أقيمت في الفترة الواقعة بين 19و24 من شهر تموز الجاري الدورة الثانية لمهرجان محمد الماغوط المسرحي الثاني، وذلك على خشبة المركز الثقافي العربي بمدينة السلمية بمشاركة خمس فرق من محافظات دمشق وحمص وحلب وحماة واللاذقية، تنافست على خمس جوائز. وقد جرى عقب كل عرض ندوة يومية تقييمية له شارك فيها ضيوف المهرجان من نقاد وصحفيين وأعضاء لجنة التحكيم، إضافة إلى الجمهور العادي.
العرض الأول في المهرجان قدمته فرقة اتحاد شبيبة الثورة بدمشق، ووقع تحت عنوان (المهرج). وهو من تأليف الراحل محمد الماغوط، وإخراج الشاب غزوان قهوجي. وقد قام الماغوط في هذه المسرحية باستعادة شخصية المهرج التقليدية الذي يشخص في أحد المقاهي الشعبية، حيث قدمت للجمهور بادئ الأمر شخصية عطيل الشكسبيرية بصورة تهريجية كاريكاتورية، ليتجرأ بعدها (المهرج) ويتقمّص شخصية القائد العربي التاريخي صقر قريش عبد الرحمن الداخل، ويقدمها بصورة مهزوزة وتهريجية، مما دفع صقر قريش الأصلي المقيم في العالم الآخر أن يستدعي المهرج الذي تقمص شخصيته من أجل.. لكن صقر قريش من خلال شخصية المهرج يكتشف مدى الفجائع والهزائم التي حلت بالأمة العربية في العصر الحديث، من ضياع فلسطين وغزو العراق، وهذا الواقع المؤسف يدفع صقر قريش لأن يقدم إلى هذا العصر ويحمل سيفه وسلاحه لإنقاذ أحفاده وقيادتهم وتحريرهم من الاختلالات المختلفة. لكنه يعتقل ويرمى في زنزانة في أحد أقبية النظم العربية، والتهمة أنه لا يحمل جواز سفر، ويصعق حينئذ صقر قريش لأنه يكتشف مصيبة أكبر من الهزائم، ألا وهي مصيبة التجزئة. وتنتهي المسرحية بأن يبيع العسكر صقر قريش لإحدى السفارات الغربية، وتحديداً لسفارة إسبانيا تلك البلاد التي حكمها يوماً ما.
بعد انتهاء العرض جرى نقاش طويل نقتطع منه بعض الآراء: الإعلامي فيليب الماغوط أعجبه إعداد النص لأنه أضاف النكبات الجديدة التي حلت بالأمة العربية إلى صلبه، ومنها احتلال العراق. ومقولة النص وصلت إلى الجمهور من خلال العرض، والدليل هو التشجيع المستمر طيلة العرض. كما أن الفرقة ظلمت ظلماً كبيراً عندما أدرج عرضها في حقل الافتتاح الذي ضمّ كلمات مطولة وعرض فيلم وعراضات..إلخ. أما الناقد أنور محمد فقال: رغم أن النص كتب عام 1968، إلا أنه لم يمت لأن الواقع هو هو، لا بل إن الواقع الحالي ربما يكون أردأ من وقت كتابته، وهذا يعود ليس إلى مبدعنا الكبير الراحل محمد الماغوط فقط، بل أيضاً إلى الإعداد وإلى النهج الإخراجي الجيد الذي اتبعه الشاب غزوان قهوجي. كما أشاد الناقد بالممثل عثمان جبريل الذي لعب دور المهرج لمستويين: أولهما التهريجي الكوميدي في الفصل الأول، والمستوى الجاد لحفيد ينصح جده صقر قريش بعد المجيء إلى العصر الحاضر في الفصل.
أما الصحفية حنان ضاهر فقد أشادت بالسينوغرافيا في العرض مثل الديكور الجيد والمناديل البيضاء في الظلام. أما الفنان غنام غنام وهو عضو لجنة التحكيم فقد قال: إن نص المهرج هذا قد ينجح في أي شكل يقدّم به، لأنه يعبر عن معاناة مواطني الأمة العربية لذلك لا نستغرب نجاحه في هذا العرض، كما نجح في العروض التي شاهدها له في أكثر من عاصمة عربية. ولأن فرقة شبيبة الثورة قد دخلت في مرحلة اللعب الحقيقي (الاحترافي) لذلك يجب عدم مجاملتها ووجوب الإشارة بكل وضوح إلى الهفوات والأخطاء التي حصلت. أما الفنانة جيانا عيد فقد قالت عن الماغوط إنه لم يكتب نصاً مسرحياً صرفاً، بل كان يكتب أفكاراً سياسية نستطيع تجسيدها على خشبة المسرح. وهذا النص الذي كتب قبل أربعين عاماً نجح وسينجح لأن البعد التاريخي لم يتغير.
ورد المخرج الشاب غزوان قهوجي على هذه المداخلات والآراء قائلاً: لقد حاولت أن يكون الجمهور شريكنا في اللعبة ونجحت هنا في السلمية، فالجمهور هنا رائع، ولم أتوقع أن يشاركنا بهذه القوة، وفيما يخص نقطة إعداد النص فلم يكن إعدادي إعداداً عميقاً وجذرياً، بل كنت حذراً حتى لا أشوهه. ورداً على من انتقد شخصية المهرج بأنها سقطت لأنها انتهجت تمثيل المسرح التجاري، قال: إن عنوان العمل هو (المهرج)، ثم أردف قائلاً: إن الممثل عثمان جبريل لم يسقط في مطب التمثيل التجاري لأن هناك شعرة دقيقة بين الأداء الكوميدي والتهريج (الفارْسْ). أما عن الملاحظات التقنية، وبالتحديد من انتقد الإضاءة فأنا أوافق على النقد، ولكن هذه السلبية خارجة عن إرادتنا نظراً لظروف المسرح وقرب منبع الإضاءة من الخشبة. وختم غزوان كلامه قائلاً: إن هذا النص هو الذي حمل الفرقة وليس العكس.
العرض الأول في المهرجان قدمته فرقة اتحاد شبيبة الثورة بدمشق، ووقع تحت عنوان (المهرج). وهو من تأليف الراحل محمد الماغوط، وإخراج الشاب غزوان قهوجي. وقد قام الماغوط في هذه المسرحية باستعادة شخصية المهرج التقليدية الذي يشخص في أحد المقاهي الشعبية، حيث قدمت للجمهور بادئ الأمر شخصية عطيل الشكسبيرية بصورة تهريجية كاريكاتورية، ليتجرأ بعدها (المهرج) ويتقمّص شخصية القائد العربي التاريخي صقر قريش عبد الرحمن الداخل، ويقدمها بصورة مهزوزة وتهريجية، مما دفع صقر قريش الأصلي المقيم في العالم الآخر أن يستدعي المهرج الذي تقمص شخصيته من أجل.. لكن صقر قريش من خلال شخصية المهرج يكتشف مدى الفجائع والهزائم التي حلت بالأمة العربية في العصر الحديث، من ضياع فلسطين وغزو العراق، وهذا الواقع المؤسف يدفع صقر قريش لأن يقدم إلى هذا العصر ويحمل سيفه وسلاحه لإنقاذ أحفاده وقيادتهم وتحريرهم من الاختلالات المختلفة. لكنه يعتقل ويرمى في زنزانة في أحد أقبية النظم العربية، والتهمة أنه لا يحمل جواز سفر، ويصعق حينئذ صقر قريش لأنه يكتشف مصيبة أكبر من الهزائم، ألا وهي مصيبة التجزئة. وتنتهي المسرحية بأن يبيع العسكر صقر قريش لإحدى السفارات الغربية، وتحديداً لسفارة إسبانيا تلك البلاد التي حكمها يوماً ما.
بعد انتهاء العرض جرى نقاش طويل نقتطع منه بعض الآراء: الإعلامي فيليب الماغوط أعجبه إعداد النص لأنه أضاف النكبات الجديدة التي حلت بالأمة العربية إلى صلبه، ومنها احتلال العراق. ومقولة النص وصلت إلى الجمهور من خلال العرض، والدليل هو التشجيع المستمر طيلة العرض. كما أن الفرقة ظلمت ظلماً كبيراً عندما أدرج عرضها في حقل الافتتاح الذي ضمّ كلمات مطولة وعرض فيلم وعراضات..إلخ. أما الناقد أنور محمد فقال: رغم أن النص كتب عام 1968، إلا أنه لم يمت لأن الواقع هو هو، لا بل إن الواقع الحالي ربما يكون أردأ من وقت كتابته، وهذا يعود ليس إلى مبدعنا الكبير الراحل محمد الماغوط فقط، بل أيضاً إلى الإعداد وإلى النهج الإخراجي الجيد الذي اتبعه الشاب غزوان قهوجي. كما أشاد الناقد بالممثل عثمان جبريل الذي لعب دور المهرج لمستويين: أولهما التهريجي الكوميدي في الفصل الأول، والمستوى الجاد لحفيد ينصح جده صقر قريش بعد المجيء إلى العصر الحاضر في الفصل.
أما الصحفية حنان ضاهر فقد أشادت بالسينوغرافيا في العرض مثل الديكور الجيد والمناديل البيضاء في الظلام. أما الفنان غنام غنام وهو عضو لجنة التحكيم فقد قال: إن نص المهرج هذا قد ينجح في أي شكل يقدّم به، لأنه يعبر عن معاناة مواطني الأمة العربية لذلك لا نستغرب نجاحه في هذا العرض، كما نجح في العروض التي شاهدها له في أكثر من عاصمة عربية. ولأن فرقة شبيبة الثورة قد دخلت في مرحلة اللعب الحقيقي (الاحترافي) لذلك يجب عدم مجاملتها ووجوب الإشارة بكل وضوح إلى الهفوات والأخطاء التي حصلت. أما الفنانة جيانا عيد فقد قالت عن الماغوط إنه لم يكتب نصاً مسرحياً صرفاً، بل كان يكتب أفكاراً سياسية نستطيع تجسيدها على خشبة المسرح. وهذا النص الذي كتب قبل أربعين عاماً نجح وسينجح لأن البعد التاريخي لم يتغير.
ورد المخرج الشاب غزوان قهوجي على هذه المداخلات والآراء قائلاً: لقد حاولت أن يكون الجمهور شريكنا في اللعبة ونجحت هنا في السلمية، فالجمهور هنا رائع، ولم أتوقع أن يشاركنا بهذه القوة، وفيما يخص نقطة إعداد النص فلم يكن إعدادي إعداداً عميقاً وجذرياً، بل كنت حذراً حتى لا أشوهه. ورداً على من انتقد شخصية المهرج بأنها سقطت لأنها انتهجت تمثيل المسرح التجاري، قال: إن عنوان العمل هو (المهرج)، ثم أردف قائلاً: إن الممثل عثمان جبريل لم يسقط في مطب التمثيل التجاري لأن هناك شعرة دقيقة بين الأداء الكوميدي والتهريج (الفارْسْ). أما عن الملاحظات التقنية، وبالتحديد من انتقد الإضاءة فأنا أوافق على النقد، ولكن هذه السلبية خارجة عن إرادتنا نظراً لظروف المسرح وقرب منبع الإضاءة من الخشبة. وختم غزوان كلامه قائلاً: إن هذا النص هو الذي حمل الفرقة وليس العكس.
الإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي
» غزوان قهوجي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي
» مختبر فضا المسرحي
الأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي
» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي
» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي
» مقالة جميلة عن مولانا
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي
» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي
» أم سامي
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب
» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب
» حكايا طريفة
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب
» السر بشهر العسل
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب
» عندما يتفلسف الحمار
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب
» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب
» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب
» شو كان لازم يعمل ؟
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب