وصل ستانيسلافسكي إلى الاعتقاد بأنه لايمكن إخضاع في مجال المعاناة الإنسانية المرهفة لمراقبة العقل وتأثيره فنحن لايمكننا تثبيت الشعور أو استدعاؤه بجهود الإرادة المباشرة لذا فإن طريق الإبداع من المعاناة إلى الفعل الذي كانت تنتهجه هذه المخطوطة هو طريق غير مأمون العواقب والمعاناة ذاتها تبقى هنا أرضية رخوة غير ثابتة لايمكن الاعتماد عليها في خلق الشخصية المسرحية .
إن مرحلة النضج في تطور نظرات ستانيسلافسكي المتعلقة بمسائل الطريقة الإبداعية تتجسد بصورة رائعة في عمله المبدع إعداد الدور المسرحي على أساس مسرحية ( عطيل ) الشكسبيرية , ففي هذا العمل يولي ستانيسلافسكي اهتماما خاصا في تحليل المسرحية وتقويمها وفق خط الوقائع والأحداث التي تؤلف الأساس الموضوعي الوطيد للإبداع المسرحي كما يسعى في الوقت نفسه إلى تذليل التناقضات التي نشأت لديه في المرحلة المبكرة من أبحاثه في مجال الطريقة الإبداعية , والجدير بالذكر أن طريقة معالجة الدور من ناحية طبيعة الفعل الفيزيولوجية التي اصطلح على تسميتها فيما بعد طريقة الأفعال الفيزيولوجية كانت قد وجدت تعبيرها النظري للمرة الأولى في خطة إخراج عطيل , ففيها يقترح ستانيسلافسكي على الممثل فور استيضاح ظروف الدور الإجابة على سؤال : " ماذا يمكنه أن يفعل فيزيولوجيا " , وعندما تتحدد هذه الأفعال الفيزيولوجية بصورة واضحة لايبقى سوى أن يقوم بتنفيذها تنفيذا فيزيولوجيا وإن التأكيد على الفعل الفيزيولوجي لايعني أبدا الانتقاص من أهمية الناحية السيكولوجية في الشخصية أو الابتعاد عن مبدأ فن المعاناة بل العكس إذ أنه يعتبر هذا الطريق هو الطريق الأمثل المضي إلى التعمق في جوهر الدور المسرحي واستثارة المعاناة الأصيلة عند الممثل .
إن التحليل يختلف بصورة جوهرية عن أساليب دراسة المسرحية خلف الطاولة التي كان يقترحها ستانيسلافسكي سابقا إذ أن التحليل هنا يتم منذ الخطوات الأولى ليس بالعقل وحده بل بإسهام جميع أعضاء الحواس عند الممثل كما تتم أثناء عملية الفعل ذاتها حيث ينتقل الممثل من موقف المراقب الجانبي إلى موقف الشخصية الفاعلة , ويسمي ستانيسلافسكي طريقة معالجة الدور المسرحي بالانطلاق من منطق الأفعال الفيزيولوجية بطريقة العمل الكلاسيكية إنه يقترح مثلا بدء العمل في المسرحية من رواية مضمونها وتحديد الوقائع والظروف والأحداث الأساسية فيها طبعا ليس في المرحلة الابتدائية وفق الأسلوب القديم بل بعد القيام بتحليل عام حسب خط حياة الجسم الإنساني , ويحتل مكانة هامة في هذا المؤلف مثال : الكشف عما وراء النص في مونولوج عطيل أمام مجلس الشيوخ حيث يشير ستانيسلافسكي إلى وسيلة خلق الرؤى البصرية الداخلية التي تبعث الحياة في نص المؤلف تفضي إلى ما أطلق عليه اسم الفعل اللفظي لما تحتل أهمية كبيرة كوسيلة خلق ماض الشخصيات وحاضرها ومستقبلها بالإضافة إلى ضرورة اختيار سمات الشخصية والتشكيلات الحركية المتألقة والمعبرة وتثبيتها في مرحلة ختامية على اعتبارها نتاج حياة الممثلين السليمة في المسرحية والدور .
في القسم الختامي من مؤلف إعداد الدور المسرحي ( عطيل ) يؤكد ستانيسلافسكي على ميزات طريقته في معالجة الدور بالانطلاق من حياة الجسم الإنساني بيد إنه إذ يقوم تقويما صحيحا اكتشافه الجديد بالنسبة لتطور طريقته المسرحية لاينجح في تطبيق هذا الاكتشاف بشكل مترابط عبر جميع مراحل العملية الإبداعية وهذا ماجعله يقع في بعض التناقضات ونلاحظ ذلك بصورة خاصة في مخطوطة تبرير النص حيث يقترح ( توتسوف ) على التلاميذ التوجه في عملهم ليس من منطق الأفعال الفيزيولوجية بل من منطق الأفكار الذي ينظر إليه بعزل عن الفعل الفيزيولوجي الملموس .
ــ بهذه الطريقة يقول ستانيسلافسكي : " يجتذب الذهن تدريجيا الشعور إلى الفعل وهذا بدوره يولد الرغبة والطموح ويحفز الإرادة إلى الفعل .
إن مرحلة النضج في تطور نظرات ستانيسلافسكي المتعلقة بمسائل الطريقة الإبداعية تتجسد بصورة رائعة في عمله المبدع إعداد الدور المسرحي على أساس مسرحية ( عطيل ) الشكسبيرية , ففي هذا العمل يولي ستانيسلافسكي اهتماما خاصا في تحليل المسرحية وتقويمها وفق خط الوقائع والأحداث التي تؤلف الأساس الموضوعي الوطيد للإبداع المسرحي كما يسعى في الوقت نفسه إلى تذليل التناقضات التي نشأت لديه في المرحلة المبكرة من أبحاثه في مجال الطريقة الإبداعية , والجدير بالذكر أن طريقة معالجة الدور من ناحية طبيعة الفعل الفيزيولوجية التي اصطلح على تسميتها فيما بعد طريقة الأفعال الفيزيولوجية كانت قد وجدت تعبيرها النظري للمرة الأولى في خطة إخراج عطيل , ففيها يقترح ستانيسلافسكي على الممثل فور استيضاح ظروف الدور الإجابة على سؤال : " ماذا يمكنه أن يفعل فيزيولوجيا " , وعندما تتحدد هذه الأفعال الفيزيولوجية بصورة واضحة لايبقى سوى أن يقوم بتنفيذها تنفيذا فيزيولوجيا وإن التأكيد على الفعل الفيزيولوجي لايعني أبدا الانتقاص من أهمية الناحية السيكولوجية في الشخصية أو الابتعاد عن مبدأ فن المعاناة بل العكس إذ أنه يعتبر هذا الطريق هو الطريق الأمثل المضي إلى التعمق في جوهر الدور المسرحي واستثارة المعاناة الأصيلة عند الممثل .
إن التحليل يختلف بصورة جوهرية عن أساليب دراسة المسرحية خلف الطاولة التي كان يقترحها ستانيسلافسكي سابقا إذ أن التحليل هنا يتم منذ الخطوات الأولى ليس بالعقل وحده بل بإسهام جميع أعضاء الحواس عند الممثل كما تتم أثناء عملية الفعل ذاتها حيث ينتقل الممثل من موقف المراقب الجانبي إلى موقف الشخصية الفاعلة , ويسمي ستانيسلافسكي طريقة معالجة الدور المسرحي بالانطلاق من منطق الأفعال الفيزيولوجية بطريقة العمل الكلاسيكية إنه يقترح مثلا بدء العمل في المسرحية من رواية مضمونها وتحديد الوقائع والظروف والأحداث الأساسية فيها طبعا ليس في المرحلة الابتدائية وفق الأسلوب القديم بل بعد القيام بتحليل عام حسب خط حياة الجسم الإنساني , ويحتل مكانة هامة في هذا المؤلف مثال : الكشف عما وراء النص في مونولوج عطيل أمام مجلس الشيوخ حيث يشير ستانيسلافسكي إلى وسيلة خلق الرؤى البصرية الداخلية التي تبعث الحياة في نص المؤلف تفضي إلى ما أطلق عليه اسم الفعل اللفظي لما تحتل أهمية كبيرة كوسيلة خلق ماض الشخصيات وحاضرها ومستقبلها بالإضافة إلى ضرورة اختيار سمات الشخصية والتشكيلات الحركية المتألقة والمعبرة وتثبيتها في مرحلة ختامية على اعتبارها نتاج حياة الممثلين السليمة في المسرحية والدور .
في القسم الختامي من مؤلف إعداد الدور المسرحي ( عطيل ) يؤكد ستانيسلافسكي على ميزات طريقته في معالجة الدور بالانطلاق من حياة الجسم الإنساني بيد إنه إذ يقوم تقويما صحيحا اكتشافه الجديد بالنسبة لتطور طريقته المسرحية لاينجح في تطبيق هذا الاكتشاف بشكل مترابط عبر جميع مراحل العملية الإبداعية وهذا ماجعله يقع في بعض التناقضات ونلاحظ ذلك بصورة خاصة في مخطوطة تبرير النص حيث يقترح ( توتسوف ) على التلاميذ التوجه في عملهم ليس من منطق الأفعال الفيزيولوجية بل من منطق الأفكار الذي ينظر إليه بعزل عن الفعل الفيزيولوجي الملموس .
ــ بهذه الطريقة يقول ستانيسلافسكي : " يجتذب الذهن تدريجيا الشعور إلى الفعل وهذا بدوره يولد الرغبة والطموح ويحفز الإرادة إلى الفعل .
الإثنين أبريل 01, 2013 8:40 am من طرف غزوان قهوجي
» غزوان قهوجي
الإثنين أبريل 01, 2013 8:36 am من طرف غزوان قهوجي
» مختبر فضا المسرحي
الأربعاء فبراير 13, 2013 8:44 am من طرف غزوان قهوجي
» مهرجان لمسرح الشباب العربي في بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:07 am من طرف غزوان قهوجي
» مهيمنات ( السلطة ) وتنويعاتها الإسلوبية في بعض عروض مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي
الجمعة نوفمبر 23, 2012 4:02 am من طرف غزوان قهوجي
» مقالة جميلة عن مولانا
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:50 am من طرف غزوان قهوجي
» خبر عن مشاركة الفرقة في مهرجان بغداد
الجمعة نوفمبر 23, 2012 3:39 am من طرف غزوان قهوجي
» أم سامي
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:10 pm من طرف همسة حب
» حدث في سوريا : دعوى قضائية شد الله !!!!!
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:06 pm من طرف همسة حب
» حكايا طريفة
الإثنين نوفمبر 12, 2012 7:01 pm من طرف همسة حب
» السر بشهر العسل
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:56 pm من طرف همسة حب
» عندما يتفلسف الحمار
الإثنين نوفمبر 12, 2012 6:53 pm من طرف همسة حب
» حكمة : كن نذلا تعيش ملكاً ........!!!
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 2:44 am من طرف همسة حب
» فــوائـد الـزوجــة الـنـكـديــة
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:21 am من طرف همسة حب
» شو كان لازم يعمل ؟
الإثنين نوفمبر 05, 2012 5:18 am من طرف همسة حب