في سابقة قد تكون الأولى من نوعها، أغلقت وزارة الداخلية المصرية مسرح الفن لجلال الشرقاوي ليلة الاثنين 28-6-2010، وتم تشميع أبواب المسرح وشباك التذاكر بالشمع الأحمر، ومنع المخرج والفرقة المسرحية من الدخول لتقديم العرض، بحسب قرار 162 لسنة 2010 الصادر من وزارة الثقافة ومحافظة القاهرة لافتقاد المسرح آليات الدفاع المدني.
وحاصرت العربات المصفحة المسرح وفقا للعربية نت ، وأغلقت الشوارع المؤدية إليه، فافترش الشرقاوي الرصيف مع أعضاء فرقته المسرحية، وذلك بعد أيام قليلة من افتتاح أجرأ مسرحية سياسية تناولت كل الأحداث الهامة التي تمر بها مصر حاليا.
ولم يشفع للشرقاوي حصوله على أحكام قضائية صادرة مؤخرا ضد وزير الداخلية وإدارة الدفاع المدني و وزير الثقافة فاروق حسني ومحافظ القاهرة عبد العظيم وزير، والتي بمقتضاها حصل على إعادة تشغيل مسرحه وعدم إخلائه أو هدمه بحجة أن إدارة الدفاع المدني لاتضمن سلامة رواد المسرح في حالة نشوب أي حريق.
محطة إطفاء خاصة
وأكد جلال الشرقاوي لـ "العربية.نت" قيامه بشراء محطة إطفاء كاملة بمليون و700 ألف جنيه من أمريكا، تعمل في ثوان بمجرد إشعال عود ثقاب أو دخان سجائر، وأنها المحطة الوحيدة الموجودة في مسرح مصري، كما أن مسرحه منذ عام 1977 وحتى اليوم لم تسجل فيه أي حادثة حريق واحدة حتى لو كانت بسيطة.
وقال الشرقاوي إنه طلب من وزارة الثقافة منحه تصريح التشغيل أكثر من مرة خاصة بعد حصوله على إحكام قضائية والتي يعتبرها بمثابة أمر بتشغيل المسرح إلا أن القطاع الثقافي بالوزارة برئاسة د. أشرف زكي تجاهل الرد عليه أكثر من مرة.
وتأتي معاناة الشرقاوي الذي كان عضوا أو رئيسا لشعبة ولجنة المسرح بوزارة الثقافة منذ الستينات في عهد د. عبد القادر حاتم وفي عهد كل وزراء الثقافة السابقين، إلا أنه خرج منها في عهد الوزير فاروق حسني لسبب انه يهاجم مهرجان المسرح التجريبي منذ إنشائه قبل 23 عاما على يد الوزير الحالي أقدم وزراء الحكومة المصرية وأكد الشرقاوي أن المهرجان التجريبي يقوم باستضافة فرق الشوارع الأوروبية ويتكلف ملايين الجنيهات دون عائد حقيقي لعدم عرض مسرحية تجريبية واحدة من عروضه في التليفزيون المصري، كما هاجم الشرقاوي المهرجان القومي للمسرح والذي كان قد فاز فيه في أول دورة له قبل 15 عاما بلقب أحسن مسرحية وأحسن إخراج وأحسن تأليف لمسرحيته " دستور يا أسيادنا "، إلا أن الجوائز لم تمنح له بحجة تسريب نتائج المسابقة وتوقف المهرجان 12 عاما إلى أن عاد مؤخرا .
الشرقاوي وفرقته على الرصيف
ورفض الشرقاوي الانصياع لأوامر الشرطة المصرية بمغادرة مسرحه وظل يقاوم محاصرة المسرح حتى وقف أمام أبوابه ، وأعلن أنه يملك أحكام قضائية تتيح له تشغيل المسرح طالما وزارة الثقافة ومحافظة القاهرة ورئاسة حي عابدين يرفضون تنفيذ الأحكام، وطالب الشرقاوي من الرئيس مبارك أن يتدخل لحماية الفن العريق وحماية مسرح مشرف قدم عليه أكثر من 40 مسرحية أفضل من مسرحيات قدمتها وزارة الثقافة نفسها على شاكلة " النمر " لمحمد نجم و " روايح " لفيفي عبده.
وأشار الشرقاوي الأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية لأكثر من نصف قرن ، إلى أنه شيد هذا المسرح على حسابه الخاص، وسالت دمائه على جدرانه حين بدأ البناء ووضع فيه كل مدخراته من الفن طوال مشواره، وشدد على أنه يرفض التهديد والوعيد وأن مصر دولة قانون ويجب أن تحترم الجهات المسؤولة أحكام القضاء الواجبة النفاذ وأن هناك ثلاث دعاوى قضائية مازالت أمام القضاء ، ولا يجب تكييف المسألة على أنها خلافات شخصية بيني وبين وزير الثقافة فاروق حسني .
وطالب الشرقاوي بسرعة إنهاء الأزمة وإعادة فتح مسرحه، لأنه يعد أحد أهم أركان المسرح المصري الحديث، والذي أفنى حياته بين أركان جدرانه، بحسب تصريحاته لـ" العربية.نت".
مضمون المسرحية
يشار إلى أن المسرحية التي لعب بطولتها نجوم شباب وطلبة من المعهد العالي للفنون المسرحية، ومن بينهم هبة محمود ومحمد رمضان الشرقاوي ومازن الغرباوي والذي لعب الديكور دور البطل في العرض لتغيير لوحاته على مدار العرض الذي تزيد مدته عن ثلاث ساعات على فصلين، تناول المؤلف محمود الطوخي والمخرج الكبير جلال الشرقاوي كل الأحداث التي أفرزتها الأنماط السلوكية في المجتمع.
وقد هاجمت المسرحية الضريبة العقارية التي صدرت بقانون من وزير المالية بطرس غالي، وهاجمت مشايخ الفضائيات وفتاوى تلك القنوات، وانهيار جبل المقطم على سكان الدويقة. كما عرضت للجماعات الإرهابية وعمليات غسيل المخ التي يتعرض لها الشباب بسبب أزمة البطالة، كما تطرقت لأزمة اختبارات وزارة الخارجية والتي تعتمد مصطلح "غير لائق اجتماعيا".
كما ناقش العرض ضربة الحذاء الشهيرة لمنتصر الزيدي التي وجهها نحو الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وناقشت المسرحية في إطار فكرة الاراجوز كل سلبيات المجتمع المصري والحكومة المصرية كاشفا من خلالها بجرأة شديدة أوجاع مجتمع بإسره، ولهذه الجرأة دفع ثمنها الشرقاوي بإغلاق مسرحه وتشميعه بالشمع الأحمر طالبا من الرئيس مبارك التدخل لإنقاذ صرح مسرحي عريق حتى لايغلق آخر ضوء مسرحي حقيقي في مصر، بعد أن أغلقت المسارح الأخرى أبوابها بمحض إرادتها على حد قوله لـ "العربية.نت
الإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي
» غزوان قهوجي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي
» مختبر فضا المسرحي
الأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي
» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي
» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي
» مقالة جميلة عن مولانا
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي
» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي
» أم سامي
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب
» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب
» حكايا طريفة
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب
» السر بشهر العسل
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب
» عندما يتفلسف الحمار
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب
» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب
» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب
» شو كان لازم يعمل ؟
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب