عرض العاصفة والكمان... مشهدية فنية تعرّي القيود الإنسانية
www.thawra.alwehda.gov.sy/_View_news2.asp?FileName=15514741420100411214038
ثقافة
الاثنين 12-4-2010م
آنا عزيز الخضر
سرد لاينتهي وتهويمات تستفيض عبر الحوار الطويل بين زوج وزوجة (عرض العاصفة والكمان) لتمر ذكريات كثيرة لم يسمح الزمن لأي تفصيل أن يهرب إلى خارج هذا العالم لأن كل تفصيل يجسد محطة مهمة عانى منها الزوجان،
إذ تركت آلامها بين النفوس بعد أن تراكمت المعاناة ولم تكن لتمر ببساطة بل عبرت بعد أن حفرت بصمتها القاسية في الأنفس، فالحوار بين الشخصيات يقدم ثقلاً في المجريات المسرحية، فعرض مع كل فعل مسرحي كيف تخسر تلك الشخصيات شيئاً جديداً من الملامح الإنسانية والتي اضطهدت إلى حد كبير، إذ يتجلى ذلك ضمن مونولوجات حوارية طويلة لكل فرد كانت على شكل هذيان يسترسل دون توقف ثم يهجس بتلك الخسارات المتوالية التي مني بها، خسارات تبدأ من المحيط وتنتهي في دواخلهما وتصبح المأساة كلاً متكاملاً في المشهد المسرحي والإنساني.
أما العجز هو الحالة الحاضرة في كل التحولات رغم أن النزوع إلى الحرية والإرادة لم يستكين إلا أن القيود والكوابح بالمرصاد والموانع ترجعهما إلى الخلف، فهناك من يحاصر كيانهما الإنسانية ويحبط المحاولات التي تتكرر وتسعى إلى الانطلاق، فهاهو العرض يجسد ماذا يحصل للإنسان عندما تطارده كل هذه الضغوط المختلفة وماذا يمكنه أن يكون بوجودها؟
فالمعاناة تحضر في أدق تفاصيل حياته وحتى في زوايا نفسه البعيدة فأين الهروب؟
فهو مقتول نفسياً ويتحول شيئاً فشيئاً إلى آلة رتيبة تتعامل مع الحياة بصورة ميكانيكية لاروح فيها بل إن لحركتها وسكونها نفس النتائج ويصبح الغناء فيها كالبكاء المرير... كما أوحت تلك الثنائية المسرحية التي بدت تتبارى في رواية المآسي الفردية، فصراخ يتبعه صراخ وكله في فراغ والإحباطات تثبط الإرادة البشرية وتزجها في دائرة العجز الشاكي وتكون إحدى المحاولات الهروب إلى مرحلة الطفولة التي تجرد الإنسان من الهم والمسؤولية لكن لايلبث الواقع يوقظ النائمين والهاربين كي يعودوا ويعلنوا بعضاً من أسباب كل هذا التشتت والضياع، فهناك قيود ورقباء يتجسدون بأشكال وأشكال أحياناً اجتماعية وأحياناً اقتصادية وثقافية، وغيرها كما عبر ذاك الرجل لزوجته بأنه وجد عبارة في كل مكان يتحرك فيه تنم عن ضرورة المراجعة والتي تفصح بدورها عن اقتناص ومصادرة حريتهما في كل شيء، وكل هذا رافقه أداء تمثيلي معبر ساعدته موسيقا حزينة ترجمت المعاناة لتدفع بالعرض إلى تقديم مشهدية إنسانية أخذت من الواقع بعض سماته كي تنتقد امتهانه للطبيعة الإنسانية بما زجه من قيود مختلفة في درب مسيرته الحياتية سيتجلى عبر كل سلوك وموقف، ويتحول بالتالي ضمن هذه الشروط القاسية إلى ورقة تعبث بها الرياح دون إرادة ودون موقف فعال في الحياة ومهما كثرت المحاولات.
فالإحباط من نصيبها لأنه هناك عواصف كثيرة تقتلع في طريقها كل ماهو جميل وأهمها الإرادة والحرية.
العاصفة والكمان: تأليف سيف رضا حامد
وإخراج غزوان قهوجي، أما الممثلان ربى طعمة، عثمان أبو العمرين جبريل.
www.thawra.alwehda.gov.sy/_View_news2.asp?FileName=15514741420100411214038
ثقافة
الاثنين 12-4-2010م
آنا عزيز الخضر
سرد لاينتهي وتهويمات تستفيض عبر الحوار الطويل بين زوج وزوجة (عرض العاصفة والكمان) لتمر ذكريات كثيرة لم يسمح الزمن لأي تفصيل أن يهرب إلى خارج هذا العالم لأن كل تفصيل يجسد محطة مهمة عانى منها الزوجان،
إذ تركت آلامها بين النفوس بعد أن تراكمت المعاناة ولم تكن لتمر ببساطة بل عبرت بعد أن حفرت بصمتها القاسية في الأنفس، فالحوار بين الشخصيات يقدم ثقلاً في المجريات المسرحية، فعرض مع كل فعل مسرحي كيف تخسر تلك الشخصيات شيئاً جديداً من الملامح الإنسانية والتي اضطهدت إلى حد كبير، إذ يتجلى ذلك ضمن مونولوجات حوارية طويلة لكل فرد كانت على شكل هذيان يسترسل دون توقف ثم يهجس بتلك الخسارات المتوالية التي مني بها، خسارات تبدأ من المحيط وتنتهي في دواخلهما وتصبح المأساة كلاً متكاملاً في المشهد المسرحي والإنساني.
أما العجز هو الحالة الحاضرة في كل التحولات رغم أن النزوع إلى الحرية والإرادة لم يستكين إلا أن القيود والكوابح بالمرصاد والموانع ترجعهما إلى الخلف، فهناك من يحاصر كيانهما الإنسانية ويحبط المحاولات التي تتكرر وتسعى إلى الانطلاق، فهاهو العرض يجسد ماذا يحصل للإنسان عندما تطارده كل هذه الضغوط المختلفة وماذا يمكنه أن يكون بوجودها؟
فالمعاناة تحضر في أدق تفاصيل حياته وحتى في زوايا نفسه البعيدة فأين الهروب؟
فهو مقتول نفسياً ويتحول شيئاً فشيئاً إلى آلة رتيبة تتعامل مع الحياة بصورة ميكانيكية لاروح فيها بل إن لحركتها وسكونها نفس النتائج ويصبح الغناء فيها كالبكاء المرير... كما أوحت تلك الثنائية المسرحية التي بدت تتبارى في رواية المآسي الفردية، فصراخ يتبعه صراخ وكله في فراغ والإحباطات تثبط الإرادة البشرية وتزجها في دائرة العجز الشاكي وتكون إحدى المحاولات الهروب إلى مرحلة الطفولة التي تجرد الإنسان من الهم والمسؤولية لكن لايلبث الواقع يوقظ النائمين والهاربين كي يعودوا ويعلنوا بعضاً من أسباب كل هذا التشتت والضياع، فهناك قيود ورقباء يتجسدون بأشكال وأشكال أحياناً اجتماعية وأحياناً اقتصادية وثقافية، وغيرها كما عبر ذاك الرجل لزوجته بأنه وجد عبارة في كل مكان يتحرك فيه تنم عن ضرورة المراجعة والتي تفصح بدورها عن اقتناص ومصادرة حريتهما في كل شيء، وكل هذا رافقه أداء تمثيلي معبر ساعدته موسيقا حزينة ترجمت المعاناة لتدفع بالعرض إلى تقديم مشهدية إنسانية أخذت من الواقع بعض سماته كي تنتقد امتهانه للطبيعة الإنسانية بما زجه من قيود مختلفة في درب مسيرته الحياتية سيتجلى عبر كل سلوك وموقف، ويتحول بالتالي ضمن هذه الشروط القاسية إلى ورقة تعبث بها الرياح دون إرادة ودون موقف فعال في الحياة ومهما كثرت المحاولات.
فالإحباط من نصيبها لأنه هناك عواصف كثيرة تقتلع في طريقها كل ماهو جميل وأهمها الإرادة والحرية.
العاصفة والكمان: تأليف سيف رضا حامد
وإخراج غزوان قهوجي، أما الممثلان ربى طعمة، عثمان أبو العمرين جبريل.
الإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي
» غزوان قهوجي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي
» مختبر فضا المسرحي
الأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي
» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي
» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي
» مقالة جميلة عن مولانا
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي
» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي
» أم سامي
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب
» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب
» حكايا طريفة
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب
» السر بشهر العسل
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب
» عندما يتفلسف الحمار
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب
» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب
» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب
» شو كان لازم يعمل ؟
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب