.. الذي قبله
المستخدم : تقصد الجمهور ؟
المدير : / أيوه / الجمهور . هّيا يا عباس .. أسرع وقل لهم ان المختار في طريقه الينا ..هيا لا تدع أحدا يذهب
المستخدم : حاضر يا أستاذ ( يخرج )
المدير : / أي هاه / من زمان وأنا أنتظر مثل هذه المقابلة الصحفية . الله يا راضي الله .. فُتِحت أبواب المجد لك . الآن سيجلس الصحفي أمامك ( يقلد جلسته وحديثه ويبدأ بالأسئلة ) / أي نعم / أستاذ راضي الكريم .. هل لك أن تحدثنا عن أنشطة صالتكم بشكل عام وعن معرض الشموع المقام فيها حاليا بشكل خاص ؟ والى أى مدرسة ينتمي هذا المعرض ؟ (يقف مسرعا ويحك أنفه ) آخ .. يا عيني .. يعني اذا سألني الصحفي الى أي مدرسة ينتمي ماذا سأقول له؟..أ إلى المدرسة الاعدادية أم الثانوية ؟.. الحمد لله اني فطنت بالصّدفة الى هذه المسألة الهامة التي لا جواب لها عندي . لذا .. علي ان أسأل الفنان فوراً عن المدرسة التي ينتمي اليها معرضه ( يحاول الخروج فيتزامن خروجه مع دخول الفنان مسرعاً )
الفنان : أستاذ .. ها قد مضى أكثر من خمس دقائق على موعدك الأخير يعني نكون بذلك قد تركنا الناس تنتظر طويلاً طويلاً . تفضل وافتح المعرض كما وعدت
المدير : ( يتلكأ ) نعم يجب أن أفتح المعرض ..لكن ياأستاذ ..
الفنان : أيّ لكن ؟!!
المدير : أَنْسَيتني ماذا كنت أريد أن أسألك "يحاول التذكر".ماذا؟..ماذا؟ "لا يفطن"المهم المشكلة مشكلة قص الشريط
الفنان : ياأخي أنا أقصه وليكن الطوفان ( يتقدم ليقصه )
المدير : ( يخبئ الخطاب في جيبه ويلحق به محاولا تهدئته ) مهلاً يا أستاذ مهلاً عملك هذا لا يجوز لأنه خرق للعادات والتقاليد والقوانين المرعية . أنت فنان ، والفنان حريص علىأن تسير الأمورعلى ما يرام
الفنان : (هه؟!!) وهل تسير الأمور في نظرك على ما يرام؟ ثم..من قال لك أنّ قصّي للشريط فيه خرق للعادات والتقاليد والقوانين !!من أوجد هذه القوانين ؟من شرّعها؟ حمورابي أم جنابك أنت؟ قصّ الشريط من قبلي لا يجوز أما أنتظار الناس من دون أن تقيم لهم وزناً فهذا لا يجوز /!!!/ افتح المعرض يااستاذ وان أراد المختار الحضور اليوم أو غداً فالمعرض مفتوح له ولكل الناس .. وأن كنت تخشى تحمل مسؤولية قصّه فأنا أتحمل كل المسؤولية ( يقترب ليقصه ).
المدير : (( يمنعه )) هدئ أعصابك يااستاذ معطي هدئ أعصابك. أنت منفعل، والانفعال في مثل هذه اللحظة غير مُسْتَحب ياأستاذ .الفنان صدره رحب وطبيعته هادئة
الفنان : عن ايّ هدوءٍ تتحدث ؟. الهدوء في مثل هذه اللحظة موت
المدير: علينا ان نقدر الظروف
الفنان : لِمَ لَمْ تطلب من نفسك أن تقدر الظروف ؟..أستاذ .. قلت لك إني أشعلت الشموع منذ وقت طويل واذا ذابت سيحدث مالا تحمد عقباه وانا أحملك شخصياً مسؤولية ما سيحدث. أتسمع ؟.أنا سأحملك تبعات كل ما سيحدث
المدير : ياأستاذ ..أنت تحمل الموضوع أكثر مما يحتمل
الفنان : لأني أدرى بنتائجه منك
المدير : أدرى مني ؟!!. أعذرك لأنك منفعل والمنفعل لا يتصرف بحكمة
الفنان : أنا الذي أتصرف بحكمة
المدير : لهجتك وتصرفاتك لا تدلان على ذلك
الفنان : تصرفاتي ردّةُ فعلٍ على ما يجري .. يعني أتريد مني أن أستلقي هكذا (( يستلقي على الديوان ويحدثه بهدوء مصطنع )) وأحدّثك بكل برود واقول لك : أستاذ راضي متى ترغب في افتتاح المعرض ؟ اليوم؟..أم غدا؟..أم بعد غد ؟..(( يجلس ويضع راحتيه على ركبتيه )) هل ستكون ساعتها راضياً يا سيد راضي ؟ (( يقف منفعلاً )) ياأخي ميزان الحرارة يعطيك درجة الجو الذي تضعه فيه فكيف بالانسان ؟ طفح الكيل يا أستاذ طفح الكيل . احترم الناس . احترم الوقت .احترم الفن ..احترم نفسك على الاقل .
المدير :لالا ياأستاذ هذا التهجّم لا أسمح به أبداً أبداً
الفنان : سمحت أم لم تسمح . أقسم بالله وأعيدها ثانية اقسم بالله، ان لم تفتتح المعرض بسلام فسأفتحه بوسائلي الخاصة ..أتسمع ؟..
المدير : (( في زاوية المسرح يحدث نفسه )) علي أن أتحاشى الصدام معه وان أمتصّ غضبه (( يحدثه بلهجة رضيّة )) على الرغم من اهانتك لنا ..فان من واجبنا ان نتحملك لأنك في صالتنا .. لكن مالذي يمنع ان ننتظر بضع دقائق حتى قدوم المختار ؟
الفنان : يااخي الا يعلم المختار ان الافتتاح في الساعة السادسة أم انك لم تبلغْه ذلك ؟!!
اتصل به فاذا أراد أن يأتي فأهلا وأن لم يرغب في القدوم فأهلا وسهلا. ثم .. اترك له الشريط معلقاً ليقصه متى يشاء وندخل الزوار من الباب الخلفي..((يحمل الهاتف ويضعه أمامه بقسوة )) تفضل ..اتصل به .
المدير : (( مُحْرَجاً )) أجل سأتصل به
الفنان : / اتصل وخلّصني/
المدير : انتظر يارجل / شو آخدينها مقطوع ؟./ لُكْ على هلشغلة / دعني أبلع ريقي واستردّ أنفاسي / أيه.. والله عال / طيب دعني انت وأذهب الى الجمهور وقل لهم ان المعرض سيفتح بعد قليل .
الفنان : يعني متى بعد قليل ؟!!.
المدير : يعني بعد المكالمة
الفنان : إذاً أوعز لعباس ليفتح لي الباب لأتحدث مع الجمهور القليل المتبقي
المدير : لالا.. كل شيء الا فتح الباب في هذه اللحظة .. سندخلهم من هنا مع المختار بعد قص الشريط.. كلّمهم من النافذة ريثما اتصل
الفنان : حاضر ..أمرك / يابيك / أي احتقار أكبر من أن تتحدث مع من طال انتظارهم ومن النافذة أيضاً؟ / يا عيب الشوم (( يزفر وهو يخرج ))
المدير : (( يقف أمام الهاتف خائفا مرتجفا )) أَأَتصلُ به ؟ وفي حياتي لم اتصل به والله لا اجرؤ.. لكنني مجبرٌ على الاتصال لأن هذا الفنان قد ركب راسه وسيقطع الشريط اذا لم أفتتح المعرض . يعني إذا قص الشريط وجاء المختار ورأى هذه الحالة أكون قد وقعت في مشكلة كبرى. أخ .. ها أنا بين نارين نار المختار. ونار هذا الفَنْفُون القزم ..لذا فأنا مضطر للملاكمة "يصحح خطأه" للمكالمة.( يرفع سماعة الهاتف محاولا الاتصال ) والله هذه المكالمة بالنسبة لي اصعب من قطع الرأس . طيب حتى لو غامرت واتصلت . المشكلة ماذا سأقول له ؟ وكيف ؟..( يضع السماعة على الهاتف ) عليّ أن أرتب جملتين مفيدتين ( يفطن بالخطاب ) سأنقل بعض الجمل من الخطاب ( يبحث عن الخطاب فلا يجده ) / ولْ . ولْ ولْ ./ ضاع الخطاب ..لعن الله هذا الخطاب ..انه كالزئبق ..لا يضيع مني الا في اللحظة الحرجة . أين وضعته يا راضي أين وضعته ؟..
المستخدم يدخل مسرعا من باب الصالة ) أستاذ راضي
المدير : نعم ؟ هل حضر المختار ؟!!
المستخدم : أيّ مختار يا أستاذ !!.. هناك ما هو أهم من المختار
المدير : تقصد الصحافة ؟
المستخدم : لا يا سيدي
المدير : من هو أهم من المختار أذاً ؟!!
المستخدم : الشموع يا سيدي الشموع
المدير : ( ساخراً ) الشموع ؟! ظننتك جئتني بمعجزة .. دعني من الشموع ومن صاحب الشموع وأبحث معي عن الخطاب أين وضعته يا راضي أين ؟...
المستخدم : لكن الوقت ياأستاذ لا يتسع للبحث عن الخطاب .. الأمر أخطر مما تتصور لقد ذابت بعض الشموع وأحرقت أطراف القماش الممدود على الطاولات ياأستاذ والفنان وحده يحاول اطفاءها
المدير : ( لم يسمع شيئا مما قال لأنشغاله بالبحث عن الخطاب ) بَدَلَ / ما تْكرْ وتْبرْ / ابحث معي عن الخطاب بسرعة ."يسأل نفسه".أين وضعته يا راضي أين ؟...
المستخدم : هل سمعت ما قلت يا أستاذ؟ ذابت الشموع ذابت واحترقت أطراف القماش "يقترب من المدير أكثر"يا أستاذ ...أنا أقول ذابت الشموع.
المدير : ( مقاطعاً ) لعن الله الشموع ومن صنع الشموع / خَلَصنا بقا / ( يرن جرس الهاتف ) أجب على الهاتف ياعباس ( المدير يتابع البحث عن الخطاب )
المستخدم : ألو ألو .. نعم ؟!!..أمرك سيدي ( يَسْتُر السماعة بيده ) أستاذ راضي مكتب سيدي المختار يود التحدث إليك
المدير : معي انا ؟.. ( يسرع ليأخذ السماعة فيتعثر يساعده عباس على الوقوف ويعطيه السماعة))
المستخدم : سأدخل لأساعد الفنان وحدي ( يدخل )
المدير : ألو ..أهلا سيدي أهلا ..نعم ؟ مكتب المختار يتحدث معي ؟ أهلا .. سيدي المختار يود التحدث الي ؟.. حاضر ..أنا على الخط ..( يَسْتُر السماعة بيده ) يا ويلتاه .. المختار بذاته يود التحدث معي أخ ..( يسمع أصوات وقوع بعض الأشياء داخل الصالة ) لُكْ ماذا تفعل يا عباس ؟!! إهدأ الآن قليلاً ( يحاول تهدئة نفسه) ما بك يا راضي ؟ لِمَ أنت خائف الى هذه الدرجة ؟ تشجّع ..طالما هو الذي طلبك لا أنت
(يزداد صوت سقوط الأشياء من الداخل مصحوبة بصرخة ) ولك يا عباس ..هل جاءتك الشطارة كلها في هذه اللحظة ؟.. توقف يا عباس ( يرد على الهاتف ) ألو ألو .. من ؟... سيدي المختار ؟؟!!! (بكل ذل ) أهلا بتاج رأسي وَوَلِيّ نعمتي أهلا ..نعم نعم خادمك المطيع راضي يتكلم معك ..وكل رجائه أن تكون راضيا على خادمك راضي ( أثناء المكالمة تعلو أصوات وكأن الباب الخارجي قد كُسِرَ ودخل الى المعرض بعض الناس.(يعلو اللغط تسمع من خلاله بعض الجمل الواضحة مثل - اطفئوا الشموع .. ألقوا بالقماش خارجا اسعفوا الفنان - اتصلوا بالاطفاء- والمدير يتابع حديثه مع المختار . نعم يا سيدي ؟!.. عفوا يا سيدي ..والله لم اسمع ما قلت.)
المستخدم يدخل مسرعاً والاصوات من الخارج ما زالت مستمرة ) ياأستاذ الصالة تحترق ياأستاذ
المدير : ( يستر السماعة بيده ويصرخ في وجه عباس ) اسكت يا عباس .. أنا أتكلم مع سيدي المختار ..(على الهاتف ) ألو سيدي...عفواً يا سيدي.
المستخدم : ( والأصوات تزداد علواً ) أستاذ الصالة تحترق .. اتصل برجال الاطفاء
المدير : ( يستر السماعة ثانية ) ولك أخرس يا عباس .. أقول لك أنا أتحدث مع سيدي المختار .. دعني أسمع ما يقول اسْكُتْ وأَسْكِتْ هذه الأصوات ( يضع اصبعه في أذنه وأذنه الأخرى على الهاتف ) ألو ألو يا مولاي .. ( يبدأ الدخان بالدخول الى المسرح )
المستخدم : يا الهي ..!!.. أقول له الصالة تحترق ويقول اسكت يا عباس ماذا أفعل ؟!..ما علي الا أن أدخل وأساعد هذا الفنان المسكين ( يدخل الى الصالة مسرعاً وسط الدخان )
المدير : نعم يا مولاي ؟... تسألني لم هذا الضجيج ؟.. أنها ...أصوات محبيك الزوار الذين قدموا لحضور المعرض يا مولاي . نعم إنهّا أصواتهم لقد احتشدوا في الصالة .. وكلهم يهتفون لك وينتظرون قدومك بفارغ الصبر .. عفوا يا مولاي أنا لا أسمعك هل تسمعني أنت يا مولاي ؟ ( يعلو صوته ) أنا أقول أنها أصوات محبيك الذين ينتظرون قدومك بفارغ الصبر ..أصواتهم لا تترك لي مجالا لأستمع الى توجيهاتك الكريمة يا مولاي
المستخدم : ( يخرج لاهثا متعبا وهو يشد بيديه الفنان الغائب عن الوعي وقد احترقت يداه ) أسعفنا يا أستاذ ..اتصل بالمستشفى .. بالاطفاء .. الصالة والفنان احترقا.
المدير : / ولك ورْصاص يا عباس / اسكُت وأسكِت هذه الأصوات التي تنبح معك دعني أسمع توجيهات مولاي المختار ( يعيد اصبعه الى أذنه ويزداد خروج الدخان من الصالة واللّغط ما زال مستمراً)
المستخدم : (بارهاق وأسى شديدين وبسعال مستمر وهو يحتضن الفنان خشية االسقوط بينما تصدر عن الفنان أَناتٌ بين الفينة والأخرى ) أسعفنا يا أستاذ . أسعفنا
المدير : (لم يسمع شيئا ثم يصرخ بأعلى صوته وكأنه فقد اتزانه ويقطع صراخه سعال حاد ) اخرسوا جميعا أنا أتكلم مع مولاي المختار
( تتردد هذه الجمل أكثر من مرة بحيث تصل الى مرحلة التداخل فيما بينها تُطفأ الاضاءة العامة وتركز فورا بقعة ضوء على شريط كبير قد علق في مقدمة المسرح وبقعة ضؤ اخرى على شريط المدخل . بحيث لا تُرى شخوص الممثلين بوضوح فيما أصواتهم تَزدادُ علوّاً يستمر المشهد حتى اسدال الستار بحيث يتزامن صمت الجميع مع ضربةَ صنجٍ قوية / لحظة صمت / تسمع بعدها ثلاث ضربات صنج خفيفة ثم تضاء الصالة بانارة خفيفة بحيث تسمح للمتفرجين بالخروج بينما النور المبهر المركز على الشريط الجديد المعلق في مقدمة المسرح لا يطفأ الا بعد خروج الجميع من الصالة .
1/3/1995
الشخصيات حسب الظهور:
1- المدير
2- المستخدم
3- فنان
ما بين خطين مائلين /../ لهجة عامية
(( بقعةضوء مُسَلطة على مدخل صالة الزرازير للفنون التشكيلية - على المدخل شريط معلّق يسمح بالمرور من خلفه الى الصالة ويوحي بان هناك معرضاً لم يفتتح بعد - تنتقل بقعة الضؤ فتظهر مدير الصالة وهو يبحث في دروج طاولته عن شيء ما . يستمرالمدير في البحث حتى تكشف لنا الاضاءة العامة شيئا فشيئا محتويات المكان . المكان . مكتب ضمن صالون يُفْضي الى مدخل صالة العرض وعلى جوانبه بعض اللوحات التشكيلية المتنوعة وفي الاعلى لافتة قماشية كبيرة تعلن بألوان زاهية جذابة عن إقامة اكبر معرضٍ ٍ للشموع يرعاه مختار حي الزرازير ويقيمه الفنان معطي أبو الوفا //
عشتـــــار
22-06-2007, 03:29 AM
المدير : // مازال منهمكاً في البحث وعلى طاولته الكثير من الاوراق //
غريب.!!. ياجماعة ..بيدي وضعت الخطاب هنا // مؤكدا // هنا
// يضرب بيده على الطاولة بعصبية فتتطاير بعض الاوراق يضرب الاوراق المتطايرة برجله وكأنه يضرب كرة قدم ثم يدوس فوقها كمن يدوس نملا //
لاحول ولا قوة الا بالله // ينادي المستخدم // ولك يا عباس // يحدث نفسه // مستخدمٌ غبيّ // يرن الجرس مراتٍ عديدة فيلفت نَظَرَهُ أن سماعة الهاتف موضوعة ٌعلى الطاولة // لكْ لكْ لكْ ...لعن الله النسيان // يأخذ السماعة // ألو .. // لا أحد يجيب // أحسن // يَضَعُ السماعة بقّوة على الهاتف // لقد اتصل بي رجل يريد أن يتحدث مع الفنان القائم بالمعرض ونسيت أن أرسل في طلبه .عموماً أنا هنا مدير صالة ولست عامل مقسم لأقول / يافلان احك مع علان ويازيد احك مع عبيد /
المستخدم :/ يدخل // أمرك أستاذ
المدير : // وقد نسي أنه أرسل في طلبه // نعم ؟... ماذا تريد أنت أيضا ؟...
المستخدم : عفواً أستاذ .. أنت أرسلت في طلبي
المدير : أنا أرسلت في طلبك ؟...
المستخدم : ألم ترن الجرس مراراً يا أستاذ ؟
المدير : // يَفْطَن // أه .. صحيح .. أنا كنت أرنّ الجرس
المستخدم : مرني أستاذ .....// يرى الأوراق مبعثرة // أفْ أفْ أفْ ..ما هذا يا أستاذ ؟ // //يلم الاوراق المبعثرة//
المدير : عباس ..هل عثرت على أوراق الـ..
المستخدم : // مقاطعاً //نعم نعم .. ها أنا ألمّها يا أستاذ
المدير : / لك عباس / لا تخلط عبّاس ع دباس / هذه الاوراق أنا بعثرتها
المستخدم : // مستغربا // أنت بعثرتها يا أستاذ ؟؟!!.. هَهْ..// يبعثرها ثانية بعد لمّها /
المدير : لِمَ بعثرتها يا عباس ؟..
المستخدم : حيّرتني يا أستاذ ألمها تقول لي: أنت بعثرتها ، أبعثرها تلومني على لمّها /
المدير : لمّها يا عباس ..لمها
المستخدم : حاضر أستاذ // يلّم الاوراق ثانية //
المدير : أنا أسألك عن أوراق غير هذه الاوراق
المستخدم : أية أوراق ياأستاذ ؟
المدير : أوراق مكتوب عليها الخطاب
المستخدم : الخطاب ؟ أيّ خطاب ؟!!
المدير : (( وقد خرج عن طوره )) / هُوْ هُوْ / يعني تريد مني أن أشرح لك من / طقطق للسلام عليكم ؟/ أسألك عن أوراق الخطاب الذي سألقيه الآن أمام المختار قبل قصّه الشريط وافتتاحه للمعرض . هل فهمت عن أي أوراق أسألك ؟
المستخدم : الآن فهمت ياأستاذ . والله لم أعثر على أيّ خطاب . أنت تعرف ياأستاذ بأن كل ورقة مهما كان نوعها لا أرميها الا بعد أن أطلعلك عليها واحصل على موافقة منك باتلافها .
المدير : ابحث معي عن الخطاب لعلنا نجده سريعا .
المستخدم : أمرك ياأستاذ (( يبحث معه ويُحَدَّثُ نفسَه من تحت الطاولة )) أَدُور ..ولا أعرف عن أي شيء أدور / سيْدى .. دُوْرْ وْبَسْ / .. أستاذ مالون أوراق الخطاب ؟
المدير : لونها ؟ على ما أذكر (( لا يفطن )) المهم ليست الأوراق بيضاء (( يعودان للبحث ثم يسأل المدير نَفْسَه )) هل من المعقول أن أكون قد نسيتُ هذا الخطاب في الغرفة الثانية ؟!! ربما ..سأذهب لأتأكد (( يخرج ))
المستخدم : ( يتوقف عن البحث ) أفْ ..ماذا أفعل ؟ مديري وأعرفه، ينسى بشكلٍ لا يُصدَّق ملك النسيان . كثيراً ما استدعاني ونسي لم استدعاني . الحمد لله انه ما زال يذكر الطريق الى الصالة . ( يدخل المدير فيعود المستخدم للبحث ) طمئني يا أستاذ ..ان شاء الله وجدته ؟
المدير :ما هو يا عباس ؟
المستخدم : إيه !!!.. الخطاب ياسيدي .
المدير : ( يفطن ) أوه ..صحيح الخطاب .. لا يا عباس .. لقد تذكرت عند وصولي إلى الغرفة بأنها مغلقة منذ البارحة ..طمئني ..هل وجدت شيئاً أنت ؟
المستخدم : لا والله يا أستاذ .. بكل أسف ... أستاذ .. ألا يمكن أن تكون قد نسيت هذا الخطاب في البيت مثلاً؟...
المدير : ( منفعلاً ) أقول لك وضعته هنا وتقول لي نسيته في البيت ؟..( يضرب على الطاولة) هنا وضعته، هنا ..أنا ذاكرتي قوية ولا أنسى شيئا .
المستخدم : بالفعل . أنا أشهد أن ذاكرتك قوية .. قوية جدا يا أستاذ ..لدرجة أنك لا تذكر ش..ش .. عفوا لا تنسى شيئا أبدا إسألني أنا .. لكن .. جَلَّ من لا ينسى يا أستاذ يعني ألا يمكن أن...
المدير : ( يقاطعه مُغَيراً لهجته ) عباس
المستخدم : نعم أستاذ ؟
المدير : أيمكن أن تكون قد سقطت مني سهواً وأنا في المغاسل؟
المستخدم : يمكن يا أستاذ يمكن .. كل شيء جائز
المدير : طيب أذهب الى المغاسل بسرعة وتأكد لي من ذلك
المستخدم : حاضر يا أستاذ ( يحدث نفسه وهو خارج ) والله عال . لم يبق علي الا أن أبحث في المغاسل ..ايه / الله يجيرنا من الأعظم / ( يخرج )
المدير : (( يبحث ثانية بين الأوراق )) لعن الله الشيطان .. دائما أوراقي مبعثرة مبعثرة ..
(( يمسك بعضها ويجعلكه ويرميه بعصبية في سلة المهملات ثم يراجع نفسه )) لك .. كيف أرميها وما فيها يخصّ شؤون الصالة ؟. (( يُخْرِجها من الّسَّلَّة ويعيد فتحها واعادتها الى ما كانت عليه )) سأنظر في شأنها غدا .
(( يرفع المصنف وينظر تحته بعصبية )) أف ..لو كان هذا الخطاب إبرة لوجدته (( يخلع جاكيته من شدة الحر ويرمي به مغتاظاً على كرسيّ قرب الباب)) أيّ موقف حَرِج سَتَتَعَرَّضُ له ياراضي ؟.. كيف ستُلقي خطاباً عن ظهر قلب أمام المختار وأنت لا تعرف أن تركّب جملتين مفيدتين ؟ ساعتها . ستنشق الأرض وتبلعك .. ساعتها ؟.. ولم ساعتها ؟!! الآن وقبل أن يأتي المختار يزخّك العرق من رأسك حتى قدمك (( يمسح العرق عن وجهه ثم عن صدره فَتَتَوَقَّف يده فوق جيب قميصه يجمد قليلاً ثم يتحسَّس ما بجيبه ثانية فينتابه فرحٌ طفولي )) هُوَ !! إنه الخطاب !!! (( يخرج أوراق فسفورية اللون كَلَوْن الشريط المعلق لِقَصهِ لحظة الافتتاح ويقبل الاوراق بحرارة )) لعن الله النسيان . أنا الذي وضعت الخطاب في هذا الجيب للحيطة والحذر ونسيت، المهم أني وجدته في الوقت المناسب
المستخدم : (( يدخل فيخفي المدير الخطاب )) استاذ لقد بحثت في المغاسل ولم أجد شيئا
المدير : شكراً يا عباس (( يتصنَّع الارتباك )) عليّ أن أسرع في كتابة خطاب غيره .. عباس ..دعني وَحِيداً ولا تدع أحداً يدخل علي أبداً .
المستخدم : أمرك أستاذ (( يحاول الخروج فتتزامن رؤيته لجاكيت المدير مع رنّ الهاتف . عباس يحمل الجاكيت ويُرتبه والمدير يجيب على الهاتف .)).
المدير : ألو ألو .. أهلا وسهلا .. على عيني ورأسي ((ينادي المستخدم )) عباس .
المستخدم ( يبادره وهو يحمل الجاكيت )) أستاذ من الافضل أن تلبس الجاكيت حتى يبقى بزهوته عند قدوم المختار
المدير : معك حق .. (( يضع سماعة الهاتف على الطاولة ويلبس الجاكيت )) البسني أياه يا عباس
المستخدم : (( يلبسه الجاكيت ويصلح له هندامه )) ما شاء الله ياأستاذ ما شاء الله عريس .. والله عريس وابن عشرين / صلاتك يا نبي /
المدير : شكراً يا عباس شكراً . هذه عين الرضى .. أرجوأن يراني المختار كما تراني أنت .
المستخدم : بل سيراك أجمل مِمّا أراك
المدير : / من فمك لأبواب السما / . كما قلت لك يا عباس . اقفل الباب ولا تدع أَحَداً يدخل علي .واذا أردت الدخول أنت فادخل من هذا الباب (( يشير الى باب الصالة )) ولا تدخل علي من الباب الرئيسي الا اذا جاء المختار . مفهوم ؟
المستخدم :أمرك أستاذ (( ينظر الى الساعة )) استاذ اعتقد بأنك لن تجد الوقت الكافي لتكتب خطاباً غيره . لأن موعد الافتتاح الساعة السادسة والان الساعة أكثر من السادسة والثلث وأعتقد بأن المختار لن يتأخر أكثر من ذلك
المدير : سأحاول كتابة رؤوس أقلام فقط . بسرعة .. هيا أخرج يا عباس ونفذ ما أمرتك به
المستخدم : أمرك أستاذ .. لكن عفوا .. سماعة الهاتف على الطاولة يا أستاذ
(( وهو خارج يعقب على تصرفات المدير )) / وَلاَ ذَرَّهْ / "يخرج"
المدير : لكْ لكْ لكْ (( يسرع ويحمل السماعة )) ألو ألو (( لا أحد يجيب )) أحسن (( يضع السماعة على الهاتف)) لقد اتصلت زوجة عباس .. تريد التحدث مع عباس ..وأنساني الوسواس الخناس .. أن أخبر عباس / سِيْدِي / الوقت لا يتسع للحديث مع عباس ولا مع ابن فرناس . المهم أن أتدرب على الخطاب ( يبحث عن الخطاب فلا يجده ) / لك لك / عدنا للبحث عن الخطاب مرة أخرى ( يتساءل) أين وضعته يا راضي أين وضعته ؟/ العمى / الآن كان الخطاب بيدك هل من المعقول أن أقول لعباس أني عثرت على الخطاب وأضعته فورا ؟ ( يقترب من الطاولة ) لالا .. سأترك كل شيء وعلى حاله لأنيّ وضعته فوق .. لكن فوق ماذا ؟... الله أعلم ( يلمح طرف الخطاب ) / هَهْ / ها هو الخطاب تحت المصنف الحمد لله سليمة هذه المرة لن أتركه من يدي بعد الآن حتى ألقيه .. بعدها ألقيه ( يفتح الخطاب ليتدرب عليه ) ياراضي لقد تدربت عليه في البيت بما فيه الكفاية (يراجع نفسه ) / وَلَوْ / عليك أن تَتَدَرَّبَ على إلقائه حتى قدوم المختار لتقرأه أمامه / كَرْجْ الماء / ليكون هذا الخطاب قنبلة الموسم ( يقرأ ) سيّدي القدير مختار حي الزرازير (( يتخيل تصفيقاً حاراً وصفيراً فيلوح بيديه للمصفقين حتى يهدأ التصفيق )) شكرا شكرا (يتابع قراءة الخطاب ) سيّدي أن هذه الجموع / التي احتشدت في هذه الربوع .. قد وقفت في خشوع ... وبها عطش وجوع لتبثّك الحب في معرض الشموع (يتخيل التصفيق ثانية ويشكر بيديه الناس حتى يهدأ الصفير ) شكراً يا أهالي حي الزرازير يا فرافير يا عصافير ....لقد غمرتموني بحبكم ( يعقب على ما قرأ ) يا سلام .. يا سلام .. كلمة طنّانة رّنانة كتبها لي شاعر حي الزرازير كل أواخر كلماتهاأوع ...بوع .كم سَيُسَرُّ المختار حين سماعه لها ، وبعد أن أنهى القاء الكلمة ( يمثل ما يقول وكأن المختار حاضر ) سأقف بجانبه لألتقط معه صوراً تذكارية مرة مبتسماً .. وأخرى متأملاً .. وثالثة شامخاً لا يعجبني العجب ( يراجع نفسه ) لالا .. هذه كبيرة عليَّ وأنا مع المختار. المهم أني سأقف كل مرة بشكل يختلف عن الآخر حتى يكون عندي / البوم / من الصور وأنا بجانبه ..بعدها أدعوه لقص الشريط .. تفضل يا مولاي قص الشريط بيديك المقدستين الرائعتين (يتخيل أن المختار قد قص الشريط فيصفق هو للمختار ويتبع تصفيقه تصفيق حار وبعد أن يهدأ التصفيق ينحني قائلاً) تفضل يا مولاي شّرف المعرض وشّرف الصالة بدخولك اليها شرف يا سيدي شّرف .. ( يدخل الفنان فيلحظ المدير دخوله ويعدّل فوراً وقفته ويغيّر لهجته مخاطباً الفنان )) تفضل أستاذ تفضل ( يُخفي الخطاب ) .
الفنان : ( معتذرا بكل لباقة ) عذراً أستاذ لإعادتي الحديث عليك ثانيةً. الشموع أشعلتها قبل افتتاح المعرض بربع ساعة على الأقل ليكون كل شيء جاهزا ، وما دام كل شيء جاهزاً ..لِمَ لا نسمح للزوار المحتشدين على الباب بالدخول ؟
المدير : ( داعياً الفنان للجلوس ) تفضل استاذ ..اجلس ((يجلس الفنان قلقاً ويجلس المدير ثم يصلح كرافته)) يا أستاذ .. كيف تريد منا أن ندخل الزوار الى المعرض قبل الافتتاح ..استاذ معطي - وحتى لا تعيد هذا الحديث علي مرة اخرى - أعيد عليك ما قلته بكل وضوحّ . قَصُّ الشريط أولاً ...وافتتاح المعرض ثانياً
الفنان : يا أخي أنا أقص الشريط
المدير : نعم ؟! أنت تقصّه ؟! والله عال. يعني قص الشريط ../ هِرْطَقْ / هكذا ؟!!! أنت أَدْرَى بأن قص الشريط من اختصاص المختار .
الفنان : اختصاص ؟! وهل يحتاج قص الشريط الى دراسات عليا حتى يكون قَصُّهُ اختصاصاً؟
المدير : قلت لك لا تعدْ هذا الموضوع عليّ مرة أخرى .
الفنان : كيف لا أعيده عليك وأنا لا علاقة لي معك الا من خلال هذا الموضوع ؟
المدير : قص الشريط من اختصاص المختار وكفى
الفنان : طيب : .. لنفترض أن المختار لن يأتي .
المدير : لالا .. سيأتي
الفنان : أنا أقول لنفترض ..
المدير : ساعتها لكل حادث حديث . لكني متأكد بأنه سيأتي ، لأني أعرف دقة مواعيده .
الفنان : واضح ..دقة مواعيده واضحة جداً
المدير : الغائب عذره معه يا أستاذ
الفنان : يا أستاذ الواجب يفرض علينا أن نفتح باب المعرض في الموعد المحدد لكل من جاء طَوْعَ الخاطر . وأنا ما أقمت معرضي _ / وعلى نفقتي الخاصة/ الاَ لكلَ من يرغب في المجيء بمبادرة ذاتية . طيب .. ألا يمكن أن تقام المعارض عندكم بدون هذا الشريط ؟
المدير : نعم ؟!. تقول عندنا ؟!! يعني جنابك من (هوليود) يا أستاذ ؟!!
الفنان : لالا .. أنا واحد من سكان حي الزرازير ويشرفني ذلك لكن قصدت بكلمة عندكم يعني في صالتكم الموقرة لأني كثيراً ما أقمت معارض في صالاتٍ أخرى في غير حينا ولم يحدثني أحدٌ هناك عن تعليق شريط أو قص شريط أو ما يجرّوراءه هذا الشريط
المدير : ليس عندهم هناك قص شريط .. لأن أمورهم / خَليطْ مَليط/ انهم لا يعرفون الأصول
الفنان : بل قل لا يعرفون الشكليات
المدير : شكليات ؟!! له يا أستاذ له . يعني اذا اتفق الناس على يوم سموه عيد العمال تكريماً لكل عامل وعلى يوم لتكريم الأم سموه عيد الأم فان ذلك يعني بنظرك شكليات ؟!!
الفنان :لا أبداً .. لأن هذا اليوم الذي ذكرت هو رمز لِلْمُحْتَفَى به لكن شتّان بين رمز هذا اليوم وبين قص الشريط
المدير: قصّ الشريط من قبل المختار ،يعني تكريماً لمعرضك.
الفنان: يا أخي..أنا متنازل عن هذا التكريم
المدير : ان تنازلت أنت فنحن لن نتنازل ولا نرضى بحالٍ من الأحوال إلاّ أن نُكرمك. يعني اذا لم تُكَرَّمِ الصالة المعطائين وبخاصةٍ إذا كانوا من أبنائها يا سيد معطي - فمن تكرم ؟ (( يفطن بالخطاب )) أخ .. الخطاب..
الفنان: نعم؟
المدير : سلامتك ..(( وهو يدس يده الى جيوبه بحثا عن الخطاب ))
الفنان : مابك ياأستاذ ؟!
المدير: الحك يا أستاذ ..الحك. انتابني حكّة فجائية
الفنان: يظهر أنها بوادر تحسس.
المدير : ( وهو يحك باحثاً في جيب بنطاله ) ربما .. أنا أعرف بأنني حسّاس أكثر من اللازم .. لست أدري ماذا أفعل لهذه الحساسية المفرطة (( تلوب عيناه بحثاً عن الخطاب ))
الفنان : (( محدثاً نفسه )) غريب هذا الرجل .. يتحدث / شَرويِ غروي شَنَنيِ مَنَنيِ / أحدثه عن التحسس ويحدثني عن الإحساس / شغلة فايته ببعضها / ((يقلده في الحك )) حساسيّه ..
المدير : (( يراه )) يظهر أن عدوى الاحساس قد أصابتك ياأستاذ
الفنان: الاحساس ؟!!! (( يزفر زفرة مسموعة )) لا حول ولا قوة الا بالله (( يغير الحديث )) دعنا من تحسسك وأحاسيسك وتفضل افتتح المعرض
المدير ( يظهر عليه الارتباك ويحاول اخراج الفنان ليتمكن من البحث عن الخطاب ) أستاذ ..خمس دقائق ويتم الافتتاح .. اذهب أنت وتأكد من جاهزية المعرض.
الفنان : ( يبعد يد المدير عن كتفه ) قلت لك يااستاذ اني متأكد من جاهزيته قبل الافتتاح
المدير : أنا معك .. ولا أشك بحرصك واهتمامك . لكن للحيطة والحذر لا أكثر
الفنان : ( والمدير يحاول اخراج يديه ) صبر جميل وبالله المستعان .. حاضر .. سأنتظر خمس دقائق "مؤكداً" خمس دقائق فقط
المدير : نعم خمس دقائق بالتمام والكمال
الفنان : لكن أخشى ان تترهل هذه الخمس دقائق .. لتصبح......
المدير : ( مقاطعا ) لالا خمس دقائق بالتمام ... ( يخرج الفنان ) / العمى ) صار هذا الخطاب قصة عنتر .. أين وضعته يا راضي أين وضعته ؟...( يبحث بين الأوراق ) لعن الله هذه الأوراق .. كل يوم أتصبّح بها ( يضربها بمقلوب يده فيقع بعضها على الأرض ويظهر الخطاب ) / هه. ها هو الخطاب ( يمسكه ) قسما عظما لن أتركه بعد هذه المرة مهما كلف الأمر .. طيب لماذا كلما دخل أحد عليّ أخفيه ؟!!!... ثم .. من يخطر بباله أن يسألني ما هذا ؟ أخطاب أم بطيخ؟.. حتى ولو سألني أحدهم .. وعرف أنه خطاب ما الخطورة في المسألة ؟ ( يلم الأوراق المبعثرة ويعيدها الى مكانها ) قال أفتح المعرض قبل قص الشريط!!../ هه .. / انه يحلم حلم ابليس في الجنة .. ليطمئن .. لن أفتتح المعرض قبل قص الشريط حتى لو ألغيتُ المعرض كله .أصلاً ماذا يهمني أنا من المعرض غير قص الشريط ؟.. لأن قصة يستوجب حضور المختار، وحضور المختار يستوجب حضور من لَفّ لَفّ المختار .وعندها أجد مناسبة عظيمة لأقدم له آيات التبجيل والاحترام ، لأحصل منه على بسمة الرضى عنّي وبذلك أبقى متوليا شؤون صالة الزرازير . لا المعرض يهمني ولا القائم به ولا من جاؤا لحضوره ولا الفن التشكيلي برمته . كلهم مجانين .. والله العظيم كلهم مجانين . قال هذا الذي اسمه ( لا يتذكره ) على كل اسمه مكتوب بالخطاب (وهو يفتحه) يجب ان أجد حلا لهذا النسيان ( يبحث في الخطاب فيجد الاسم ) / هه / .. رَاْمبْرانْتْ .. قال عندما احترق معرضه وبداخله قطة سألوه على من تحزن أكثر أعلى معرضك أم على القطة ؟ فأجاب بكل غباء، على القطة .أهلين هارون أبو القط ( ينخر ويموء كالقطة ) ثم هذا الثاني الذي اسمه، ما اسمه؟!..(يحاول التذكر ) قريب من كلمة الجوخ..جوخ ؟ فوخ .. لوخ ؟ ( يفتح الخطاب ويقرؤه ) هه .. فان كوخ ..( يحدث نفسه ) كوخ .. يجب أن لا أنساه بعد الان.. لأن الكوخ يعني البيت الصغير، أتذكر البيت الصغير فأفطن بالكوخ . /قال/ هذا الكوخ، طلب من خطيبته أن تذهب معه في رحلة فلم يوافق ابوها وليثبت هذا الكوخ لأبيها بأنه يحب أبنته وضع يده فوق الشمعة المشتعلة ولم يرفعها حتى أحترقت، ولما شم أبوها رائحة جلد كفّه المحترق، سَمَحَ لها بالخروج معه / قال يحرق إيدو قال ؟!!أي يحرق نفسه ونفسها ونفس ابوها معها / /لُكْ/ ولم يكتف بذلك بل قال / ايش / ؟ قال قطع أذنه وقدمها هدية لخطيبته الموقرة يعني صار بأذن واحدة أهلين كوخ أبودان ../ طيب كيف بدو يحط النظارات ؟/ سواء عليه أقطع أذنه أم قطع نَفَسَه / هه ياهلخبر / ايه .. الجنون فنون
المستخدم : ( يدخل مسرعا من الباب الرئيسي ) أستاذ
المدير : ما بك يا عباس ؟!! هل جاء المختار ؟!!
المستخدم : لا ياأستاذ
المدير : لماذا دخلت اذا كالمقروص ومن هذا الباب أيضا ؟!!
المستخدم : يا أستاذ الزوار ملوا الإنتظار وغادر بعضهم المكان
المدير: غادروا المكان ؟!! هذه مشكلة جديدة لم أحسب لها حسابا ( يحدث نفسه ) يعني اذا ذهب الناس وخلا المكان ، وجاء المختار / يا عين أبوك يا راضي / ماذا ستقول ساعتها للمختار ؟/ وَيْ وَيْ وَيْ / (يخاطب عباس) / يا عباس .. لِمَ تركتهم يذهبون ؟ هيا الحق بهم وقل لهم ان المختار في طريقه الينا
المستخدم : حاضر أستاذ .. لكن عندي لك خبر سار
المدير : ما هو يا عباس
المستخدم : لقد طلب مني صحفي في صحيفة الزرازير ان أخبرك بأنه سيجري معك تحقيقا صحفياً حول المعرض فور افتتاحه
المدير: أوه .. عظيم / أي هاه / من زمان جئنا بمثل هذه الاخبار السارة يا عباس (( وقد نسي حديثه السابق)) عن أي شيء كنت أحدثك قبل قليل ؟
المستخدم : حدّثتني في مواضيع كثيرة
المدير : أقصد الموضوع الأخير
المستخدم : تقصد موضوع الأوراق ؟
المدير: / لُكْ/ لالا.. الموضوع الذي كنت تحدثني عنه الآن
المستخدم : آه تقصد موضوع الصحافة ؟.
المدير : لالا.. الذي قبله
المستخدم : تقصد الجمهور ؟
المدير : / أيوه / الجمهور . هّيا يا عباس .. أسرع وقل لهم ان المختار في طريقه الينا ..هيا لا تدع أحدا يذهب
المستخدم : حاضر يا أستاذ ( يخرج )
المدير : / أي هاه / من زمان وأنا أنتظر مثل هذه المقابلة الصحفية . الله يا راضي الله .. فُتِحت أبواب المجد لك . الآن سيجلس الصحفي أمامك ( يقلد جلسته وحديثه ويبدأ بالأسئلة ) / أي نعم / أستاذ راضي الكريم .. هل لك أن تحدثنا عن أنشطة صالتكم بشكل عام وعن معرض الشموع المقام فيها حاليا بشكل خاص ؟ والى أى مدرسة ينتمي هذا المعرض ؟ (يقف مسرعا ويحك أنفه ) آخ .. يا عيني .. يعني اذا سألني الصحفي الى أي مدرسة ينتمي ماذا سأقول له؟..أ إلى المدرسة الاعدادية أم الثانوية ؟.. الحمد لله اني فطنت بالصّدفة الى هذه المسألة الهامة التي لا جواب لها عندي . لذا .. علي ان أسأل الفنان فوراً عن المدرسة التي ينتمي اليها معرضه ( يحاول الخروج فيتزامن خروجه مع دخول الفنان مسرعاً )
الفنان : أستاذ .. ها قد مضى أكثر من خمس دقائق على موعدك الأخير يعني نكون بذلك قد تركنا الناس تنتظر طويلاً طويلاً . تفضل وافتح المعرض كما وعدت
المدير : ( يتلكأ ) نعم يجب أن أفتح المعرض ..لكن ياأستاذ ..
الفنان : أيّ لكن ؟!!
المدير : أَنْسَيتني ماذا كنت أريد أن أسألك "يحاول التذكر".ماذا؟..ماذا؟ "لا يفطن"المهم المشكلة مشكلة قص الشريط
الفنان : ياأخي أنا أقصه وليكن الطوفان ( يتقدم ليقصه )
المدير : ( يخبئ الخطاب في جيبه ويلحق به محاولا تهدئته ) مهلاً يا أستاذ مهلاً عملك هذا لا يجوز لأنه خرق للعادات والتقاليد والقوانين المرعية . أنت فنان ، والفنان حريص علىأن تسير الأمورعلى ما يرام
الفنان : (هه؟!!) وهل تسير الأمور في نظرك على ما يرام؟ ثم..من قال لك أنّ قصّي للشريط فيه خرق للعادات والتقاليد والقوانين !!من أوجد هذه القوانين ؟من شرّعها؟ حمورابي أم جنابك أنت؟ قصّ الشريط من قبلي لا يجوز أما أنتظار الناس من دون أن تقيم لهم وزناً فهذا لا يجوز /!!!/ افتح المعرض يااستاذ وان أراد المختار الحضور اليوم أو غداً فالمعرض مفتوح له ولكل الناس .. وأن كنت تخشى تحمل مسؤولية قصّه فأنا أتحمل كل المسؤولية ( يقترب ليقصه ).
المدير : (( يمنعه )) هدئ أعصابك يااستاذ معطي هدئ أعصابك. أنت منفعل، والانفعال في مثل هذه اللحظة غير مُسْتَحب ياأستاذ .الفنان صدره رحب وطبيعته هادئة
الفنان : عن ايّ هدوءٍ تتحدث ؟. الهدوء في مثل هذه اللحظة موت
المدير: علينا ان نقدر الظروف
الفنان : لِمَ لَمْ تطلب من نفسك أن تقدر الظروف ؟..أستاذ .. قلت لك إني أشعلت الشموع منذ وقت طويل واذا ذابت سيحدث مالا تحمد عقباه وانا أحملك شخصياً مسؤولية ما سيحدث. أتسمع ؟.أنا سأحملك تبعات كل ما سيحدث
المدير : ياأستاذ ..أنت تحمل الموضوع أكثر مما يحتمل
الفنان : لأني أدرى بنتائجه منك
المدير : أدرى مني ؟!!. أعذرك لأنك منفعل والمنفعل لا يتصرف بحكمة
الفنان : أنا الذي أتصرف بحكمة
المدير : لهجتك وتصرفاتك لا تدلان على ذلك
الفنان : تصرفاتي ردّةُ فعلٍ على ما يجري .. يعني أتريد مني أن أستلقي هكذا (( يستلقي على الديوان ويحدثه بهدوء مصطنع )) وأحدّثك بكل برود واقول لك : أستاذ راضي متى ترغب في افتتاح المعرض ؟ اليوم؟..أم غدا؟..أم بعد غد ؟..(( يجلس ويضع راحتيه على ركبتيه )) هل ستكون ساعتها راضياً يا سيد راضي ؟ (( يقف منفعلاً )) ياأخي ميزان الحرارة يعطيك درجة الجو الذي تضعه فيه فكيف بالانسان ؟ طفح الكيل يا أستاذ طفح الكيل . احترم الناس . احترم الوقت .احترم الفن ..احترم نفسك على الاقل .
المدير :لالا ياأستاذ هذا التهجّم لا أسمح به أبداً أبداً
الفنان : سمحت أم لم تسمح . أقسم بالله وأعيدها ثانية اقسم بالله، ان لم تفتتح المعرض بسلام فسأفتحه بوسائلي الخاصة ..أتسمع ؟..
المدير : (( في زاوية المسرح يحدث نفسه )) علي أن أتحاشى الصدام معه وان أمتصّ غضبه (( يحدثه بلهجة رضيّة )) على الرغم من اهانتك لنا ..فان من واجبنا ان نتحملك لأنك في صالتنا .. لكن مالذي يمنع ان ننتظر بضع دقائق حتى قدوم المختار ؟
الفنان : يااخي الا يعلم المختار ان الافتتاح في الساعة السادسة أم انك لم تبلغْه ذلك ؟!!
اتصل به فاذا أراد أن يأتي فأهلا وأن لم يرغب في القدوم فأهلا وسهلا. ثم .. اترك له الشريط معلقاً ليقصه متى يشاء وندخل الزوار من الباب الخلفي..((يحمل الهاتف ويضعه أمامه بقسوة )) تفضل ..اتصل به .
المدير : (( مُحْرَجاً )) أجل سأتصل به
الفنان : / اتصل وخلّصني/
المدير : انتظر يارجل / شو آخدينها مقطوع ؟./ لُكْ على هلشغلة / دعني أبلع ريقي واستردّ أنفاسي / أيه.. والله عال / طيب دعني انت وأذهب الى الجمهور وقل لهم ان المعرض سيفتح بعد قليل .
الفنان : يعني متى بعد قليل ؟!!.
المدير : يعني بعد المكالمة
الفنان : إذاً أوعز لعباس ليفتح لي الباب لأتحدث مع الجمهور القليل المتبقي
المدير : لالا.. كل شيء الا فتح الباب في هذه اللحظة .. سندخلهم من هنا مع المختار بعد قص الشريط.. كلّمهم من النافذة ريثما اتصل
الفنان : حاضر ..أمرك / يابيك / أي احتقار أكبر من أن تتحدث مع من طال انتظارهم ومن النافذة أيضاً؟ / يا عيب الشوم (( يزفر وهو يخرج ))
المدير : (( يقف أمام الهاتف خائفا مرتجفا )) أَأَتصلُ به ؟ وفي حياتي لم اتصل به والله لا اجرؤ.. لكنني مجبرٌ على الاتصال لأن هذا الفنان قد ركب راسه وسيقطع الشريط اذا لم أفتتح المعرض . يعني إذا قص الشريط وجاء المختار ورأى هذه الحالة أكون قد وقعت في مشكلة كبرى. أخ .. ها أنا بين نارين نار المختار. ونار هذا الفَنْفُون القزم ..لذا فأنا مضطر للملاكمة "يصحح خطأه" للمكالمة.( يرفع سماعة الهاتف محاولا الاتصال ) والله هذه المكالمة بالنسبة لي اصعب من قطع الرأس . طيب حتى لو غامرت واتصلت . المشكلة ماذا سأقول له ؟ وكيف ؟..( يضع السماعة على الهاتف ) عليّ أن أرتب جملتين مفيدتين ( يفطن بالخطاب ) سأنقل بعض الجمل من الخطاب ( يبحث عن الخطاب فلا يجده ) / ولْ . ولْ ولْ ./ ضاع الخطاب ..لعن الله هذا الخطاب ..انه كالزئبق ..لا يضيع مني الا في اللحظة الحرجة . أين وضعته يا راضي أين وضعته ؟..
المستخدم يدخل مسرعا من باب الصالة ) أستاذ راضي
المدير : نعم ؟ هل حضر المختار ؟!!
المستخدم : أيّ مختار يا أستاذ !!.. هناك ما هو أهم من المختار
المدير : تقصد الصحافة ؟
المستخدم : لا يا سيدي
المدير : من هو أهم من المختار أذاً ؟!!
المستخدم : الشموع يا سيدي الشموع
المدير : ( ساخراً ) الشموع ؟! ظننتك جئتني بمعجزة .. دعني من الشموع ومن صاحب الشموع وأبحث معي عن الخطاب أين وضعته يا راضي أين ؟...
المستخدم : لكن الوقت ياأستاذ لا يتسع للبحث عن الخطاب .. الأمر أخطر مما تتصور لقد ذابت بعض الشموع وأحرقت أطراف القماش الممدود على الطاولات ياأستاذ والفنان وحده يحاول اطفاءها
المدير : ( لم يسمع شيئا مما قال لأنشغاله بالبحث عن الخطاب ) بَدَلَ / ما تْكرْ وتْبرْ / ابحث معي عن الخطاب بسرعة ."يسأل نفسه".أين وضعته يا راضي أين ؟...
المستخدم : هل سمعت ما قلت يا أستاذ؟ ذابت الشموع ذابت واحترقت أطراف القماش "يقترب من المدير أكثر"يا أستاذ ...أنا أقول ذابت الشموع.
المدير : ( مقاطعاً ) لعن الله الشموع ومن صنع الشموع / خَلَصنا بقا / ( يرن جرس الهاتف ) أجب على الهاتف ياعباس ( المدير يتابع البحث عن الخطاب )
المستخدم : ألو ألو .. نعم ؟!!..أمرك سيدي ( يَسْتُر السماعة بيده ) أستاذ راضي مكتب سيدي المختار يود التحدث إليك
المدير : معي انا ؟.. ( يسرع ليأخذ السماعة فيتعثر يساعده عباس على الوقوف ويعطيه السماعة))
المستخدم : سأدخل لأساعد الفنان وحدي ( يدخل )
المدير : ألو ..أهلا سيدي أهلا ..نعم ؟ مكتب المختار يتحدث معي ؟ أهلا .. سيدي المختار يود التحدث الي ؟.. حاضر ..أنا على الخط ..( يَسْتُر السماعة بيده ) يا ويلتاه .. المختار بذاته يود التحدث معي أخ ..( يسمع أصوات وقوع بعض الأشياء داخل الصالة ) لُكْ ماذا تفعل يا عباس ؟!! إهدأ الآن قليلاً ( يحاول تهدئة نفسه) ما بك يا راضي ؟ لِمَ أنت خائف الى هذه الدرجة ؟ تشجّع ..طالما هو الذي طلبك لا أنت
(يزداد صوت سقوط الأشياء من الداخل مصحوبة بصرخة ) ولك يا عباس ..هل جاءتك الشطارة كلها في هذه اللحظة ؟.. توقف يا عباس ( يرد على الهاتف ) ألو ألو .. من ؟... سيدي المختار ؟؟!!! (بكل ذل ) أهلا بتاج رأسي وَوَلِيّ نعمتي أهلا ..نعم نعم خادمك المطيع راضي يتكلم معك ..وكل رجائه أن تكون راضيا على خادمك راضي ( أثناء المكالمة تعلو أصوات وكأن الباب الخارجي قد كُسِرَ ودخل الى المعرض بعض الناس.(يعلو اللغط تسمع من خلاله بعض الجمل الواضحة مثل - اطفئوا الشموع .. ألقوا بالقماش خارجا اسعفوا الفنان - اتصلوا بالاطفاء- والمدير يتابع حديثه مع المختار . نعم يا سيدي ؟!.. عفوا يا سيدي ..والله لم اسمع ما قلت.)
المستخدم يدخل مسرعاً والاصوات من الخارج ما زالت مستمرة ) ياأستاذ الصالة تحترق ياأستاذ
المدير : ( يستر السماعة بيده ويصرخ في وجه عباس ) اسكت يا عباس .. أنا أتكلم مع سيدي المختار ..(على الهاتف ) ألو سيدي...عفواً يا سيدي.
المستخدم : ( والأصوات تزداد علواً ) أستاذ الصالة تحترق .. اتصل برجال الاطفاء
المدير : ( يستر السماعة ثانية ) ولك أخرس يا عباس .. أقول لك أنا أتحدث مع سيدي المختار .. دعني أسمع ما يقول اسْكُتْ وأَسْكِتْ هذه الأصوات ( يضع اصبعه في أذنه وأذنه الأخرى على الهاتف ) ألو ألو يا مولاي .. ( يبدأ الدخان بالدخول الى المسرح )
المستخدم : يا الهي ..!!.. أقول له الصالة تحترق ويقول اسكت يا عباس ماذا أفعل ؟!..ما علي الا أن أدخل وأساعد هذا الفنان المسكين ( يدخل الى الصالة مسرعاً وسط الدخان )
المدير : نعم يا مولاي ؟... تسألني لم هذا الضجيج ؟.. أنها ...أصوات محبيك الزوار الذين قدموا لحضور المعرض يا مولاي . نعم إنهّا أصواتهم لقد احتشدوا في الصالة .. وكلهم يهتفون لك وينتظرون قدومك بفارغ الصبر .. عفوا يا مولاي أنا لا أسمعك هل تسمعني أنت يا مولاي ؟ ( يعلو صوته ) أنا أقول أنها أصوات محبيك الذين ينتظرون قدومك بفارغ الصبر ..أصواتهم لا تترك لي مجالا لأستمع الى توجيهاتك الكريمة يا مولاي
المستخدم : ( يخرج لاهثا متعبا وهو يشد بيديه الفنان الغائب عن الوعي وقد احترقت يداه ) أسعفنا يا أستاذ ..اتصل بالمستشفى .. بالاطفاء .. الصالة والفنان احترقا.
المدير : / ولك ورْصاص يا عباس / اسكُت وأسكِت هذه الأصوات التي تنبح معك دعني أسمع توجيهات مولاي المختار ( يعيد اصبعه الى أذنه ويزداد خروج الدخان من الصالة واللّغط ما زال مستمراً)
المستخدم : (بارهاق وأسى شديدين وبسعال مستمر وهو يحتضن الفنان خشية االسقوط بينما تصدر عن الفنان أَناتٌ بين الفينة والأخرى ) أسعفنا يا أستاذ . أسعفنا
المدير : (لم يسمع شيئا ثم يصرخ بأعلى صوته وكأنه فقد اتزانه ويقطع صراخه سعال حاد ) اخرسوا جميعا أنا أتكلم مع مولاي المختار
( تتردد هذه الجمل أكثر من مرة بحيث تصل الى مرحلة التداخل فيما بينها تُطفأ الاضاءة العامة وتركز فورا بقعة ضوء على شريط كبير قد علق في مقدمة المسرح وبقعة ضؤ اخرى على شريط المدخل . بحيث لا تُرى شخوص الممثلين بوضوح فيما أصواتهم تَزدادُ علوّاً يستمر المشهد حتى اسدال الستار بحيث يتزامن صمت الجميع مع ضربةَ صنجٍ قوية / لحظة صمت / تسمع بعدها ثلاث ضربات صنج خفيفة ثم تضاء الصالة بانارة خفيفة بحيث تسمح للمتفرجين بالخروج بينما النور المبهر المركز على الشريط الجديد المعلق في مقدمة المسرح لا يطفأ الا بعد خروج الجميع من الصالة .
1/3/1995
الإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي
» غزوان قهوجي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي
» مختبر فضا المسرحي
الأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي
» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي
» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي
» مقالة جميلة عن مولانا
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي
» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي
» أم سامي
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب
» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب
» حكايا طريفة
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب
» السر بشهر العسل
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب
» عندما يتفلسف الحمار
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب
» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب
» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب
» شو كان لازم يعمل ؟
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب