مهرجان محمد الماغوط المسرحي الثاني: شراكة في الحرية
انور محمد
لم أكن أتصوَّر أن يكون جمهور السلمية، أو (سَلَمْيَه) محمد الماغوط وعلي الجندي وفايز خضور وأحمد خنسا؛ بهذا العيار الفكري والمعرفي. وكأنَّ أهل سلميه ينامون على الثقافة، ويستيقظون على الثقافة. بل و
المهرج
في مسرحية (المهرج) لمحمد الماغوط والتي افتتح بها المهرجان، وكما هو في كلِّ نصوصه الإبداعية، إذا تحرَّكنا فلا نتحرَّك باتجاه الطعام أو الفراش. بل باتجاه الحرية، باتجاه ديمومة عقلية روحية. وأعتقد أنَّ غزوان قهوجي في إخراجه لهذه المسرحية قد ذهب إلى الماغوط، ففرجانا انفجارات جنونه عبر رجاتٍ عنيفة، مع ثلةٍ من ممثلين يغرفون من صندوق الفرجة الذي كان مثل بطل اسطوري يتحرك مع نزاعات الممثلين، فيغدو النزاع صراعاً، وهم يمثِّلون مشاهد لعجزنا حين نكاغي ونثاغي كالأغنام ونحن نذهب الى مصيرنا، كما في عطيل ومن ثمَّ في صقر قريش التي هي مشاهد مسرحية من المهرج. إذ استطاع غزوان قهوجي أن يدفع ممثليه لتقديم تعبير بصري، ـ ليس الانتقال من نمط كلامي إلى نمط بصري. بل حركة بصرية غير مباشرة؛ وعي لصورة، لمشهد مركَّب ـ وليس لشرائح بصرية. فاستطاع أن يستثيرنا. صحيح أنَّ الحوار الماغوطي ككل الحوارات المسرحية هو أحاديث متبادلة لا تنقطع، وهي حوارات ذكية، إلا أنَّ المخرج ذهب بها من العبارة الكلامية الى الفعل، فنرى بطلاً يمتلك قدرات خارقة، وبطموح ما بعده طموح ـ عطيل وصقر قريش ـ فجأةً إذا به يُهزم. أين ذهبت البطولة؟ وكيف تمَّ تدميرها؟ هذا هو ما دفع البطل أن يتحوَّل إلى مهرج، وهنا المأساة الماغوطية. فبطله لا يشتبك مع القدر السماوي بل مع القدر الأرضي، مع الاستبداد الذي أفرز المأساة؛ لأنَّه هنا ليس كـ»بروميثيوس«، بل هو الماغوط الثائر المتمرِّد الذي بطولته ترتقي/تتقاطع مع نبل معاناته. هذه المعاناة التي استطاع تجسيدها كلٌ من: عثمان جبريل في دور المهرِّج، وسعيد حناوي في دوري البث المباشر وصقر قريش، فنراهما وقد شقَّا الكفن المقدَّس للموت، وخرجا الى الحياة، فيُعيدان الخطاب العقلي إلى جسدهما ليلعب أجمل أدواره على خشبة مسرح السلمية، فلا يُضحكاننا ولا يَضحكان علينا على أنَّهما وبقية الممثلين: باسل الرفاعي، ضياء الخليل، أحمد الحاج، نصر الرفاعي، طارق كيفو، وسام قهوجي، ربا طعمة، محمد أيتوني همُ الأذكياء فيما نحن الحمقى، هذه التي لا يقبلها الماغوط.
انور محمد
لم أكن أتصوَّر أن يكون جمهور السلمية، أو (سَلَمْيَه) محمد الماغوط وعلي الجندي وفايز خضور وأحمد خنسا؛ بهذا العيار الفكري والمعرفي. وكأنَّ أهل سلميه ينامون على الثقافة، ويستيقظون على الثقافة. بل و
المهرج
في مسرحية (المهرج) لمحمد الماغوط والتي افتتح بها المهرجان، وكما هو في كلِّ نصوصه الإبداعية، إذا تحرَّكنا فلا نتحرَّك باتجاه الطعام أو الفراش. بل باتجاه الحرية، باتجاه ديمومة عقلية روحية. وأعتقد أنَّ غزوان قهوجي في إخراجه لهذه المسرحية قد ذهب إلى الماغوط، ففرجانا انفجارات جنونه عبر رجاتٍ عنيفة، مع ثلةٍ من ممثلين يغرفون من صندوق الفرجة الذي كان مثل بطل اسطوري يتحرك مع نزاعات الممثلين، فيغدو النزاع صراعاً، وهم يمثِّلون مشاهد لعجزنا حين نكاغي ونثاغي كالأغنام ونحن نذهب الى مصيرنا، كما في عطيل ومن ثمَّ في صقر قريش التي هي مشاهد مسرحية من المهرج. إذ استطاع غزوان قهوجي أن يدفع ممثليه لتقديم تعبير بصري، ـ ليس الانتقال من نمط كلامي إلى نمط بصري. بل حركة بصرية غير مباشرة؛ وعي لصورة، لمشهد مركَّب ـ وليس لشرائح بصرية. فاستطاع أن يستثيرنا. صحيح أنَّ الحوار الماغوطي ككل الحوارات المسرحية هو أحاديث متبادلة لا تنقطع، وهي حوارات ذكية، إلا أنَّ المخرج ذهب بها من العبارة الكلامية الى الفعل، فنرى بطلاً يمتلك قدرات خارقة، وبطموح ما بعده طموح ـ عطيل وصقر قريش ـ فجأةً إذا به يُهزم. أين ذهبت البطولة؟ وكيف تمَّ تدميرها؟ هذا هو ما دفع البطل أن يتحوَّل إلى مهرج، وهنا المأساة الماغوطية. فبطله لا يشتبك مع القدر السماوي بل مع القدر الأرضي، مع الاستبداد الذي أفرز المأساة؛ لأنَّه هنا ليس كـ»بروميثيوس«، بل هو الماغوط الثائر المتمرِّد الذي بطولته ترتقي/تتقاطع مع نبل معاناته. هذه المعاناة التي استطاع تجسيدها كلٌ من: عثمان جبريل في دور المهرِّج، وسعيد حناوي في دوري البث المباشر وصقر قريش، فنراهما وقد شقَّا الكفن المقدَّس للموت، وخرجا الى الحياة، فيُعيدان الخطاب العقلي إلى جسدهما ليلعب أجمل أدواره على خشبة مسرح السلمية، فلا يُضحكاننا ولا يَضحكان علينا على أنَّهما وبقية الممثلين: باسل الرفاعي، ضياء الخليل، أحمد الحاج، نصر الرفاعي، طارق كيفو، وسام قهوجي، ربا طعمة، محمد أيتوني همُ الأذكياء فيما نحن الحمقى، هذه التي لا يقبلها الماغوط.
الإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي
» غزوان قهوجي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي
» مختبر فضا المسرحي
الأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي
» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي
» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي
» مقالة جميلة عن مولانا
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي
» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي
» أم سامي
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب
» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب
» حكايا طريفة
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب
» السر بشهر العسل
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب
» عندما يتفلسف الحمار
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب
» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب
» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب
» شو كان لازم يعمل ؟
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب